المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل والوصل


خضر صبح
27-03-2010, 04:26 PM
http://www.ruowaa.com/vb3/uploaded/2009/15842/1258262141.gif


الفصل والوصل




تعريف الوصل والفصل
(الوصل): عطف جملة على اُخرى بالواو. و(الفصل): الإتيان بالجملة الثانية بدون العطف.فمن الوصل قوله تعالى: (يا أيُّها الذين آمنوا اتَّقوا الله وكونوا مع الصادقين)، ومن الفصل قوله تعالى: (ولاتستوي الحسنة ولا السيّئة ادفع بالّتي هي أحسن).
والبلاغة في الوصل أن تكون بالواو دون سائر العواطف، ويشترط في العطف بالواو وجود الجامع الحقيقي بين طرفي الاسناد، أو الجامع الذهني؛ فالحقيقي نحو: (يقرأ زيد ويقرأ عمرو) فإن القراءة والكتابة متوافقتان، وزيد وعمرو كذلك. والذهني نحو: (بخل خالد وكرم بكر) فإن المتضادّين كالبخل والكرم بينهما جامع ذهني، لانتقال الذهن من أحدهما إلى الآخر.
ولا يجوزأن يقال: ( جاء محمد وذهبت الريح) لعدم الجامع بين محمد والريح، ولا: (قال علي وصاح معاوية) لعدم الجامع بين القول والصياح.

خضر صبح
27-03-2010, 04:27 PM
موارد الوصل
ويقع الوصل في ثلاثة مواضع:
1 ـ إذا اتّحدت الجملتان في الخبرية والإنشائية، لفظاً ومعنىً، أو معنى فقط، مع المناسبة بينهما، وعدم مقتضى الفصل. فالخبريتان نحو قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإنَّ الفجّار لفي جحيم).والإنشائيتان نحو قوله سبحانه: (واعبدوا الله ولا تُشركوا به شيئا).والمختلفتان نحو قوله تعالى: (إنّي اُشهد الله واشهدوا أنّي بريء ممّا تُشرِكون).فالجملة الثانية وإن كانت إنشائية لفظاً، لكنها خبرية معنى.
2 ـ دفع توهّم غير المراد فإنه إذا اختلفت الجملتان خبراً وإنشاءً، ولكن كان الفصل موهم خلاف المراد وجب الوصل، كقولك في جواب من قال: (هل جاء زيد): (لا، وأصلحك الله). فإنك لو قلت: (لا أصلحك الله) توهّم الدعاء عليه، والحال أنك تريد الدعاء له.
3 ـ إذا كان للجملة الأولى محل من الإعراب، وقصد مشاركة الثانية لها، قال تعالى: (إنّ الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله) حيث قُصد اشتراك (يصدّون) لـ (كفروا) في جعله صلة.

خضر صبح
27-03-2010, 04:27 PM
موارد الفصل
الأصل في الجمل المتناسقة المتتالية أن تعطف بالواو، تنظيماً للّفظ، لكن قد يعرض ما يوجب الفصل، وهي أمور:
1 ـ أن يكون بين الجملتين اتّحاد تامّ، حتى كأنهما شيء واحد، والشيء لا يعطف على نفسه، قال تعالى: (أمدكم بما تعلمون أمدّكم بأموال وبنين).
2 ـ أن تكون الجملة الثانية لرفع الإبهام في الجملة الأولى، قال تعالى: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدُلّك على شجرة الخلد).
3 ـ أن تكون الجملة الثانية مؤكدة للأولى، قال تعالى: (وما هم بمؤمنين يخادعون الله).
وهذه الموارد الثلاثة تسمى لما يكون بين الجملتين فيها من الإتّحاد التام بـكمال الاتصال.

4 ـ أن يكون بين الجملتين اختلاف تامّ في الخبر والإنشاء أو اللفظ والمعنى، أو المعنى فقط، قال الشاعر: (وقال رائدهم: اُرسوا نُزاولها...).
5 ـ ألا يكون بين الجملتين مناسبة في المعنى ولا ارتباط، بل كل منهما مستقل، كقوله:
إنّما المرء بأصــغريه = = كلّ امرىء رهن بما لديه
وهذان الموردان يسميان لما بين الجملتين من الاختلاف التامّ بـكمال الانقطاع.

6 ـ أن يكون بينهما شبه كمال الاتصال بأن تكون الجملة الثانية واقعة في جواب سؤال يفهم من الجملة الأولى، فتفصل عن الأولى كما يفصل الجواب عن السؤال، قال تعالى: (وما اُبرّىءُ نفسي إنَّ النفسَ لأمّارة بالسوء).
7 ـ أن يكون بينهما شبه كمال الانقطاع بأن تسبق الجملة جملتان، بينهما وبين الأولى مناسبة، ويفسد المعنى لو عطفت على الثانية، فيترك العطف دفعاً لتوهّم كونها معطوفة على الثانية، كقوله:
وتظنّ سلمى أنّني أبغي بها = = بدلاً، أراها في الضلال تهيم
فـ(أراها) يفسد لو عطف على مظنون سلمى ولذا يترك العطف.
8 ـ أن تكون الجملتان متوسطتين بين الكمالين مع قيام المانع من العطف، بأن تكون بينهما رابطة قوية، ولكن منع من العطف مانع وهو عدم قصد التشريك في الحكم، قال تعالى: (وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنَّما نحن مستهزِءون الله يستهزىء بهم). فجملة (الله يستهزىء بهم) لا يصح عطفها على جملة (إنّا معكم) لاقتضاء العطف أنه من مقول المنافقين، والحال أنه دعاء عليهم من الله.كما أنه لا يصح عطفها على جملة (قالوا) لاقتضاء العطف مشاركتها لها في التقييد بالظرف، وأن استهزاء الله بهم مقيّد بحال خلوّهم إلى شياطينهم، والحال أن استهزاء الله غير مقيّد بهذه الحال، ولذا يلزم الفصل دون الوصل.


منقول

خضر صبح
27-03-2010, 04:30 PM
التطور البلاغي لمبحث الفصل والوصل
بقلم:الأستاذ عبد الله عبد الرحيم عسيلان
المدرس بالمعهد العلمي بالمدينة


1- تمهيد:
يعتبر بحث الفصل والوصل من المباحث الهامة، وقد احتل منزلة كبيرة في تقدير علماء البلاغة إلى درجة أن بعضهم حد البلاغة بأنها معرفـة الفصل والوصل، وما ذلك إلا لما يتميز به من دقة في المأخذ وصعوبة في المسلك بحيث (لا يحيط علما بكنهه إلا من أوتي في فهم كلام العرب طبعا سليما ورزق من ادراك أسراره ذوقا سليما) (الإيضاح ص 147 ، وكتاب الصناعتين ص 438)

ويعتبر الجرجاني معرفة الفصل والوصل سبيلا إلى معرفة سائر معاني البلاغة يقول: "وإنه لا يكمل الإحراز الفضيلة فيه أحد إلا كمل لسائر معاني البلاغة" (الإيضاح ص 147)
وفصحاء العرب وبلغاؤهم كانوا حريصين كل الحرص على مراعاة مواطن الفصل والوصل في كلامهم وخطبهم، وينصحون بذلك بقول أبو العباس السفاح لكاتبه:"قف عند مقاطع الكلام وحدوده وإياك أن تخلط المرعى بالمهمل" (دلائل الإعجاز ص 146 وكتاب الصناعتين ص 438) ويقول معاوية: "يا أشدق قم عند قروم العرب وجحاجحها فسل لسانك وجل في ميادين البلاغة وليكن لمقاطع الكلام منك على بال فإني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى على علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كتابا وكان يتفقد مقاطع الكلام كتفقد المصرم صريمه"
وقصارى القول أن مبحث الفصل والوصل من المباحث الهامة في البلاغة العربية، ونحن هنا نحاول أن نتبين الأطوار التي مر بها إلى أن استوى على سوقه.


2- تعريفه:
إذا تلمسنا تحديدا للفصل والوصل في الكتب التي تبحث في الأدب والبلاغة والتي تمثل أدوار نشأة البحث البلاغي كالبيان والتبيين للجاحظ، وقواعد الشعر لثعلب والبديع لابن المعتز فإننا لا نظفر بشيء، ومن الممكن أن نقف على تعريف بدائي له عند أبي هلال العسكري في الصناعتين، فقد اهتم به وعد معرفته معرفة للبلاغة كلها وبين مدى ضرورة الكاتب والخطيب والشاعر إلى معرفة مواضع كل من الفصل والوصل إلا أنه درسه دراسة أدبية لا أثر فيها للتنظيم والتحديد والتعريف ومع ذلك كله يمكن أن نستخلص من خلال ما ذكره المقاييس البلاغية التي تخص الفصلة والوصل فمن ذلك ما أورده عن أكثم بن صيفي أنه إذا كاتب ملوك الجاهلية يقول لكتابه "أفصلوا بين كل معنى منقض وصلوا إذا كان الكلام معجونا بعضه ببعض"(الصناعتين ص 440)، وما أورده عن الحارث بن شمر الغساني إذ يقول لكاتبه: "إذا نزع بك الكلام إلى الابتداء بمعنى غير ما أنت فيه فافصل بينه وبين تبعيته من الألفاظ فإنك إن مذقت ألفاظك بغير ما يحسن أن تمذق نفرت القلوب عن وعيها وملته الأسماع واستثقلته الرواة" (الصناعتين ص 440) وحينما نتفحص قول أكثم والحارث على ضوء المقاييس التي وضعها البلاغيون بعده نجد أنها تقترب مما يقررونه في باب الفصل والوصل، أو لم يقرروا بأن التباين التام باختلاف الجملتين خبرا وإنشاء أو عدم وجود التناسب بينهما مما يوجب الفصل حسب ما هو معروف فيما سموه (كمال الانقطاع)، وهناك لفتة وردت في قول أكثم تشعر بوصل أجزاء الكلام إذا كان معجونا بعضه ببعض، وهذه اللفتة تتفق مع ما قرره البلاغيون فيما بعد من وجوب الوصل إذا قصد اشتراك الجملتين في الحكم الإعرابي أو إذا اتفقا خبرا وإنشاء وكانت بينهما مناسبة ولنتخطى أبا هلال إلى الجرجاني لنجد أنه وضع معالم بحث الفصل والوصل بقوله: "اعلم أن العلم بما ينبغي أن يصنع في الجملة من عطف بعضها على بعض أو ترك العطف فيها والمجيء بها منثورة تستأنف واحدة منها بعد أخرى من أسرار البلاغة"(دلائل الإعجاز ص 146) وننتقل إلى السكاكي فنجده يعرفه بقوله "ومدار الفصل والوصل هو ترك العطف وذكره على هذه الجهات وكذا طي الجمل عن البين ولا طيها"( مفتاح العلوم ص 134) ثم جاء ملخصوا المفتاح وشراح التلخيص وكلهم يدورون حول تعريف واحد هو: "أن الوصل عطف بعض الجمل على بعض والفصل تركه" وقد استفاض شراح التلخيص في التعليق على هذا التعريف وتوضيحه.


3- مادة الفصل والوصل:
من خلال دراستنا لتاريخ البلاغة العربية نجد أن ثمة مؤلفات أولية تمثل أدوار النشأة الأولى للبلاغة العربية من مثل قواعد الشعر لثعلب، والبديع لابن المعتز، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ونقد الشعر لقدامة وغيرها من الكتب التي تعني بجمع النصوص الأدبية والشوارد اللغوية كالبيان والتبيين للجاحظ والكامل للمبرد، ولو قلبنا صفحات تلك الكتب وسبرنا أغوارها فإننا لا نتمكن من العثور على شيء ذي بال يتعلق بمباحث الفصل والوصل بل إن بعضها يخلو تماما من مجرد الإشارة إليه، ولعل الجاحظ فيما يبدو لي يعتبر أول من أشار إلى الفصل والوصل في كتابه البيان والتبيين حينما نقل عن الفارسي قوله: "إن البلاغة معرفة الفصل والوصل"، ولم يزد على ذلك بمعنى أنه لم يحدثنا عنه أو لم يعطنا فكرة عن مباحثه، ويمكن القول أن أبا هلال العسكري هو أول من اعتنى بمبحث الفصل والوصل فقد أفرد له بابا في كتابه الصناعتين جمع فيه نصوصا وشواهد كثيرة تحث على مراعاة مواطن الفصل والوصل في الكلام والكتابة، وساق شواهد من الشعر والنثر على أحواله، فاستشهد لما سماه المأمون (الصناعتين ص 441) في قوله باسم المحلول والمعقود ووضح المقصود بالمحلول والمعقود بقوله: "هو إنك إذا ابتدأت مخاطبة ثم لم تنتبه إلى موضع التخلص مما عقدت عليه كلامك سمي الكلام معقودا وإذا شرحت المستور وأبنت عن الغرض المنزوع إليه سمي الكلام محلولا" (الصناعتين ص 441) واستشهد لما لم يبن موضع الفصل فيه وللمقطع الحسن في الشعر(الصناعتين ص 441) ولجودة الفاصلة وحسن موقعها وتمكنها في موضعها، وقسم ذلك إلى ثلاثة أضرب: الأول أن يضيق على الشاعر موضع القافية فيأتي بلفظ قصير قليل الحروف فيتم به البيت كقول زهير:
واعلم ما في اليوم والأمس قبله
ولكنني عن علم ما في غد عمي
والثاني أن يضيق به المكان أيضا ويعجز عن إيراد كلمة سالمة تحتاج إلى إعراب ليتم بها البيت فيأتي بكلمة معتلة لا تحتاج إلى إعراب فيتمه به مثل قول امرئ القيس:
بعثنا ربيبا قبل ذاك محجلا
كذئب الفضا يمشي الضراء ويتقي

الثالث أن تكون الفاصلة لائقة بما تقدمها من ألفاظ الجزء من الرسالة أو البيت من الشعر وتكون مستقرة في قرارها متمكنة في موضعها حتى لا يسد مسدها غيرها وإن لم تكن قصيرة قليلة الحروف كقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} وقوله تعالى: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} فأبكى مع أضحك وأحيا مع أمات، والأنثى مع الذكر والأولى مع الآخرة والرضا مع العطية في نهاية الجودة وغاية حسن الموقع (الصناعتين ص 449) ، وهنا نقف على لفتة بلاغية من لفتات أبي هلال حيث نبه على التناسق البديع في السياق القرآني للآيات السابقة، على أن أبا هلال العسكري حشد هذه المادة الكثيرة حول الفصل والوصل معالجا الموضوع معالجة أدبية دون العناية بالترتيب والتقنين والتحديد ولهذا لا نجد فيما ذكره ما يضع بين أيدينا مقاييس بلاغية واضحة المعالم لمبحث الفصل والوصل، وكأني بسائل يسأل وعبد القاهر الجرجاني ما هو شأنه مع الفصل والوصل فنجيب بأنه كان في طليعة من بحثوه بحثا منسقا مفصلا يعتمد التقسيم والتحليل، والتعليل والتعريف وحينما تحدث عنه وضع نصب عينه نظريته في النظم فربطه بباب العطف، واستفاض في الحديث عنه، وفي نهاية المطاف أجمل مواضع الفصل والوصل بقوله: "وإذا قد عرفت هذه الأصول والقوانين في شأن فصل الجمل ووصلها فاعلم أنا قد حصلنا من ذلك على أن الجمل على ثلاثة أضرب، جملة حالها مع التي قبلها حال الصفة مع الموصوف والتأكيد مع المؤكد فلا يكون العطف البتة لشبه العطف بها لو عطفت بعطف الشيء على نفسه.
وجملة حالها مع التي قبلها حال الاسم يكون غير الذي قبله إلا أنه يشاركه في حكم ويدخل معه في معنى مثل أن يكون كلا الاسمين فاعلا أو مفعولا أو مضافا إليه فيكون حقها العطف.
وجملة ليست في شيء من الحالين بل سبيلها مع التي قبلها سبيل الاسم مع الاسم لا يكون منه في شيء فلا يكون إياه ولا مشاركا له في معنى بل هو شيء إن ذكر لم يذكر إلا بأمر ينفرد به ويكون ذكر الذي قبله وترك الذكر سواء في حالة لعدم التعلق بينه وبينه رأسا، وحق هذا ترك العطف البتة، فترك العطف يكون إما للاتصال إلى الغاية أو الانفصال، والعطف هو واسطة بين الأمرين، وكان له حال بين الحالين فاعرفه" (دلائل الإعجاز ص 159-106)

ولا نبعد عن الصواب إذا اعتبرنا عبد القاهر الواضع الأول لأصول وقوانين بحث الفصل والوصل، وقد انتفع بجهوده من جاء بعده من علماء البلاغة، فاختصروا بحثه ونسقوه، وقسموه، وخرجوا منه بمقاييس بجهوده من جاء بعده من علماء البلاغة، وقواعد للفصل والوصل حددت معالمه أكثر مما هو عند الجرجاني، ويقع السكاكي في طليعة الذين تابعوه بل إن الدكتور أحمد مطلوب يعتقد (أن السكاكي سطا سطوا عجيبا على بحث الفصل والوصل عند الجرجاني، وأدخله في كتابه بعد أن طبعه بطابعه الخاص، ولكن روح الجرجاني لم تفارق بحث الفصل والوصل في المفتاح فمواضع الفصل والوصل والكلام على جملة الحال والأمثلة هي كلام عبد القاهر في قصر البلاغة على هذا الباب يتابعه فيه) (البلاغة عند السكاكي ص 217) وقد جمع القزويني بين طريقتي عبد القاهر والسكاكي عند حديثه عن الفصل والوصل في كتابه الإيضاح بمعنى أنه يرسم القاعدة ويحددها من جهة ويشرح ويعلل من جهة أخرى، أما بحث الفصل والوصل في شرح التلخيص فقد جاء بحثا مطولا مستفيضا مثقلا بالتعليلات ويبدو أن السبكي صاحب ((عروس الأفراح)) كان أكثر شراح التلخيص دقة وأحسنهم عرضا وأجودهم مادة فقد تأمل ما كتبه غيره فوجد (أقساما متداخلة بين كثير منها عموم وخصوص من وجه، وبعضها يدفع بعضا ووجدتهم قرروا فيه قواعد لا تخلو عن إشكال، وذكروا أمورا على غير الصواب من جعل ما ليس له محل من الإعراب ذا محل وعكسه إلى غير ذلك) (عروس الأفراح ص 4ج 3) ويرى أن هذا الخلل لم يكن في كلام صاحب المفتاح وإنما في كلام من بعده لأنهم لم يتأملوا كلامه (عروس الأفراح ص 4ج 3).


الخاتمة:
فيما سبق رأينا أن مبحث الفصل والوصل لم يوجد له تعريف محدد المعالم في كتب البلاغة أو الأدب التي عاصرت دور نشأة البحث البلاغي، ورأينا أن من الممكن استخلاص تعريف بدائي مما ذكره أبو هلال العسكري في الصناعتين كما تبين أن الجاحظ أول من أشار مجرد إشارة إلى مبحث الفصل والوصل، وأن الجرجاني قام بوضع الأسس الأولى لمباحث الفصل والوصل بشكل منظم ومحدد معولا على التحليل والتعريف، وقد استفاد البلاغيون بعده من بحوثه وبخاصة السكاكي الذي تأثر كثيرا بالجرجاني واستفاد منه ثم جاء شراح التلخيص فوسعوا دائرة البحث بالتعليقات والتعليلات والحواشي.

خضر صبح
27-03-2010, 04:30 PM
مراجع البحث:
1- الإيضاح – للقزويني – تحقيق وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد – مطبعة السنة المحمدية
2- كتاب الصناعتين – لأبي هلال العسكري – الطبعة الأولى عيسى البابي الحلبي 1371 – 1952
3- دلائل الإعجاز – للجرجاني – تصحيح وتعليق محمد رشيد رضا 1381-1361
4- المفتاح للسكاكي – الطبعة الأولى بالمطبعة الأدبية 1317
5- عروس الأفراح – من شروح التلخيص – الطبعة المصورة عن طبعة عيسى البابي الحلبي
6- البلاغة عند السكاكي – للدكتور أحمد مطلوب – مكتبة النهضة بغداد – الطبعة الأولى 1384
7- قواعد الشعر لثعلب – دار المعرفة 1966.
8- البيان والتبين للجاحظ – طبعة السندوبي.
9- المطول – لسعد الدين التفتازاني – مطبعة أحمد كامل – بايزيدة 1330
10- البديع لابن المعتز – طبعة الخفاجي.
11- نقد الشعر لقدامة بن جعفر – الطبعة الأولى – مطبعة لجوانب

خضر صبح
27-03-2010, 04:34 PM
الفصل والوصل .. دراسة في توابع الجمل التي ليس لها محل من الإعراب.

فريد بيدق

( الجزء الأول )
( أ ) مقدمة
يتكر ر مصطلح "الفصل والوصل" في بعض فروع اللغة العربية، وهو في كلٍّ يلائم ذلك الفرع اللغوي؛ مثل علم "الإملاء رسم الكلمات" حيث يعالج وصل الكلمات بعضها ببعض أو فصلها بعضها عن بعض؛ مثل فصل "لا" عن "إنْ" التفسيرية والمخففة من الثقيلة، ووصلهابـ"إنْ" غير المخففة من الثقيلة وغير التفسيرية.
ومثل علم "المعاني" – موضوع حديثنا- حيث يبحث العلاقات بين الجمل المتتالية التي لا محل لها من الإعراب من حيث العطف بينها بالواو خاصة أو ترك ذلك العطف بالواو خاصة.وقد اختلف علماء البلاغة في هذا المبحث كثيرا حول تحديد الموضوع؛ فمنهم من يرى موضوع "الفصل والوصل" يصلح للحروف والكلمات المفردة والجمل التي لها محل من الإعراب والتي ليس لها محل من الإعراب، لكن جمهور العلماء اجتمعوا على أن الموضوع يخص الجمل التي ليس لها محل من الإعراب. وهذا الرأي هو المعتمد هنا كما يظهر جليا من العنوان.
ورغم هذا الاتفاق التي تتبناه غالبية الكتب نجد اضطرابا في العرض يتمثل في إيراد أمثلة للجمل التي لها محل من الإعراب رغم نص هذه الكتب -في مقدمة هذا الفن- على أن موضوع "الفصل والوصل" يخص الجمل التي ليس لها محل من الإعراب. وليست هذه هي الملاحظة الوحيدة على هذه الكتب بل هناك ملاحظة عدم اعتماد صيغة إجرائية لهذا الفن تقترب من الاصطلاح الذي يلائم كل مباحث هذا الفن؛ إذ نجد الصيغة تقترب من تفسير المثال.
وهذا ما تمت محاولة تلافيه هنا؛ حيث تم تحري إيراد الأمثلة التي تحقق موضوع هذا الفن وهو الجمل التي لا محل لها من الإعراب، وكذلك تمت مراعاة إيراد صيغة إجرائية تقترب من الصيغة الاصطلاحية لهذا الفن دون مزجها بالتفسير. ولم يكن من اهتمام هذا البحث الحرص على حشد الكثير من الأمثلة -التي تتفاوت كثرة وقلة في مباحث هذا الفن- بقدر ما كان الحرص على تحقيق السابق، وأيضا حرص البحث –بقدر الإمكان- على الخروج من مأزق إيراد أمثلة تصلح للانضواء تحت أكثر من مبحث من مباحث هذا الفن.
وقد اعتمد البحث التحليل والتقعيد عند عرض مبحث "شبه كمال الانقطاع" مما لم يتم في أيٍّ من كتب هذا الفن رغم ظهور القاعدة، هذا فضلا عن العنونة الواضحة القائمة على مبدأ أن تداخل علوم اللغة العربية يُفيد ويُوضح ويُزيد الفهم. وكذلك حرص البحث حرصا شديدا على تعميق الفهم الذي يوفر للمتذوق الآلة الإبداعية التي تجعله يتذوق باقتدار؛ لذلك لم يهتم بالحديث عن الأغراض الفنية لهذا الفن. كما حرص على تحديد الجمل تحديدا قاطعا.
وما فات هذا البحث-اضطرارا- هو تسمية الجمل التي ليس لها محل في كل مثال، وكان ذلك لغياب السياق المحدد نوع الجملة؛ لأن الأمثلة المتوافرة في الكتب أمثلة مجتزة من سياقها، مما يضيع تحديد أنواع جمل كثيرة. ولم يتم إيراد التصنيف في الجمل الواضحة لأن البحث يرغب التقعيد ولا يريد وصف البعض دون البعض؛ كما أن ضيق الوقت اضطرني إلى الالتجاء إلى أمثلة الكتب -المكررة عبر العصور- والتقيد بها ولم يفسح لي المجال لاستقراء النصوص العصرية لإيراد ما يندرج منها تحت مختلف أنواع هذا الفن.
والجمل التي لا محل لها من الإعراب –التي هي موضوع هذا الفن- يوضحها "النحو" فيذكر أنها: الابتدائية إذا كانت تعقب الصمت والاسئنافية إذا كانت تعقب معنى سابق، والاعتراضية ، وصلة الموصول، والتفسيرية، وجواب الشرط الجازم غير المقترنة بـ"الفاء" أو"إذا" الفجائية، وجواب الشرط غير الجازم، والتابعة لواحدة من التي سبقت.
وكذلك يوضح"النحو" التوابع فيذكر أنها: النعت،و العطف بنوعيه: عطف النسق وعطف البيان، والتوكيد بنوعيه: التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي، والبدل بأنواعه الثلاثة المعتمدة: بدل الكل وبدل البعض وبدل الاشتمال. ولأن الجملة لا تكون منعوتة فإن تابع "النعت" ليس له وجود في مبحث "الفصل والوصل"؛ فيتبقى التوابع الثلاثة الأخرى والتي سيتضح دورها في هذا المبحث من خلال مطلبيه -إن شاء الله تعالى- كالآتي:
المطلب الأول- الفصل وأسبابه .. تعانق النحو و المعاني

تم استبعاد تابع "النعت" قبل ذلك ، وهنا سيتم استبعاد تابع "العطف"؛ لأن "الفصل" يعني ترك عطف النسق بين الجمل المتتالية التي لا محل لها من الإعراب بالواو خاصة. إذن: سيبقى لنا: التوكيد بنوعيه، البدل بأنواعه المعتمدة في هذا المبحث، وعطف البيان. وستوضح هذه التوابع أسباب الفصل على النحو التالي:
سبب الفصل الأول- كمال الاتصال .. وتوابع التوكيد والبدل وعطف البيان
"كمال الاتصال" يعني اتحاد المعني والتوافق بين الجملتين من حيث الخبرية والإنشائية. واتحاد المعنى يتحقق من خلال التوابع الدالة على الارتباط الشديد بين المتبوع والتابع وهي تمثل ركائز كمال الاتصال على النحو التالي:
الركيزة الأولى – كمال الاتصال .. لعلاقة التوكيد
"التوكيد" هنا ليس كالتوكيد في "النحو" بصورة مطابقة بل يختلف اختلاف العلمين لكنه ينقسم إلى ذات القسمين المعروفين في النحو ، وهما:
1- التوكيد اللفظي
"التوكيد اللفظي" هنا يعني تكرار المعنى في الجملتين مع عدم الاتفاق اللفظي لهما؛ مثل قول الشاعر: [ أصون عرضي لا أدنسه ... ]؛ فقد فصل الشاعر جملة ( لا أدنسه ) عن جملة ( أصون عرضي ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية مقام التوكيد اللفظي للأولى. وقد يشتركان في الألفاظ؛ مثل [ فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا ]، حيث تم فصل جملة ( إن مع العسر يسرا ) عن جملة ( فإن مع العسر يسرا ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع التوكيد اللفظي من الأولى.
2- التوكيد المعنوي
التوكيد المعنوي هنا يتمثل جملتين مختلفتين لفظا ومعنى جزئيا لكنهما يؤكدان معنى واحدا عاما؛ مثل قول الشاعر:
[ حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار ]؛ حيث فصل الشاعر جملة ( ما هذه الدنيا ... ) عن جملة ( حكم المنية ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع التوكيد المعنوي للأولى.

الركيزة الثانية- كمال الاتصال .. لعلاقة البدلية
اتباعا لمن يسقطون البدل المطابق من هذا المبحث نقصر الحديث على النوعين الباقيين منه، وهما:
1- بدل البعض
بدل البعض يتمثل في كون الجملة الثانية تعالج بعض الجملة الأولى؛ مثل [ واتقوا الذي أمدكم بما تعملون. أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ]؛ حيث فصل جملة ( أمدكم بأنعام ... ) عن جملة ( واتقوا الذي ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل البعض من الأولى. ومثل قوله تعالى: [ يدبر الأمر يفصل الآيات ]؛ حيث فصل جملة ( يفصل الآيات ) عن جملة ( يدبر الأمر ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل البعض من الأولى.

2- بدل الاشتمال
بدل الاشتمال يتمثل في كون الجملة الثانية أحد مستلزمات ومشتملات الجملة الأولى؛ مثل قوله تعالى:[ قال يا قوم اتبعوا المرسلين. اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ]؛ حيث فصل جملة ( اتبعوا من لا ... ) عن جملة ( اتبعوا المرسلين ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل الاشتمال من الأولى.
ومثل قول الشاعر:
[ رويد بني شيبان بعض وعيدكم تلاقوا غدا خيلي على صفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى إذا ما غدت في المأزق الداني ]
حيث فصل جملة ( تلاقوا جيادا ... ) عن جملة ( تلاقوا غدا ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع بدل الاشتمال من الأولى.

الركيزة الثالثة- كمال الاتصال .. لعلاقة عطف البيان
إذا كان في الجملة الأولى خفاء وإبهام وأزالت الجملة الثانية هذا الخفاء وأوضحت هذا الإبهام فإنها تكون عطف بيان للأولى؛ مثل قوله تعالى: [ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ]؛ حيث فصل جملة ( قال يا آدم ... ) عن جملة ( وسوس إليه الشيطان ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع عطف البيان من الأولى.
ومثل قول الشاعر:
[ كفى زاجرا للمرء أيام دهره تروح له بالواعظات وتغتدي ]؛ حيث فصل الشاعر جملة ( تروح له ... ) عن جملة ( كفى زاجرا ... ) لكمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع عطف البيان من الأولى.

سبب الفصل الثاني- شبه كمال الانقطاع .. وتابع العطف الغائب
إذا أدى عطف جملة على أخرى إلى غموض أو معنى غير مراد يُترك الوصل الذي هو العطف بالواو، ويُلجأ إلى الفصل الذي هو ترك العطف. متى يحدث ذلك؟ إذا وُجدت جملتان قبل الجملة المعطوفة وكان المراد عطف هذه الجملة على الجملة الأولى لمناسبة بينهما، لكن هذا العطف قد يوهم عطفها على الجملة الثانية لقربها منها، وهذا يكون غير مراد فيتحتم الفصل الذي هو ترك الوصل. متى يحدث ذلك؟ يحدث ذلك في الآتي:
1- الجمل الاسمية المنسوخة بناسخ ناصب لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر
النواسخ الفعلية التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر إذا كانت أخبارها جملا – أدى ذلك إلى تجاور ثلاثة جمل هي: جملة الناسخ وجملة الخبر والجملة المراد عطفها. علام يراد عطفها؟ على جملة الناسخ. ماذا يحدث لو تم العطف؟ أوهم ذلك العطف عطفها على جملة الخبر القريبة منها وهذا غير مراد؛ لذا يتحتم الفصل؛ مثل قول الشاعر:
[ وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلا أراها في الظلام تهيم ]؛ حيث فصل جملة ( أراها ... ) عن جملة ( وتظن سلمى ... ) لشبه كمال الانقطاع بينهما دفعا لوهم عطفها على جملة ( أبغي بها ) التي هي من مظنونات سلمى فتكون جملة ( أراها ... ) هي الأخرى من مظنوناته ، وهذا غير مراد لأن جملة ( أراها ... ) هي رد الشاعر على محبوبته.
2- الجملة التالية لجملة مقول القول
الفعل " قال" تتبعه جملة تكون في محل نصب مقول القول، وإذا جاء بعدها جملة يصح عطفها على جملة القول، وكان هذا العطف موهم العطف على جملة مقول القول للقرب بينهما تحتم الفصل؛ مثل الشاعر:
[ يقولون إني أحمل الضيم عندهم أعوذ بربي أن يضام نظيري ]؛ حيث فصل الشاعر جملة ( أعوذ بربي ... ) عن جملة ( يقولون ... ) لشبه كمال الانقطاع ودفعا لوهم عطفها على جملة ( إني أحمل ... ) للقرب بينهما، وهذا غير مراد لأن جملة ( أعوذ ... ) هي رد الشاعر على قولهم وليست من قولهم.

سبب الفصل الثالث- شبه كمال الاتصال.. والجملة الاستئنافية
إذا كانت الجملة الثانية متفقة مع الأولى في الخبرية والإنشائية وتصلح – بمعونة القرائن والسياق – أن تكون جوابا عن سؤال يُفهم من الأولى – وجب الفصل لشبه كمال الاتصال بينهما؛ مثل قول الشاعر:
[ السبف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب ]؛ حيث فصل الشاعر جملة ( في حده الحد ... ) عن جملة ( السيف أصدق ... ) لشبه كمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع جواب يُفهم من الأولى؛ وهو:كيف ذلك؟. ومثل قول الشاعر:
[ وما عفت الرياح له محلا عفاه من حدا بهم وساقا ]؛ حيث فصل جملة ( عفاه ... ) عن جملة ( وما عفت ... ) لشبه كمال الاتصال بينهما لوقوع الثانية موقع جواب يُفهم من الأولى؛ وهو: ومن عفاه؟ .
سبب الفصل الرابع-كمال الانقطاع بلا إيهام .. والاختلاف في الخبرية والإنشائية
إذا اختلفت الجملتان من حيث الخبرية والإنشائية تم الفصل – إذا كان غير موهم شيئا غير مراد- سواء أكانت الخبرية والإنشائية في اللفظ والمعنى معا أم في المعنى فقط دون اللفظ. وفي الإنشاء يسبق الكلام الحدث وفي الخبر يأتي الكلام بعد الحدث. والإنشاء ينقسم إلى: إنشاء طلبي حيث يُنتظر حصول شيء، ويتحقق ذلك في: النداء والاستفهام والنهي والأمر والتمني.
وإلى إنشاء غير طلبي حيث يكون المقصود منه إنشاء وإيجاد المعنى المراد بعد أن كان غير موجود فقط؛ فهو إنشاء تعبيري فقط. ويتحقق في: الشرط والذم والمدح والتعجب والإغراء والتحذير. فإذا جاءت جملة فيها شيء من السابق فهي إنشائية لفظا وإن كان معناها مقصودا فهي إنشائية معنى أيضا، أما إذا كان اللفظ كذلك والمعنى خبري كالتقرير مثلا كانت الجملة إنشائية لفظا خبرية معنى.
والجملة الخبرية هي الجملة الاسمية المثبتة والمؤكدة والمنفية والمنسوخة، والفعلية التي ليس فعلها فعل تعجب ولا فعل ذم ولا فعل مدح ولا فعل شرط ولا فعل إغراء ولا فعل تحذير. إذا جاءت على هذه الهيئة فهي خبرية لفظا، وإن كان معناها خبريا كانت خبرية لفظا ومعنى، وأما إذا كانت خبرية لفظا ومعناها إنشائي فهي خبرية لفظا إنشائية معنى كالجمل التي يُقصد منها الدعاء. ولاستعراض ذلك تفصيلا يتم مراجعة بابي الخبر والإنشاء في علم المعاني.
ويتم ذلك على النحو الآتي:
1- الخبرية والإنشائية متحققة في اللفظ والمعنى معا في الجملتين المفصولتين
إذا كانت الجملتان إحداهما خبرية لفظا ومعنى والأخرى إنشائية لفظا ومعنى يتم الفصل؛ مثل قوله تعالى: [ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن ]؛ حيث فصل جملة ( ادفع ... ) عن جملة ( ولا تستوي ... ) لكمال الانقطاع بينهما لاختلافهما خبرا وإنشاء.
2- الجملتان خبريتان لفظا وإحداهما خبرية معنى والأخرى إنشائية معنى
وذلك مثل قول الشاعر:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
فصل جملة ( لا بارك الله ... ) عن جملة ( أصون عرضي ... ) لكمال الانقطاع بينهما لاختلافهما خبرا وإنشاء.


فريد بيدق

خضر صبح
27-03-2010, 04:35 PM
الفصل والوصل



الوصل عطف جملة على أخرى بالواو، والفصل ترك هذا العطف، ولكل من الفصل والوصل مواضع خاصة



أولا: مواضع الفصل

يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:

1- أن يكون بينهما اتحاد تام، وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيدا للأولى أو بيانا لها أو بدلا منها، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين "كمال الاتصال" كما في الأمثلة التالية:

- قوله تعالى: ) فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ( .

- وقوله تعالى: ) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ( .

- وقوله تعالى: ) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ{132} أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ{133} (

2- أن يكون بينهما تباين تام، وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء أو بألا تكون بينهما مناسبة ما، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين "كمال الانقطاع"، نحو:

- يا صاحب الدنيا المحب لها أنت الذي لا ينتهي تعبه

- وإنما المرء بأصغريه كل امرئ رهن بما لديه

3- أن تكون الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الأولى، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين "شبه كمال الاتصال" نحو:

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا

إن السماء ترجى حين تحتجب





ثانيا: مواضع الوصل

يجب الوصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:

1- إذا قصد اشتراكهما في الحكم الإعرابي، نحو:

وحب العيش أعبد كل حر وعلم ساغبا أكل المرار



2- إذا اتفقا خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة، ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما

كقوله تعالى: ) إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ( ، وقوله تعالى: ) إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون ( ، وقوله: ) فادع واستقم كما أمرت ( ونحو: "اذهب إلى فلان وتقول له كذا".



3- إذا اختلفتا خبرا أو إنشاء وأوهم الفصل خلاف المقصود، نحو: "لا وبارك الله فيك".

أبو يوسف
27-03-2010, 06:37 PM
جزيل الشكر لك اخي ابو نزار على هذا الشرح الوافي

.

أبو فارس
08-04-2010, 05:56 PM
جزاك الله خيرا

http://img293.imageshack.us/img293/7310/20cv5.gif

بديع الزمان
21-04-2010, 10:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الموضوع منقول حرفيا من الشبكة
فهلا أشرت إلى ذلك

http://alshirazi.com/compilations/lals/balagah/part1/8.htm

بديع الزمان
21-04-2010, 10:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مع احترامي لأمانتكم في نقل الموضوع
ولكن ما هكذا يكون الأحتراف
كان الأجدر بك أن تذكر المصدر للأمانة العلمية
http://alshirazi.com/compilations/lals/balagah/part1/8.htm
http://www.ikhwan.net/wiki/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9%84% D9%88%D8%B5%D9%84
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=2147

فلسطيني
21-04-2010, 04:03 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ذوالجناح
21-04-2010, 09:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الموضوع منقول حرفيا من الشبكة
فهلا أشرت إلى ذلك
http://alshirazi.com/compilations/lals/balagah/part1/8.htm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخانا الكريم بديع الزمان وبانتظار الأخ خضر.

خضر صبح
23-04-2010, 08:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الموضوع منقول حرفيا من الشبكة
فهلا أشرت إلى ذلك

http://alshirazi.com/compilations/lals/balagah/part1/8.htm

اشكرك أخي الكريم بديع الزمان الى التنويه الى ما فاتنا ذكره من توثيق لمنتدى اخر
ولعل عذري في ذلك اقبح حيث انني كنت في عجالة من أمرى ففاتني التوثيق
حيث اتصل بي احد الاخوة العرب وطلب الي سرعة المساعدة في بحث يحمل عنوانه هذا فاسرعت الى البحث عبر المواقع الالكترونية المختلفة ونشرها بالسرعة الممكنة
وضيق الوقت لم يسعفني الى العود والتوثيق بسبب عدم ذكر أصحابها (الا اسم الموقع ) وعند العود الى الصفحة الرئيسية لا يعمل الموقع
الا في البحث الثالث لان اسم صاحبه مذكور في مقدمة بحثه
التطور البلاغي لمبحث الفصل والوصل
بقلم:الأستاذ عبد الله عبد الرحيم عسيلان
المدرس بالمعهد العلمي بالمدينة
الخاتمة:
فيما سبق رأينا أن مبحث الفصل والوصل لم يوجد له تعريف محدد المعالم في كتب البلاغة أو الأدب التي عاصرت دور نشأة البحث البلاغي، ورأينا أن من الممكن استخلاص تعريف بدائي مما ذكره أبو هلال العسكري في الصناعتين كما تبين أن الجاحظ أول من أشار مجرد إشارة إلى مبحث الفصل والوصل، وأن الجرجاني قام بوضع الأسس الأولى لمباحث الفصل والوصل بشكل منظم ومحدد معولا على التحليل والتعريف، وقد استفاد البلاغيون بعده من بحوثه وبخاصة السكاكي الذي تأثر كثيرا بالجرجاني واستفاد منه ثم جاء شراح التلخيص فوسعوا دائرة البحث بالتعليقات والتعليلات والحواشي.
أما البحث في المشاركة السادسة فانا بصدد التاكد من نسبته الى صاحبه
اخي الغالي
أسال الله ان يعيننا على الامانة لثقلها وعذرا لما سببته لك من قلق
لا زلت بصدد التوثيق واسال الله لاخيك السلامة والتوفيق
وان كانت هذه احدى سيئاتي فاسال الله ان يغفر لي بها احدى حسناتي
أشكر لكم التاني والاهتمام وحسن التوثيق
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

خضر صبح
23-04-2010, 09:11 PM
جزيل الشكر لك اخي ابو نزار على هذا الشرح الوافي

.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لمرورك ولردك
لك مني أجمل تحية .

خضر صبح
23-04-2010, 09:11 PM
جزاك الله خيرا

http://img293.imageshack.us/img293/7310/20cv5.gif

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الحارث بن فيصل
23-04-2010, 09:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ذوالجناح
24-04-2010, 05:38 PM
كما عهدناك شاعرنا القدير أبانزار ساميا بنفسك وخلقك
لك مني أجمل تحية

خضر صبح
24-04-2010, 07:07 PM
كما عهدناك شاعرنا القدير أبانزار ساميا بنفسك وخلقك
لك مني أجمل تحية

أسال الله دائما ان ان أكون عند الظن
أشكر اخي الغالي ذا الجناح لسعة صدرك
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أبو نزار

محمود عفيفى
24-04-2010, 09:12 PM
جزاك الله خيرا أستاذنا خضر صبح :abc_152: