المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ۩۩ قصة إلياس واليسع عليهما السلام


الدمشقي
02-04-2010, 01:38 AM
http://img713.imageshack.us/img713/4025/basmalh1dhn.gif

(19) و (20)

"إلياس واليسع عليهما السلام"

هما رسولان من رسل بني إسرائيل، وقد ذكرهما الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام.
قال تعالى : {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الصافات: 37].
وقال تعالى في شأن اليسع عليه السلام : {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: 86].

* نسب إلياس:

لم يتفق المؤرخون على نسب منضبط له ، وقد ذكر الطبري له النسب التالي :
هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون .
فهو على هذا من ذرية هارون عليه السلام، وهكذا يذهب نسبه صاعداً إلى إبراهيم عليه السلام .

* نسب اليسع :

جاء في تاريخ الطبري أنه : (اليسع بن أخطوب) .
وجاء في تاريخ ابن خلدون أنه : (اليسع بن أخطوب من سبط أفرايم) .

وقيل : هو ابن عم إلياس .
قال ابن عساكر : (اسمه أسباط بن عدي بن شوليم بن افرائيم). والله أعلم .
ومن المقطوع به : أن كلاً من إلياس واليسع من بني إسرائيل ، ومن ذرية إبراهيم عليه السلام .

* حياة إلياس واليسع عليهما السلام في فقرات :

(أ) ليس لدى المؤرخين صورة صحيحة كاملة عن حياة إلياس واليسع عليهما السلام ، إلا أننا نستطيع أن نستخلص من مختلف أقوالهم الأمور البارزة التالية :
1- عقب انتهاء ملك سليمان عليه السلام في سنة (933)ق.م انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين :
القسم الأول : كان خاضعاً لملك سلالة سليمان بن داود عليه السلام ، وأول ملوكهم رُحُبْعام بن سليمان ، ويشمل هذا القسم سبطي يهوذا وبنيامين .
القسم الثاني : كان خاضعاً لملك (جربعام) بن ناباط وأسرته من بعده. قالوا : وقد جاءهم (جربعام) من مصر ، وهو من سبط أفرايم بن يوسف عليه السلام ، وبايعه سائر أسباط بني إسرائيل العشرة ، وقد حكمت هذه الأسرة من 933-887ق.م ، وهي مدّة (46) سنة تقريباً .
وسبب شقاق الأسباط العشرة عن (رُحُبْعام) بن سليمان ، أنه رفض إعفاءهم من الضرائب التي كانت عليهم .
2- ثم قامت بعد أسرة (جربعام) الحاكمة على أسباط بني إسرائيل العشرة أسرة (عُمْري) ؛ وملكت من (887-843)ق.م ، وهي مدة (44) سنة تقريباً .
وفي هذه الأثناء-أي نحو (875)ق.م-سمح (أخاب)-أحد ملوك هذه الأسرة-لزوجته إيزابيل بنت أثعيل-ملك صور-أن تقوم بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل ؛ فشاعت العبادة الوثنية فيهم ، فصار لهم صنم يعبدونه يسمونه (بعلاً) .
3- فأرسل الله إليهم (إلياس عليه السلام)، -ويسمى عند المؤرخين : إليشاه أو إيليَّا-فنهاهم عن عبادة الأوثان ، وأمرهم بعبادة الله وحده ، والرجوع إلى الشريعة الصافية التي جاء بها موسى ومن بعده من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام ؛ ونصح بذلك ملكهم (أخاب) فلم يستجب له ، وأصرّ على عناده وانحرافه عن الإسلام الخالص من شوائب الوثنية ، فانتقم الله منه ، فأزال ملكه وملك أسرة عمري على يد (يهوشافاط) وهو من سبط (مِنسَّا) بن يوسف عليه السلام .
4- وقد آمن بإلياس رجل صالح من بني إسرائيل اسمه : (اليسع = اليشع) ، فصاحبه مدة حياته في الأرض ثم أرسله الله من بعده في بني إسرائيل .
5- جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق ما ملخّصه : أن إلياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام ، والاستمساك بعبادة الله وحده ، رفضوه ولم يستجيبوا له ، فدعا ربه فقال :
اللَّهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك ، والعبادة لغيرك ، فغيِّر ما بهم من نعمتك . فأوحى الله إليه : إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك ، فأنت الذي تأمر في ذلك ، فقال إلياس : اللَّهم فأمسك عنهم المطر ، فحبس عنهم المطر ، فحبس عنهم ثلاث سنين حتى هلكت الماشية والشجر ، وجهد الناس جهداً شديداً . وكان إلياس لما دعا عليهم استخفى عن أعينهم ، وكان يأتيه رزقه حيث كان ، فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ريح الخبز في دار قالوا : هنا إلياس ، فيطلبونه وينال أهلَ ذلك المنزل منهم شرٌّ .
وقد أوى ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل ، لها ابن يقال له ، (اليسع بن أخطوب) به ضرٌّ ، فأتوه وأخفت أمره ، فدعا الله لابنها فعافاه من الضرّ الذي كان به ، واتبع إلياسَ وآمن وصدقه ولزمه ، فكان يذهب معه حيثما ذهب ، وكان إلياس قد أسنّ وكبر ، وكان اليسع غلاماً شاباً .
ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل : إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يفرج عنكم ، فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم ، فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم ، فحييت بلادهم ، ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ، ولم يستقيموا ، فلما رأى ذلك إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه . والله أعلم .
ثم إن الله أرسل إليهم اليسع بعد إلياس .

(ب) أما القرآن الكريم فإنه اقتصر في الحديث عن هذين الرسولين على ما يلي :
1- إثبات نبوة ورسالة كل من إلياس واليسع .
2- إثبات دعوة إلياس قومه إلى عبادة الله وحده ، ونهيهم عن عبادة الصنم (بعل) .
3- إثبات أن قومه كذبوه إلا عباد الله المخلصين .
4- إكرام الله له بأن الله ترك في الآخرين سلاماً عليه .

http://ateiba.com/up/uploads/7265852b1b.gif

أبو يوسف
02-04-2010, 11:27 AM
جزاك الله خيرا اخي ابو شام وبارك الله فيك

.

abohmam
04-04-2010, 10:27 PM
بارك الله فيك أخى ابا شام

لك أجمل تحية