المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعارض مواطن القوة والقيم لدى الإنسان


جروح بارده
15-05-2010, 05:16 AM
حقيقة لم أدرك الزاوية التي يمكنني أن أبدأ بها المقال وظللت لثوان أتأملها، إلا أني آثرت أن أبدأ من زاوية أني لم أدرك الزاوية ؛ حيث إن المقال يتناول تأصيلا نفسيا وتطبيقيا علميا حول بعض من أحوالنا كمشتغلين بطلب العلم الشرعي الشريف ومخالطين للإخوان الأكارم سواء الذين شغلوا به حقيقة أو ظنوا ذلك.
من أرقى ما يتم تناوله بالطبيعة الإنسانية من خلال الدراسات الإنسانية هو ما يجري من المقارنة بين القدرات الإنسانية وبين القيم الإنسانية .
غالبا ما تتفق قدرات الإنسان وميوله ؛ فغالبا يحب الإنسان ما يقدر عليه ذلك هو الأصل الذي ربما لم يقابل أحدنا من كان على خلافه أو ظن أنه لم يقابله من خلال تعايشاته الإجتماعية مع مجتمع الطلبة الصادقين منهم والواهمين .
ربما يستطيع المرء أحيانا أن يتقن ما لا يحب نعم إن ذلك ليس غالبا إلا أنه يقع احيانا وربما أقابله من خلال عملي المؤسسي بالإدارة فربما تعارض الرغبة القيمة مع الأداء المهارة التي يكون المرء مؤهلا لأدائها وهنا أجد نفسي أمام معادلة هي بالفعل معقدة في ترجيح أحد نواتجها على الآخر
ويكون السؤال : هل أحفزه على فعل ما لا يشكل له قيمة فيمنحنا قيمة اقتصادية انتاجية قوية ؟ أم أحفزه لفعل ما يشكل له قيمة وإن كان سيبدأ به من مرحلة ال ( 0) ؟

في عالم الإدارة نملك لغتين :

لغة الـ ( Business) الأعمال

وهي تلك اللغ التي تتعامل بالأرقام فهدفها أن تحقق الشركة الأرباح وإن اهتمت الشركة هنا بالموظفين فهذا فقط لأجل تحقيق الأرباح فهي الهدف رقم 1 لأداء المنظمة

لغة الـ Society المجتمع

وهي تلك الإدارية التي تتعامل مع الانسان بوصفه مجموعة من القيم والمشاعر والأخلاق والكرامة التي يقتضيها الوصف بالآدمية هذا بغض النظر عن العوارض والتي تحط من قدر الإنسان كالمعصية والإهمال وارتكاب ما يخالف الكرامة الإنسانية فهي الكرامة الملازمة لوصف الإنسانية والتي هي مصداق قوله تعالى :

“ لقد كرمنا بني آدم “

والتي لا تتعارض مع مقتضى قوله تعالى :

” فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث “

فهو وصف خارج عن وصف الإنسانية وهو التكذيب بآيات الله ، فتعليل مقتضى التمثيل :

” ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون “

إن تلك اللغة الإدارية تجعل مهمتها هي ( المجتمع ) وذلك من خلال محوره الذي هو ( الإنسان) وما الأعمال والاقتصاد إلا وسائل لخدمة ذلك المجتمع ولولا المجتمع لما كان لتلك الممارسات كبير فائدة .

يقول بيتر دركر ما مقتضاه : ” إن الزيادة والتوسع الاقتصاديين لا يعتبران هدفين بخصوصهما ، بل هما وسيلة لتحقيق غاية اجتماعية “

اللغة الإدارية الأولى ستفضل الإدارة أن تستثمر ، قدرات الإنسان ووسعه المهاري إلى أقصى ما يمكنها أما اللغة الثانية فإنها تصنع التطوير الإنساني هدفا لها فلا تتجاوزه للوسيلة ومن هنا فإننا ننصح دائما باتباع القيم ، الخاصة بكل بكل فرد على حدة وأن يبدأ في تطوير مهارته في تلك الوجهة لكن من حسن تقدير الله تعالى أن القيم نادرا ما تتعارض مع المهارات الإنسانية ، فغالبا ما يتقن الإنسان ما يحب وما يمثل له قيمة .

يلمس طالب العلوم الشرعية من نفسه أحيانا قدرات في بعض فروع العلم أعني التخصصات بل ويلمس فيه إنجازا له إلا أنه ومن خلال حوار المصارحة لخاص يبدي عدم ميوله القلبيه لذلك الفرع الذي لمس فيه انجازا فهو يحترمه كعلم شريف ويقدره إلا أنه ( لا يجد قلبه فيه ) وإنما يكون قلبه في فرع آخر من العلوم هنا أنصحه بأن يتوجه إلى ما يميل إليه قلبه فملكته فيه إلى تكوين طالما تعلق به القلب ، فتعلق القلب مظنة المداومة ، وهي مظنة الإتقان ، أما المهارة المؤقتة دون تعلق القلب فملكتها إلى زوال ، لأن عدم تعلق القلب مظنة ترك الفعل ، والترك مظنة الضياع .

لا يتعلق مقالنا بالمحبين ممن فقدوا الملكات فإنما محل مقالنا فيمن ملك ( القدرة ) والقوة القريبة إلا أنها لم تك بعد مهارة فعلية ( فعل) ، أما من فقد كلتيهما فلا ينبغي له أن يشتغل بما يغلب على ظنه أنه لن يكون له في نتاج فليدرك ما يتقن ، و ليحسن صنعه وليخلص فيه النية إلى الله سبحانه ، فإنما لكل امريء ما نوى .

سيرين ملكة زماني
15-05-2010, 02:01 PM
مقال جميل وقيم

الله يجزيك الخير
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو يوسف
15-05-2010, 02:07 PM
مشكور أخت دلع على وجهة نظرك

.

فلسطيني
15-05-2010, 10:30 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جروح بارده
16-05-2010, 09:19 AM
شكرا لكم على هذا الحضور الرااقي

والرد الصاافي

بالتعبير المجازي

لأرواحكم حدائق الزيزفون

: