ابو زكريا
06-05-2010, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدس تنادي، والأقصى مهدد ويدنّسه الاحتلال على الدوام، وفي الوقت نفسه مطلوب عدم إفساد بهجة توفير الغطاء الرسمي العربي، لمفاوضات السلطة الفلسطينية مع “الإسرائيليين”، فالمفاوضات هذه المرة غير مباشرة، ولا تغرق في تفاصيل زحمة الموضوعات الشائكة . وحبل المفاوضات قصير، لا يزيد على أربعة شهور، أي أكثر من العدة الشرعية لأرملة فقدت زوجها .
ثمة إدارة ظهر، إلا ما ندر من مواقف، لما يجري للقدس والخليل وبيت لحم، ولكل البيوت والبيارات الأخرى، لأن أي “تهور” سيعرقل المساعي الحميدة التي يبذلها الوسيط النزيه منذ أكثر من عقدين، لإعادة الحقوق للفلسطينيين، والسماح لأكبر عدد من المصلين المسلمين للوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة في يوم الجمعة، بمن فيهم من هو في سن فوق الأربعين، وربما لو كان العربي أكثر تهذيباً، لسمح لمن هم فوق الثلاثين أيضاً .
حفلة العرس التفاوضي تشبه المسلسلات المعرّبة، تحتاج إلى صبر وتضحيات، وثقة كاملة في المخرج، وحتى لو احتضر نصف الممثلين والممثلات، فالنتيجة هي تخدير، وقصص تافهة، لكنها مسلية لربات البيوت، أما فلسطين، و”عروس عروبتكم” القدس، فهي القصة والغصة والمنسية والضحية والمهودة، أُكلت في أوسلو، وشربوا قهوتها المُرة في كل المناسبات والمؤتمرات، واختزل الصراع العربي “الإسرائيلي” فيها على شكل ساحة حرم، وكيلومتر مربع واحد، ونزاع على إدارة أماكن مقدسة بين الديانات .
مطلوب من الشعوب العربية أن تبدو ضاحكة مسرورة، وألا تشهق مندهشة مما يجري للقدس من تهويد مسرف في عريه . مطلوب منها ألا تتلوى مقهورة، وأن يحمل المسلمون والمسيحيون العرب مأساة القدس وبيت لحم في ثنايا ضلوعهم فقط، ويسألوا ربهم أن يثبت لهم عقولهم . . فالوسيط النزيه سيُعيد لهم كنيستي القيامة والمهد، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وربما نصف الحرم الإبراهيمي .
الشعوب العربية عضّها القهر، ومجروحة الوجدان، لا تشتهي حروباً، ولا تشكو سلاماً، لكنها مقهورة، حينما ترى القدس تذوي وتصرخ ولا من مجيب، والعالم كله يربت على كتف “إسرائيل”، كلما اقترفت جريمة، ولا ينام الليل من أجل السهر على أمنها وتوسعها .
ماذا نحن فاعلون؟
لماذا يصرّ البعض على الاستخفاف بمشاعر الأمة، ويواصلون نمط سياساتهم في المفاوضات والرهانات الخاسرة، بينما العدو يراكم إنجازاته وتهويده للأرض والتراث وسرقة الحقوق واجتثاث الأصل الفلسطيني واختلاق التاريخ؟
لماذا تصرّ قوى فاعلة في العالم على قبول الخرافة الصهيونية في امتلاك الأرض، والعمى عن ضبط “إسرائيل” متلبسة بجرائم وإبادات؟
ما الذي يعطي هذا الكيان كل هذه المعصومية والحصانة الأرضية ضد اغتصاب الحقوق وسرقة أراضي الغير؟
الأسئلة تتجدد في كل لحظة، لكن العقلاء ينصحون بالمزيد من بالتأقلم مع الواقع، حتى لو عاد المتفاوضون من دون خفي حنين .
الخليج الاماراتية
http://www.youtube.com/watch?v=ZYesPmJazvE&feature=player_embedded
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدس تنادي، والأقصى مهدد ويدنّسه الاحتلال على الدوام، وفي الوقت نفسه مطلوب عدم إفساد بهجة توفير الغطاء الرسمي العربي، لمفاوضات السلطة الفلسطينية مع “الإسرائيليين”، فالمفاوضات هذه المرة غير مباشرة، ولا تغرق في تفاصيل زحمة الموضوعات الشائكة . وحبل المفاوضات قصير، لا يزيد على أربعة شهور، أي أكثر من العدة الشرعية لأرملة فقدت زوجها .
ثمة إدارة ظهر، إلا ما ندر من مواقف، لما يجري للقدس والخليل وبيت لحم، ولكل البيوت والبيارات الأخرى، لأن أي “تهور” سيعرقل المساعي الحميدة التي يبذلها الوسيط النزيه منذ أكثر من عقدين، لإعادة الحقوق للفلسطينيين، والسماح لأكبر عدد من المصلين المسلمين للوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة في يوم الجمعة، بمن فيهم من هو في سن فوق الأربعين، وربما لو كان العربي أكثر تهذيباً، لسمح لمن هم فوق الثلاثين أيضاً .
حفلة العرس التفاوضي تشبه المسلسلات المعرّبة، تحتاج إلى صبر وتضحيات، وثقة كاملة في المخرج، وحتى لو احتضر نصف الممثلين والممثلات، فالنتيجة هي تخدير، وقصص تافهة، لكنها مسلية لربات البيوت، أما فلسطين، و”عروس عروبتكم” القدس، فهي القصة والغصة والمنسية والضحية والمهودة، أُكلت في أوسلو، وشربوا قهوتها المُرة في كل المناسبات والمؤتمرات، واختزل الصراع العربي “الإسرائيلي” فيها على شكل ساحة حرم، وكيلومتر مربع واحد، ونزاع على إدارة أماكن مقدسة بين الديانات .
مطلوب من الشعوب العربية أن تبدو ضاحكة مسرورة، وألا تشهق مندهشة مما يجري للقدس من تهويد مسرف في عريه . مطلوب منها ألا تتلوى مقهورة، وأن يحمل المسلمون والمسيحيون العرب مأساة القدس وبيت لحم في ثنايا ضلوعهم فقط، ويسألوا ربهم أن يثبت لهم عقولهم . . فالوسيط النزيه سيُعيد لهم كنيستي القيامة والمهد، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وربما نصف الحرم الإبراهيمي .
الشعوب العربية عضّها القهر، ومجروحة الوجدان، لا تشتهي حروباً، ولا تشكو سلاماً، لكنها مقهورة، حينما ترى القدس تذوي وتصرخ ولا من مجيب، والعالم كله يربت على كتف “إسرائيل”، كلما اقترفت جريمة، ولا ينام الليل من أجل السهر على أمنها وتوسعها .
ماذا نحن فاعلون؟
لماذا يصرّ البعض على الاستخفاف بمشاعر الأمة، ويواصلون نمط سياساتهم في المفاوضات والرهانات الخاسرة، بينما العدو يراكم إنجازاته وتهويده للأرض والتراث وسرقة الحقوق واجتثاث الأصل الفلسطيني واختلاق التاريخ؟
لماذا تصرّ قوى فاعلة في العالم على قبول الخرافة الصهيونية في امتلاك الأرض، والعمى عن ضبط “إسرائيل” متلبسة بجرائم وإبادات؟
ما الذي يعطي هذا الكيان كل هذه المعصومية والحصانة الأرضية ضد اغتصاب الحقوق وسرقة أراضي الغير؟
الأسئلة تتجدد في كل لحظة، لكن العقلاء ينصحون بالمزيد من بالتأقلم مع الواقع، حتى لو عاد المتفاوضون من دون خفي حنين .
الخليج الاماراتية
http://www.youtube.com/watch?v=ZYesPmJazvE&feature=player_embedded