المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتيب كنوز الصلاة


المغربي الجديد
18-04-2010, 10:17 PM
كتيب كنوز الصلاة
تاليف:سليمان بن فهد دحيم العتيبي

شكر
الشكر لله أولاً وأخيرًا لفضله وامتنانه، ثم لكل من ساهم معي بفكرة أو دعمني بموعظة وسددني بتوجيه كما أخص بالشكر فضيلة الشيخ/ عادل الرزقي لإشرافه على تصحيح وتخريج بعض أحاديث هذا الكتاب.

* * *

تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين.
أما بعد:
فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعموده، وهي العلامة الفارقة بين المسلم والكافر. قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وأخرج أحمد (5/346) والترمذي (2621) وغيرهما من طريق حسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله : «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» قال أبو عيسى الترمذي حسن صحيح غريب.
وبالمحافظة عليها يحفظ الإنسان دينه كما أخرج مالك في الموطأ (1/5) عن نافع أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: «إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع...».
وهي آخر ما ينقض من عرى الإسلام كما أخرج أحمد (5/215) ومن طريق الطبراني في الكبير (7486) وابن بطة في الإبانة الكبرى 4 والحاكم في المستدرك (4/92) وصححه وأخرجه أيضًا محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (407) وابن حبان (257) موارد. كلهم من طريق عبد العزيز بن إسماعيل عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «تنقض عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضًا الحكم وآخرها الصلاة» وهو حديث حسن وقد استدل بهذا الحديث الإمام أحمد على كفر تارك الصلاة والأدلة على هذا كثيرة , ولذلك أجمع الصحابة على كفر تارك الصلاة.
أخرج محمد بن نصر (892) في كتابه تعظيم قدر الصلاة (892) والخلال في السنة (1379) وابن بطة في الإبانة (876) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1538) كلهم من طريق ابن إسحاق قال ثنا أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال: قلت له ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال على عهد رسول الله  قال: الصلاة. وهذا إسناد حسن لا بأس به. وقول السائل عندكم أي عند المسلمين وهم الصحابة في عهد رسول الله . وأخرج محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (947) ثنا يحيى بن يحيى انا أبو خيثمة عن أبي الزبير قال سمعت جابرًا – رضي الله عنه – وسأله رجل: أكنتم تعدون الذنب فيكم شركًا قال: لا، قال وسئل: ما بين العبد وبين الكفر قال: ترك الصلاة.
وهذا إسناد صحيح والذي يبدو أن قول السائل: ما بين العبد وبين الكفر أي عندكم كما تقدم في سؤال السائل: أكنتم تعدون الذنب فيكم شركًا فقوله فيكم أي الصحابة ويؤيد هذا الرواية السابقة وأيضًا رواية اللالكائي (1573) من طريق أسد بن موسى ثنا زهير عن أبي الزبير عن جابر وسأله: هل كنتم تعدون الذنب فيكم كفرًا ؟ قال: لا، وما بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة , ويؤيده أيضًا ما تقدم ما رواه الخلال في السنة (1372) وابن بطة (877) في الإبانة الكبرى واللالكائي (1539) في اعتقاد أهل السنة كلهم من طريق أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن الحسن قال بلغني أن أصحاب رسول الله  كانوا يقولون: بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر.
وهذا إسناد صحيح إلى الحسن وهو البصري ومن المعلوم أن الحسن سمع وأدرك جمعًا كبيرًا من الصحابة.
ويؤيد أيضًا ما تقدم ما رواه ابن أبي شيبة في الإيمان ص46 ثنا عبد الأعلى والترمذي (2622) في الجامع وابن نصر في الصلاة (948) من طريق بشر بن المفضل كلاهما عن الجريري عن شقيق بن عبد الله العقيلي قال: كان أصحاب محمد  لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفرا غير الصلاة. وهذا إسناد صحيح وعبد الأعلى بن عبد الأعلى سمع من الجريري قبل أن يتغير. قال العجلي تاريخ الثقات ص181: وعبد الأعلى من أصحهم سماعًا، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين. اهـ.
وأما رواية بشر بن المفضل عن الجريري فهي في الصحيحين ولذلك قال ابن حجر في مقدمة الفتح ص45 سمع منه قبل الاختلاط. وأخرجه الحاكم (1/7) أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ثنا قيس بن أنيف ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بشر بن الجرير عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال: كان أصحاب ... أهـ. وهذا خطأ والصواب بدون أبي هريرة لأن الترمذي رواه عن قتيبة كذلك والترمذي مقدم على قيس الذي خالفه. هذا مع الطرق الأخرى التي لم تذكر أبا هريرة.
وأخرجه الخلال في السنة 1378 من طريق ابن علية ثنا الجرير به ولفظه ما علمنا شيئًا من الأعمال قيل تركه كفر إلا الصلاة.
وأخرج محمد بن نصر في الصلاة 98ت ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه.
وقال ابن نصر أيضًا 990 سمعت إسحاق يقول: قد صح عن رسول الله  أن تارك الصلاة عمدًا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر. اهـ. قلت: لعل إسحاق وهو ابن راهويه لم يعتد ببعض من خالف ممن أتى من بعد الصحابة ولذلك قال تلميذه محمد بن نصر في الصلاة ص925: ثم ذكر الأخبار المروية عن النبي  في إكفار تاركها وإخراجه إياه من الملة وإباحة قتال من امتنع من إقامتها ثم جاءنا عن الصحابة – رضي الله عنهم – مثل ذلك ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك , ثم اختلف أهل العلم بعد ذلك في تأويل ما روي عن النبي  ثم عن الصحابة – رضي الله عنهم – في إكفار تاركها وإيجاب القتل على من امتنع من إقامتها. اهـ.
قلت: وقد روى عبد الله في السنة ,وابن نصر في الصلاة ,والخلاف, والخلال, في السنة والآجري في الشريعة, وابن بطة في الإبانة عن جمع من الصحابة, وغيرهم تكفير تارك الصلاة وبعضهم أفرد بابًا في كفر تاركها وساق الأدلة على ذلك.
هذا وقد ألف الأخ سليمان بن فهم العتيبي كتابًا فيما سماه: كنوز الصلاة، بين فيه أهمية هذه الفريضة العظيمة ومكانتها من الدين وتحدث عن حكم وفوائد الصلاة والميزات التي تتميز بها عن غيرها من العبادات وما فيها من أجور فجزاه الله خيرًا ووفقه.


كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن السعد


* * *

مقدمة
الحمد لله الملك الجبار، الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أنعم الله عليه بمعراج إلى السماء ليتلقى تكليف الصلاة، فكانت بعد العقيدة أول الواجبات، وللمؤمنين أهم السمات.
إن الصلاة تربي النفس وتهذب الروح، وتنير القلب بما تغرس فيه من جلال الله وعظمته ,وتسعد المرء وتجمله بمكارم الأخلاق، ولقد كانت سُنة مطردة على تعاقب الرسل بعد التوحيد فهذا النبي إسماعيل عليه السلام يقول الله تعالى عنه: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ [مريم: 55] وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا [مريم: 31].
وعبر الصلاة يتم الاتصال بالله بشكل يومي فيتزود العبد من خلالها بطاقة روحية تعينه على مشقة التكليف.
إن الصلاة مليئة بالكنوز الغالية المنثورة أمام أعيننا، ولكن هيهات ؛ يرى من في ناظريه عمى. إن للصلاة كنوزًا ثلاثة مفقودة، فبعد الاستعانة بالله ثم بالبحث والتحري والعزيمة والإخلاص يمكن أن تكون من أغنياء المسلمين في الصلاة الواحدة.
إن أول هذه الكنوز المفقودة هو كنز (الاستعداد للصلاة) الذي يمكن الحصول عليه من خلال الوضوء وترديد الأذان والتبكير إلى الصلوات ... إلخ.
وثاني هذه الكنوز المفقودة يمكن اكتسابه بالغوص في أعماق الصلاة بالقيام بها على الوجه المطلوب بكل خشوع واطمئنان.
وثالث هذه الكنوز الثمينة يمكن اغتنامه بعد أداء الصلاة من أذكار بعد الصلاة وأداءً للسنن الرواتب البعدية والانتظار بعد الصلاة ... إلخ.
وأخيرًا أسأل الله أن يغفر لي الزلل في هذا الكتاب ويتجاوز عن التقصير وأن يجعل فيه فائدة للمسلمين.
وأدعو الله الكريم أن يتكرم علي بأن يجعلني بهذا الجهد المتواضع من ذوي الأجرين. أجر الاجتهاد وأجر الصواب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كنوز الصلاة
في الصلاة كنوز عظيمة قد تخفى على الكثير من الناس، هذه الكنوز مليئة بالأجور والثواب والحسنات والدرجات، ولكن أبى الشيطان إلا أن يصرفنا عنها ويبعدنا عن رؤيتها. وإذا صحونا من سباتنا العميق أقنعنا ذلك الشيطان بالقليل ليحرمنا الكثير من تلكم الأجور والحسنات. وقد نخرج من الصلاة الواحدة ولم يكتب لنا من الأجر شيء – نسأل الله العافية – لذا رأيت أن نرفع راية الجهاد خفاقة ونعلن الحرب على النفس والهوى والشيطان حيثما كانوا مدججين بسلاح (الإيمان بالله) و (الإخلاص في القول والعمل) ومتحصنين بحصون (الصبر والأذكار) متمسكين بدروع (الخشوع) لنحافظ على صلاتنا وما تحويه من كنوز عظيمة فرطنا فيها في سالف الزمان.
أما آن لنا أن ننهض من نومنا وغفلتنا ونلحق بركب الصالحين ونرفع رصيدنا من الحسنات، وننتظر رحمة الباري وغفرانه لندخل الجنة مع الأبرار.
إن للصلاة كنوزًا عظيمة منها ما يمكن الحصول عليه (قبل الصلاة) ومنها ما يمكن اكتسابه أثناء الصلاة والآخر يمكن اغتنامه (بعد الصلاة).
دعونا نبدأ رحلة البحث عن الكنوز الثلاثة المفقودة في الصلاة قولاً وعملاً عبر سفينة (الإخلاص والهمة).
1- الكنز الأول (قبل الصلاة) [الاستعداد للصلاة].
2- الكنز الثاني (أثناء الصلاة) [أداء الصلاة].
3- الكنز الثالث (بعد الصلاة) [الأذكار والأفعال بعد الصلاة].
* * *

الكنز الأول
الاستعداد للصلاة
يمكننا أن نحصل على هذا الكنز السمين قبل أن ندخل إلى الصلاة، فمن خلال الاستعدادات الأولية والتهيئة النفسية والمعنوية للصلاة نستطيع أن نمتلك هذا الكنز الغالي – بإذن الله – وإليكم خطوات امتلاك هذا الكنز:
1- الوضوء:
للوضوء فضل كبير وهو أول خطوات كسب الحسنات ومضاعفة الأجور، فمن خلال الوضوء نستطيع أن نكسب الأجور التالية:
(أ) محبة الله:
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] فأي أجر أكبر من أن يحبنا الله.
يقول الشيخ السعدي في تفسيره ( ) إن المقصود بالمتطهرين في هذه الآية أي المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث، ففيه مشروعية الطهارة مطلقًا لأن الله تعالى يحب المتصف بها ولهذا كانت الطهارة مطلقًا شرطًا لصحة الصلاة والطواف وجواز مس المصحف.
(ب) خروج الخطايا مع ماء الوضوء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه من الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو آخر قطر الماء حتى يخرج نقيًا من الذنوب»( ).
وعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره»( ).
(ج) النور في أعضاء الوضوء يوم القيامة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»( ).
والغرة: البياض في وجه الفرس.
والتحجيل : بياض في قوائمه مما يكسبه حسنًا وجمالاً.
فشبه النبي  النور الذي يكون يوم القيامة في أعضاء الوضوء بالغرة والتحجيل.
(د) محو الخطايا ورفع الدرجات:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثر الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فلذلكم الرباط»( ).
فالمكاره: البرد الشديد أو المرض الذي يكسل صاحبه عن الحركة ونحو ذلك من الحالات التي يشق على الإنسان الوضوء فيها، ولما كان المواظب على هذه الأفعال المذكورة متوقعًا بها غفران ذنوبه وزيادة حسناته ودخوله الجنة فقد شبهه النبي  بالمرابط الذي هو في نحر العدو يتوقع برباطه الشهادة والغفران.
وقال بعضهم: إنما سميت هذه الأفعال رباطًا، لأنها ربط صاحبها أي تكفه عن المعاصي والمآثم والله أعلم ( ).
(هـ) مغفرة الذنوب ودخول الجنة:
عن عثمان – رضي الله عنه – أنه توضأ، ثم قال: رأيت رسول الله  توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: «من توضأ وضوئي ثم صلى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه»( ).
وعن عقبة بن عامر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يُقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة»( ).
2- الذكر بعد الوضوء:
وللذكر بعد الوضوء فضل كبير أيضًا، فما زلنا نبحث عن مزيد من الأجور والحسنات في خزانة الكنز الأول، فمن خلال أذكار معينة بعد الوضوء نستطيع أن نربح الثواب التالي:
(أ) الحرية في الدخول من أي أبواب الجنة الثمانية:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله  أنه قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»( ).
(ب) تُكتب في رق ثم تجعل في طابع لا يكسر إلى يوم القيامة:
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة»( ).
(3) السواك:
وما زلنا مواصلين اكتساب الحسنات تلو الحسنات، فها نحن في محطة (السواك) وإليكم هذا الثواب العظيم:
* مطهرة للفم مرضاة للرب ، عن عائشة – رضي الله عنها –أن النبي  قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»( ).
4- التبكير إلى الصلوات:
وللتبكير إلى الصلوات فضل كبير، فقد قال النبي : «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير – أي التبكير – لاستبقوا إليه»( ).
وللتبكير إلى صلاة الجمعة مزيةٌ خاصة وفضلٌ لا يقارن، تأمل معي هذا الحديث: عن أوس بن أوس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من غسّل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير»( ).
كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها؟! أي فضل أكبر وأي أجر أفضل من ذلك.
كما أن الحفاظ على التبكير إلى الصلوات دليل على تعلق القلب بالمسجد، ولقد قال الرسول : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم: ورجل تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه»( ).
5- ترديد الأذان:
وما زلنا نبحث عن الحسنات النفيسة والأجور الثمينة وسط الكنز الأول للصلاة، ومع ثواب ترديد الأذان، الذي أخبرنا الرسول الكريم  بأن جزاء هذا العمل هو الجنة، تأملوا معي هذين الحديثين:
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة»( ).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كنا مع رسول الله  فقام بلال ينادي، فلما سكت قال رسول الله : «من قال مثل ما قال هذا يقينًا دخل الجنة»( ).
6- الذكر بعد الأذان:
وللذكر بعد الأذان ثواب عظيم يغفل عنه الكثير من الناس نلخصه في النقاط التالية:
(أ) مغفرة الذنوب:
عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – عن رسول الله  قال: «من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
له وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد  رسولاً، غفر الله له ذنبه»( ).
(ب) حُلّت له شفاعة النبي  يوم القيامة:
عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أ، رسول الله  قال:«من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلّت له شفاعتي يوم القيامة»( ).
7- المشي إلى الصلاة:
إن المشي إلى الصلاة مليء بالأجور الثمينة التي ترفع رصيد المسلم من الحسنات نلخصها فيما يلي:
(أ) النُزُل (الضيافة) في الجنة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي  قال: «من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نُزُلاً كلما غدا أو راح»( ).
(ب) حط الخطايا ورفع الدرجات:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي  قال: «من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة»( ).
(ج) أعظم الأجر:
عن أبي موسى – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام»( ).
(د) النور التام يوم القيامة:
عن بريدة – رضي الله عنه – عن النبي  قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»( ).
(هـ) محو الخطايا ومغفرة الذنوب:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط»( ).
(و) صدقة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي  قال: «والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة»( ).
8- التقدم إلى الصف الأول – ميامن الصفوف:
(أ) إن الحرص على الصلاة في الصف الأول له فضل كبير، ولعل في سكوت النبي  عن تحديد هذا الأجر لفضل الصف الأول العظيم، فلقد قال : «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعملون ما في التهجير لاستبقوا إليه»( ).
أطلق مفعول يعلم وهو لم يبين الفضيلة ما هي ليفيد ضربًا من المبالغة وأنه مما لا يدخل تحت الوصف، والإطلاق إنما هو في قدر الفضيلة وإلا فقد بيّن الخير والبركة ( ).
(ب) مشابهة الملائكة:
عن جابر بن سمرة – رضي الله عنهما – قال: خرج علينا رسول الله  فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصف الأول ويتراصون في الصف»( ).
(ج) الخيرية للرجال:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»( ).
(د) البعد عن وعيد النبي  بتأخير المسلمين للمتأخرين:
عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن رسول الله  رأى في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: «تقدموا بي وليأتم بكم من بعدكم ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله»( ).
(هـ) صلاة الله وملائكته على الصفوف الأول:
عن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال: كان رسول الله  يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: «لا تختلفوا فتختلف قلوبكم» وكان يقول: «إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول»( ).
9- أداء السنة الراتبة:
(أ) إن الحفاظ على أداء السنن الرواتب يؤدي إلى امتلاك بيت في الجنة:
عن أم حبيبة بنت أبي سفيان – رضي الله عنهما – قالت: سمعت رسول الله  يقول: «ما من عبد يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة، أو إلا بُني له بيت في الجنة»( ).
والسنن الرواتب منها ما هي قبلية (قبل الصلاة) أو بعدية (بعد الصلاة) ومجموعها (12) ركعة.
السنن الراتبة القبلية هي:
1- ركعتان قبل الفجر: عن عائشة – رضي الله عنها – عن النبي : «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها»( ).
تأمل معي هذا الحديث، إن سنة الفجر خيرٌ من الدنيا وما عليها من أموال ومبان وسيارات ... إلخ.
2- أربع ركعات قبل الظهر.
السنن الراتبة البعدية هي:
1- ركعتان بعد الظهر.
2- ركعتان بعد المغرب.
3- ركعتان بعد العشاء.
(ب) إن الحفاظ على أربع ركعات قبل العصر يدخلنا تحت دعوة الرسول  بالرحمة: عن ابن عمر – رضي الله عنهما عن النبي  قال: «رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا»( ).
10- الدعاء بين الأذان والإقامة:
إن التبكير إلى الصلوات يتيح لك فرصة الدعاء بين الأذان والإقامة وهذا الدعاء في هذا الوقت من أوقات إجابة الدعاء وهذا كنز بحد ذاته يجب اغتنامه بالدعاء، فوجوده في المسجد أحرى بالإجابة من غيره لفضيلة المكان، وكونه في صلاة ما دام ينتظر الصلاة.
قال النبي : «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة»( ).
11- انتظار الصلاة:
إن انتظار الصلاة منذ وقت مبكر يؤهلك لاكتساب الكثير من الأجور:
أ) انتظارك للصلاة يعدل فضل الصلاة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله : «لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ...»( ).
ب) استغفار الملائكة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة والملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث»( ).
«ورجل تدعو له الملائكة حريٌ أن يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاء الملائكة له»( ).
(ج) محو الخطايا ورفع الدرجات:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط»( ).
12- الاشتغال بالذكر وقراءة القرآن:
إن المتقدم إلى المسجد في وقت مبكر يستطيع أن يتقرب إلى الله تعالى بأنواع العبادات من ذكر وقراءة قرآن، وتفكر في آلاء الله تعالى، وانقطاع عن الدنيا وهمومها ليكون ذلك أدعى إلى الإقبال على الصلاة والخشوع فيها بخلاف المتأخر فإنه يصلي وقلبه منشغل بهمومه فلا يقبل على صلاته ولا يحضر فيها غالبًا.
ولعلي أقترح – عليك أخي في الله – بعض الفرص الذهبية التي تشتغل بها وقت انتظارك للصلاة لرفع رصيدك من الحسنات وهي على سبيل المثال لا الحصر.


أ- قراءة القرآن الكريم
مقدار القراءة النتيجة الطريقة
1- قراءة (5) صفحات بين الأذان والإقامة لكل صلاة كفيل بقراءة 25 صفحة يوميًا. ختم القرآن الكريم تلاوة في (24) يومًا تقريبًا عدد صفحات القرآن الكريم = 604 صفحات.
25 صفحة × 24 يوم = 600 صفحة تقريبًا
2- قراءة (جزء واحد) كل يوم مستغلاً وقت انتظار الصلوات ختم القرآن الكريم تلاوة في (30) يومًا تقريبًا القرآن الكريم = 30 جزءًا
الشهر = 30 يومًا
30 جزءًا = 1 جزء كل يوم
30 يومًا

3- قراءة ثلاثة آيات يوميًا مستغلاً وقت انتظار الصلاة حفظ كتاب الله في (ثماني سنوات) بإذن الله تجربة
4- حفظ (صفحة وربع) يوميًا مستغلاً وقت انتظار الصلاة حفظ كتاب الله في سنة ونصف بإذن الله 604 ÷ 1.25 = 483.2 يومًا
483.2 = 10 و16 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
30 يومًا

5- حفظ (وجهين) يوميًا مستغلاً وقت انتظار الصلاة حفظ كتاب الله في سنة واحدة بإذن الله 604 = 302 يوم = 10 أشهر
2

6- قراءة سورة الإخلاص 3 مرات تعدل فضل ختم القرآن الكريم عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله  لأصحابه «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: الله الواحد الصمد ثلث القرآن»( )
7- قراءة سورة الكافرون 4 مرات تعدل فضل ختم القرآن عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : «قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن»( )
8- قراءة سورة الملك مرة واحدة غفران الذنوب عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفر له: تبارك الذي بيده الملك»( ).
وما زلنا في بساتين الأجر والثواب. فتأمل معي هذا الفضل العظيم لقراءة القرآن.
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (ألم) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»( ).
فلنضرب مثالاً بأقصر سورة في القرآن:
عدد حروف سورة الكوثر = (42) حرفًا.
الحسنة = 10 (حسنات) = 420 حسنة.
تأمل هذا الفضل العظيم في أقصر سورة في القرآن الكريم (الكوثر) فلو قرأت صفحات كثيرة خلال انتظارك للصلاة، فكم يا ترى ستكسب من الحسنات؟
الذكر الفضل/ الأجر الدليل
1- التسبيح (100) تسبيحة (100) حسنة أو حط (1000) خطيئة عن معصب بن سعد حدثني أبي قال: كنا عند رسول الله : «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة»( )
2- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (100 مرة). عدل عشرة رقاب + حسنة + محو 100 سيئة + حرز من الشيطان عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء إلا رجل عمل أكثر منه»( ).
3- لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال لي رسول الله : «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة» فقلت: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله»( ).
4- سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة قال الرسول : «من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة»( )
5- الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات أجره بكل مؤمن ومؤمنة قال الرسول : «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة»( ).
حري بالمسلم وخصوصًا المنتظر للصلاة أن يستغل هذا الوقت الثمين في هذا المكان الفاضل (المسجد) بهذه الأذكار ليكسب مزيدًا من الحسنات والأجور.
13- ترديد الإقامة والدعاء بعدها:
قال النبي : «بين كل أذانين صلاة»( ). والمراد بالأذانين: الأذان والإقامة. لذا فإن ترديد الإقامة تساوي فضل ترديد الأذان كما سبق بيانه في فضل ترديد الأذان [دخول الجنة].
والذكر الذي يقال بعد الأذان يقال بعد الإقامة بنفس الفضل إن شاء الله كما سبق تفصيله [مغفرة الذنوب + شفاعة النبي  يوم القيامة].
14- تسوية الصفوف:
وتجب تسوية الصفوف استعدادًا لأداء الصلاة، ولتسوية الصفوف فضائل كثيرة منها:
أ) اتفاق القلوب والمقاصد:
عن النعمان بن بشير قال: قال النبي : «لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم»( ).
قال النووي: معناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب. اهـ.
ولا يخفى ما في ترك تسوية الصفوف من الإثم والمخالفة.
ب) تعتبر من إقامة الصلاة:
عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي  قال: «سووا صفوفكم فإنه تسوية الصفوف من إقامة الصلاة»( ).
وتعتبر تسوية الصفوف واجبًا للصلاة، والواجب للصلاة يأثم تاركه.
ج) التضييق على الشياطين:
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله  قال: «أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان ...» الحديث( ).
د) وصل الله لمن وصل صفًا:
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله  قال: «... ومن وصل صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله»( ).

ملخص الكنز الأول في الصلاة (الاستعداد للصلاة):
العمل الأجر
1- الوضوء أ) محبة الله.
ب) خروج الخطايا مع ماء الوضوء.
ج) النور في أعضاء الوضوء يوم القيامة.
د) محو الخطايا ورفع الدرجات.
هـ) مغفرة الذنوب ودخول الجنة.
2- الذكر بعد الوضوء أ) الدخول من أي أبواب الجنة الثمانية.
ب) تكتب في رق ثم تجعل في طابع فلا يكسر إلى يوم القيامة.
3- السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
4- التبكير إلى الصلاة أ) فضل كبير وخير وبركة.
ب) إظلال الله في يوم لا ظل إلا ظلله (متعلق القلب بالمساجد).
ج) صيام سنة وقيامها بكل خطوة (الجمعة).
5- ترديد الأذان دخول الجنة
6- الذكر بعد الأذان أ) مغفرة الذنوب.
ب) شفاعة النبي  يوم القيامة.
7- المشي إلى الصلاة أ) النُّزل (الضيافة) في الجنة.
ب) حط الخطايا ورفع الدرجات.
ج) أعظم أجر.
د) النور التام يوم القيامة.
هـ) محو الخطايا ومغفرة الذنوب.
و) صدقة (بكل خطوة).
8- الصف الأول وميامن الصفوف أ) مشابهة الملائكة.
ب) الخيرية.
ج) صلاة الله وملائكته.
د) البعد عن الوعيد (بتأخير الله للمتأخرين).
9- الحفاظ على أداء السنن (الرواتب القبلية) أ) بيت في الجنة.
ب) رحمة الله (أربع ركعات قبل العصر)
10- الدعاء بين الأذان والإقامة استجابة الدعاء
11- انتظار الصلاة أ) يعدل فضل الصلاة.
ب) استغفار الملائكة.
ج) محو الخطايا ورفع الدرجات.
12- أ) الاشتغال بقراءة القرآن الكريم أ) ختم القرآن الكريم تلاوة.
ب) حفظ القرآن الكريم.
ج) حسنات عظيمة.
ب) الأذكار أ) 1000 حسنة وحط 1000 خطيئة.
ب) عدل عشر رقاب + 100 حسنة + محو 100 سيئة + حرز من الشيطان.
ج) كنز من كنوز الجنة.
د) غراس الجنة.
13- ترديد الإقامة والإتيان بأذكار الأذان بعدها دخول الإقامة = الأذان دخول الجنة (نفس فضل الأذان) مع مغفرة الذنوب + شفاعة النبي .
14- تسوية الصفوف أ) اتفاق القلوب والمقاصد.
ب) إقامة الصلاة.
ج) التضييق على الشياطين.
د) وصل الله لمن وصل صفًا.
الكنز الثاني
أداء الصلاة
يمكننا أن نحصل على هذا الكنز الغالي أثناء تأدية الصلاة، وإليكم خطوات امتلاك هذا الكنز:
1- فضل الصلاة:
للصلوات فضل كبير على وجه العموم، وللصلوات فضل خاص كفضل صلاة الفجر والعصر والعشاء ... دعونا نلخص هذا الكنز في النقاط التالية:
فضل الصلوات/ عام:
كشف لنا القرآن الكريم والسنة النبوية عن كنوز هذه الصلاة، يجب اغتنامها والحرص على أدائها لرفع رصيدنا من الأجور والثواب.
أ) درجات ومغفرة ورزق كريم:
قال تعالى: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: 3، 4].
وقال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه: 132].
ب) تكفير السيئات/ محو الخطايا:
قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
[هود: 114].
قال الرسول : «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيءٌ؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا»( ).
وقال : «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر»( ).
ج) الرحمة:
قال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور: 56].
د) دخول الجنة/ الفردوس:
قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
[المؤمنون: 9-11].
وقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج: 34، 35].
هـ) نور:
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «... والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو حجة عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها»( ).
فالصلاة نور مطلق ولهذا كانت قرة عين المتقين كما أن النبي  يقول: «جعلت قرة عيني في الصلاة»( ).
فضل الصلوات/ خاص:
صلاة الفجر والعصر والعشاء:
أ) تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار:
قال تعالى: وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [الإسراء: 78].
قال المفسرون: المراد صلاة الصبح تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار ( ).
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله – وهو أعلم بهم – كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون»( ).
ب) دخول الجنة:
عن أبي موسى – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «من صلى البردين دخل الجنة»( ).
البردان: الصبح والعصر.
ج) عدم دخول النار:
عن أبي زهير عمارة بن رويبة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: «لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها»( ).
يعني الفجر والعصر.
د) في ذمة الله (حفظه):
عن جندب بن سفيان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يا ابن آدم، لا يطلبنك الله في ذمته بشيء»( ).
هـ) رؤية الله:
عن جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – قال: كنا عند النبي  فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»( ).
د) كقيام نصف ليلة (العشاء) أو كقيام الليل كله (الفجر): عن عثمان – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله  يقول: «من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله»( ).
2- أداء الصلاة جماعة:
للصلاة مع الجماعة ثواب كبير وهو ثابت عن النبي . تأمل معي هذا الحديث.
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»( ).
وبما أن الحسنة بعشر أمثالها فتصبح الحسنات على أداء صلاة الجماعة: 27 × 10 = 270 حسنة.
3- الخشوع:
الخشوع هو روح الصلاة ويترتب عليه مقدار الأجر في الصلاة وإليك فوائد الخشوع:
أ) الفلاح [الفوز بالجنة (الفردوس) والنجاة من النار]: قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ إلى قوله تعالى: أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
[المؤمنون: 1-11].
ب) محبة الله:
قال تعالى: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء: 90].
فالخشوع صفة مدح لعباد الله المؤمنين ويدل على حب الله لأهل الخشوع.
ج) يظله الله في ظله يوم القيامة:
قال الرسول : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...» وذكر منهم: «ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه»( ).
ووجه الدلالة من الحديث: أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.
د) الخشوع يزيد من أجر الصلاة:
قال : «إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها»( ).
هـ) مغفرة الذنوب والأجر العظيم:
قال تعالى: وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ إلى قوله تعالى: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35].
4- ذكر الاستفتاح: (فتحٌ لأبواب السماء):
وأذكار الاستفتاح كثيرة، أذكر منها هذا الذكر: «الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً» على سبيل المثال لا الحصر متأملاً في فضله الكبير؟! أتدرون ما هو هذا الفضل؟ لقد فتحت له أبواب السماء.
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: بينما نحن – نصلي – مع رسول الله  إذ قال رجلٌ من القوم: الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلاً. فقال رسول الله : «من القائل كلمة كذا كذا» فقال رجلٌ من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها فتحت لها أبواب السماء»( ).
قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله  يقول ذلك.
5- قراءة الفاتحة:
أ) أعظم سورة في القرآن:
ألا تعلم أنك بقراءتك لسورة الفاتحة فإنك تكون قد قرأت أعظم سورة في القرآن الكريم.
تأمل معي هذا الحديث، عن أبي سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – قال: كنت أصلي بالمسجد فدعاني رسول الله  فلم أجبه ثم أتيته فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: «ألم يقل الله تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ ثم قال: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد» فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: «هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته»( ).
ب) ثناء ودعاء:
كما أن قراءة سورة الفاتحة مقسومة على نصفين بين الله – سبحانه وتعالى – وبين العبد، فنصفها الأول ثناء على الله تعالى وتعظيم لجلالته ونصفها دعاء ومسألة من العبد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: «قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال: مجدني عبدي ، وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»( ).
6- التأمين:
أبشر – أخي المصلي – فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «إذا قال الإمام: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فقالوا آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه».
وفي رواية: «إذا قال أحدكم: آمين، وقالت الملائكة في السماء آمين، فوافقت إحداهما الأخرى غُفر له ما تقدم من ذنبه»( ).
7- الركوع:
ومن فوائده تساقط الذنوب، قال : «إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه»( ).
8- الذكر بعد الرفع من الركوع:
إن للذكر بعد الرفع من الركوع فضل كبير وأجر عظيم.
أ) من وافق قوله: «اللهم ربنا لك الحمد/ ربنا ولك الحمد» قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإن من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه»( ). وفي رواية: «فقولوا ربنا ولك الحمد».
ب) إسراع الملائكة في كتابة من قال: «ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه»:
عن رفاعة بن رافع الزرقي – رضي الله عنه – قال: كنا نصلي وراء النبي ، فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سمع الله لمن حمده» قال رجل من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلمَّا انصرف، قال: «من المتكلم» قال: أنا، قال: «رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها»( ).
9- السجود:
إن السجود من أعظم أجزاء الصلاة لأن فيها كمال الإذلال والخضوع لله – سبحانه وتعالى – لذا جاء السجود محملاً بالأجور والثواب ... تأملوا معي ذلكم الثواب العظيم:
أ) الفلاح (الفوز بالجنة والنجاة من النار):
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج: 77].
قال أبو بكر الجزائري في تفسيره ( ): لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي لتتأهلوا بذلك للفلاح الذي هو الفوز بالجنة بعد النجاة من النار.
ب) فضل الله ورضوانه والنور يوم القيامة:
قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 2].
قال السعدي في تفسيره ( ): سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ أي قد أثرت العبادة من كثرتها وحسنها في وجوههم حتى استنارت كما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت بالجلال ظواهرهم.
ج) رفع درجة وحط خطيئة:
قال الرسول : «عليكم بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة»( ).
د) مرافقة الرسول :
عن ربيعة بن كعب – رضي الله عنه – قال: كنت أبيت مع رسول الله ، فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: «سلني» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذلك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»( ).
هـ) موضع إجابة الدعاء:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : « أقرب ما يكون العبد من ربه – عزَّ وجلَّ – وهو ساجد فأكثروا الدعاء»( ).
وقال : « وأما السجود فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم»( ).
قمن: جدير وحري.
قال النبي : « إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه»( ).
ز) لا تأكل النار أعضاء السجود:
قال الرسول : «إن الله حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود»( ).
لأن أعضاء المؤمنين إذا لم يتب الله عليهم ولم يكن لهم حسنات ترجح على سيئاتهم فإنهم يعذبون بالنار بقدر ذنوبهم لكن أعضاء السجود محترمة لا تأكلها النار ولا تؤثر فيها ( ).
10- التشهد الأول: أجرٌ بعدد عباد الله في السماء والأرض:
ويتجلى في التشهد الأول فضل عظيم من خلال جملة دعائية «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» وسط هذا التشهد فتأمل معي ذلك:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: علمني رسول الله  التشهد – كفي بين كفيه – كما يعلمني السورة من القرآن: «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»( ).
إن الدعاء بالسلامة من النقائص ومن كل آفة لنا ولكل عباد الله الصالحين في السماء والأرض حيهم أو ميتهم من الآدميين والملائكة والجن. فانظر إلى كرم الله عليك حيث يؤتيك الأجر بكل من سلمت عليه من عباد الله الصالحين.
11- التشهد الأخير (الصلاة على النبي ):
للصلاة على النبي محمد  أجور كثيرة وحسنات مضاعفة منها:
أ) الاقتداء بالله وملائكته:
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
ب) مضاعفة الأجر إلى عشرة أضعاف:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله  قال: «من صلى صلاة واحدة صلى الله عليه عشرًا»( ).
ج) كتابة عشر حسنات + محو عشر سيئات (خطيئات):
قال : «من صلى علي مرة واحدة كتب الله له عشر حسنات»( ). وفي لفظ:«ومحا عنه عشر سيئات». وفي رواية: «وحط عنه عشر خطيئات»( ).
12- الدعاء قبل السلام:
لو لم يكن من فضل الدعاء قبل السلام إلا كونه موطن إجابة لكفانا ذلك لأنَّ المصلي مقبل على ربه ويناجيه فدعاؤه أولى بالاستجابة لكونه ما زال في صلاته.
عن علي – رضي الله عنه – أن النبي  قال: «إذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله ...» وفيه: «ثم ليتخير من المسألة ما شاء». وفي رواية: «ثم ليتخير من الدعاء»( ).
وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال لرسول الله : أي الدعاء أسمع قال: «جوف الليل، ودبر الصلوات المكتوبات»( ).
ودبر الصلاة يطلق غالبًا على ما قبل السلام.

ملخص الكنز الثاني في الصلاة:
العمل الأجر
1- فضل الصلوات أ) درجات ومغفرة ورزق كريم.
ب) تكفير السيئات/ محو الخطايا.
ج) الرحمة.
د) دخول الجنة/ الفردوس.
هـ) النور.
و) شهود ملائكة الليل والنهار (الفجر/ العصر).
ز) دخول الجنة (الفجر/ العصر).
ح) عدم دخول النار (الفجر / العصر).
ط) ذمة الله (حفظه) (الفجر).
ي) رؤية الله (الفجر / العصر).
ك) كقيام نصف الليل (العشاء).
وكقيام الليل كله (الفجر)
2- أداء الصلاة جماعة 270 حسنة (27 × 10 حسنات)
3- الخشوع في الصلاة أ) ( الفوز بالجنة – الفردوس) والنجاة من النار.
ب) محبة الله.
ج) إظلال الله له في يوم لا ظل إلا ظله.
د) زيادة أجر الصلاة.
هـ) مغفرة الذنوب والأجر العظيم.
4- ذكر الاستفتاح انفتاح أبواب السماء
5- قراءة الفاتحة أ) قراءة أعظم سورة في القرآن
ب) مقسومة بين الله والعبد (ثناء + دعاء)
6- التأمين غفران الذنوب
7- الركوع تساقط الذنوب
8- الذكر بعد الرفع من الركوع أ) غفران الذنوب.
ب) إسراع الملائكة في كتابتها.
9- السجود أ) الفلاح (الفوز بالجنة والنجاة من النار).
ب) فضل الله ورضوانه والنور يوم القيامة.
ج) رفع درجة وحط درجة.
د) مرافقة الرسول  في الجنة.
هـ) تساقط الذنوب.
و) عدم أكل النار لأعضاء السجود (للعصاة من المؤمنين).
10- التشهد الأول أجر كل من سلمت عليه من عباد الله الصالحين
11- التشهد الأخير والصلاة على النبي  أ) الاقتداء بالله وملائكته.
ب) مضاعفة الأجر إلى عشرة أضعاف.
ج) كتابة عشر حسنات ومحو عشر سيئات (خطيئات).
12- الدعاء قبل السلام موطن إجابة


الكنز الثالث
الأذكار والأفعال بعد الصلاة
تنوعت صيغ الأذكار بعد الصلاة وتنوعت أجورها وفضائلها، ومن ذلك:
أ) غفران الذنوب: التسبيح (33 مرة) والتجميد (33 مرة) والتكبير (33 مرة) والتهليل مرة واحدة.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من سبح في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، فذلك تسعة وتسعون ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»( ).
ب) اكتساب الفضل والدرجات والنعيم + دخول الجنة + (1500) حسنة = التسبيح (10) مرات + الحمد (10) مرات + التكبير (10) مرات.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم، قال: «كيف ذاك؟» قالوا: صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: «أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله: تسبحون في دبر كل صلاة عشرًا وتحمدون عشرًا وتكبرون عشرًا»( ).
وعن عبد الله بن عمر عن النبي  قال: «خصلتان – أو خلتان – لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة – هما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويحمده عشرًا ويكبره عشرًا فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان ...»( ).
(خمسون ومائة) = 150 بعد الصلاة الواحدة.
(10) تسبيح + (10) حمد + (10) تكبير = 30
30 × 5 (صلوات) = 150
وأما الألف وخمسمائة في الميزان
150 × 10 حسنات = 1500 حسنة
ج) قراءة آية الكرسي = دخول الجنة:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله : «من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت»( ).
يعني لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا الموت ( ).
د) أداء السنة الراتبة = بيت في الجنة:
نحن علمنا – فيما سبق – أن السنن الرواتب (12 ركعة).
عن أم حبيبة بنت سفيان – رضي الله عنهما – قالت: سمعت رسول الله  يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله – تعالى – في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بني الله له بيتًا في الجنة أو إلا بُني له بيتٌ في الجنة»( ).

ملخص الكنز الثالث للصلاة:
العمل الأجر
1- التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل غفران الذنوب + اكتساب الفضل والدرجات والنعيم + دخول الجنة (1500) حسنة.
2- قراءة آية الكرسي دخول الجنة.
3- أداء السنن الرواتب بيت في الجنة.


المراجع
1- القرآن الكريم.
2- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة، الطبعة الأولى، 1417هـ/1996م.
3- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1417هـ/1997م.
4- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، أبو بكر جابر الجزائري، مكتبة دار العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الثانية، 1416هـ/1996م.
5- صحيح البخاري، للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، دار السلام للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1417هـ/1997م.
6- صحيح مسلم، للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار السلام، الرياض، الطبعة الأولى، 1419هـ/1998م.
7- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة، لبنان.
8- رياض الصالحين، للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي، دار الفيحاء، دمشق، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية عشرة، 1411هـ/1990م.
9- الترغيب والترهيب – من الحديث الشريف، الإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، دار إحياء التراث العربي ج1، الطبعة الثالثة، 1388هـ/1968م.
10- شرح السنة، للإمام محمد الحسين بن مسعود البغوي، ج2، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1419هـ/1998م.
11- الطب النبوي، ابن قيم الجوزية، مكتبة الرياض الحديثة.
12- الوابل الصيب من الكلم الطيب، للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن القيم الجوزية، دار الريان للتراث، الطبعة الأولى، 140هـ/1987م.
13- الشرح الممتع على زاد المستقنع، شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج2، ج3 مؤسسة آسام للنشر، الرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ/1994م.
14- إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، ابن رجب، بقلم أبي أسامة سليم بن عبيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة الرابعة، صفر 1419هـ/1998م.
15- المتجر الرابح في ثوب العمل الصالح، للحافظ أبي محمد شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، دراسة وتحقيق د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة، 1417هـ/1996م.
16- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام، دار الفيحاء، دمشق، دار السلام، الرياض، الطبعة الثانية، 1417هـ/1997م.
17- الصلاة في القرآن الكريم، مفهومها وفقهها، د. فهد بن عبد الرحمن الرومي، مكتبة العبيكان، الطبعة السابعة، 1417هـ/1996م.
18- صلاة الجماعة حكمها وأحكامها، د. صالح بن غانم السدلان، دار بلنسية، الرياض، الطبعة الثالثة، 1416هـ.
19- قطوف من فقه العبادات، د. حسن أبو غدة، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى 1417هـ/1997م.
20- أحاديث وعظات في فضل التبكير في الصلوات و 120 مسألة في أحكام المسبوق في سائر الصلوات عمر بن محمد بن مسعود الشريف، دار الخراز، جدة، الطبعة الأولى، 1419هـ.
21- فضل الصلاة والتسليم على خاتم النبيين ، عادل محي الدين نصّار، مطبعة سفير، الطبعة الأولى، 1415هـ.
22- 10 دروس في تدبر معاني أقوال الصلاة، د. قاسم بن صالح الفهد، دار طيبة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420هـ/ 2000م.
23- 33 سببًا للخشوع في الصلاة، محمد صالح المنجد، إدارة الشؤون الدينية بالقوات الجوية، الرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ.
24- كيف تخشعين في الصلاة، رقية بنت محمد بن محارب، مطبعة سفير، الطبعة الخامسة، 1413هـ/1992م.
25- ماذا تفعل في عشر دقائق، عبد الملك القاسم، دار القاسم، الطبعة الأولى، 1419هـ/1998م.

الفهرس

شكر 5
تقديم 6
مقدمة 11
كنوز الصلاة 12
الكنز الأول 14
الاستعداد للصلاة 14
الكنز الثاني 39
أداء الصلاة 39
الكنز الثالث 57
الأذكار والأفعال بعد الصلاة 57
المراجع 61
الفهرس 65

الدمشقي
18-04-2010, 11:15 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك أخي الفاضل جمال
على المجهود الجميل
لك مني أجمل تحية .

فلسطيني
18-04-2010, 11:19 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

المغربي الجديد
19-04-2010, 12:55 AM
جزاكما الله خير الدنيا والاخرة
اخوي
الدمشقي
فلسطيني
تسلم الايادي
:abc_152:

أبو يوسف
19-04-2010, 07:41 PM
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا البحث الرائع الماتع


.

المغربي الجديد
20-04-2010, 02:46 AM
بارك الله فيك اخي ابو يوسف
نورت الصفحة بوجودك
تسلم الايادي
:abc_152: