المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدته الأماني ان يتوبا


رجل السيف
23-10-2009, 04:03 AM
أنا العبدُ الذي كسب الذنوبـــــا = وصـــدته الأمــاني أن يتوبــا
أنا العبدُ الذي أضحى حزينـــاً = علــــى زلاتــــه قلقــاً كئيبـــا
أنا العبدُ الذي سُطــرتْ عليـــه = صحائف لم يخاف بها الرقيبا
أنا العبدُ المُسِيْءُ عصيت سِـراً = فمالي الآن لا أبدي النحيــــبا
أنا العبدُ المفرط ضاع عمــري = فلم أرعى الشبيبة والمشيــبا
أنا العبدُ الغريقُ بلُـــج بحـــــرٍ = أصـــيح لربمــا ألقى مجيبــا
أنا العبدُ السقيم مـن الخطايــــا = وقد أقبلــت ألتمـس الطبيبــــا
أنا العبدُ المخلـف عــن أنـــاس = حووا من كل معروف نصيبا
أنا العبدُ الشريــدُ ظلمت نفسـي = وقد وافيْـــتُ بَابكــــم منيــــبا
أنا العبدُ الفقيــرُ مــــددت كفـي = إليكم فادفــعوا عني الخطوبـــا
أنا الغدارُ كـــم عاهـــدت عهداً = وكنت على الوفاء بــه كــذوبا
أنا المقطوعُ فارحمني وصلني = ويسـر منـك لي فرجاً قريــبا
أنا المضطرُ ارجـوا منك عفواً = ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي علـى عمـــر تقضــى = ولــم أكسـب بــه إلا الذنوبـــا
واحذرُ أن يُعَاجِلنِي ممــــــــاتٌ = يحيِـِر هول مصرعه اللـبـيــبا
ويا حزناه من حشري ونشـري = بيوم يجــعل الولـدان شيــــبا
تفطرت السماء به ومـــــــارت = وأصبحت الجبال بــه كثيـــبا
إِذَا مَا قُمـتَ حيرانــــــاً ظميئــا = حســير الطرف عريانا سليبا
ويَا خَجَلاَهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَـــــابِي = إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موْقف وحسَــــاب عَـــدْلٍ = أكون به على نفسي حسيـبـــا
ويا حذراه مِـــنْ نَـــارٍ تلظــــى = إذا زفـرت وأقلقــت القلوبــــا
تكاد إذا بدت تنْشـــــق غيْظــــاً = على من كــان ظــلاماً مريــبا
فَيَا مَنْ مَد فِي كســـب الخطايَـا = خُطــاه أما يأْنِي لكَ أَن تتوبــا
ألا فاقْلَـــــعْ وتُـبْْ وأجهد فإنا = رأيْنــا كـــل مجتـــهد مصــيبـــا
وأقبل صادقاً في العزمِ واقصِدْ = جناباً للمنــيبِ لــهُ رحيبــــا
وكُنْ للصالحيـــن أخــاً وخِـــلاً = وكنْ في هذه الدنيا غريبــــا
وكُنْ عَنْ كُل فَاحِشَـــــة جَبَانـــاً = وكنْ في الخير مقداماً نجـيبــــا
ولاَحِظْ زِينَــــة الدُنْيَــــا ببُغْضٍ = تكُنْ عَبــداً إلى المولى حبيـــبا
فَمَــــــنْ يخْبِرْ زخارفها يجدهـا = مــخالبــة لطالبــهـــا خـــلوبــا
وغُض عنِ المحارم منك طرفاً = طموحاً يفتن الرجـــل الأريـــبا
فخائِنَةُ العُيُــون كأســـد غـــابٍ = إذا ما أهملت وثـــبـــتْ وثوبــا
ومن يغضض فضول الطـرف = عنها يجد في قـلبه روحاً وطيبا
ولا تطلـــق لِسَانكَ فِـــــي كَلاَم = يجر عليـــك أحـــقاداً وحــوبا
ولا يبرح لسانك كــــل وقــــتٍ = بذكـــر الله ريـــانـــاً رطيــــبا
وصل إذا الدجى أرخى سدولاً = ولا تضجر به وتكـــن هيوبــا
تَجِـــدْ أناساً إذا أوْدَعْتَ قَبْــــراً = وفارقت المعاشــر والنســيــبا
وصم ما تستطيـــعُ تجدْهُ ريـــاً = إذا ما قمت ظمــــــأناًً سغيــبــا
وكن متصدقاً سِـــراً وجَهْـــــراً = ولا تبخل وكن سمحاً وهــوبــا
تجــــدْ ماقدََمتهُ يــــداك ظِــــلاً = إذا ما اشــتد بالنـاس الكُروبــــا
وكن حسن السجايا وذا حيـــاءٍ = طليق الوجه لا شاكــسا غضوبا


اللهم وفقنا للخير وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
واغفر لنا ولوالدينا واشف مرضانا وارحم موتانا وتبتنا
على صراطك المستقيم واجعلنا من من يخافك با الغيب
يا اكرم الاكرمين يا اجود الاجودين يا منان يا رحيم

أبو يوسف
23-10-2009, 09:00 AM
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه القصيدة أنا العبد الذي كسب الذنوبا وتعد من أروع قصائد الشاعر وهو :-

الشاعر هو : يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري. 588 - 656 هـ / 1192 - 1258 م,شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً. قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.


قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية:

الصرصري المادح , الماهر , ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . يشبه في عصره بحسان بن ثابت رضي الله عنه) انظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ 1: 263 والعبر 1: 304 وشذرات 1: 325 والبداية والنهاية 13: 211 وذيل مرآة الزمان 1: 257 - 332 وكشف الظنون 1340 والنجوم الزاهرة 7: 66 .

أبو صخر
23-10-2009, 09:37 AM
وكُنْ للصالحين أخـاً وخِـلاًوكنْ في هذه الدنيـا غريبـا


بوركت على هذا الإنتقاء الرائع

سالي الفلسطينية
23-10-2009, 11:59 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رجل السيف
23-10-2009, 01:27 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه القصيدة أنا العبد الذي كسب الذنوبا وتعد من أروع قصائد الشاعر وهو :-

الشاعر هو : يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري. 588 - 656 هـ / 1192 - 1258 م,شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً. قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.


قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية:

الصرصري المادح , الماهر , ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . يشبه في عصره بحسان بن ثابت رضي الله عنه) انظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ 1: 263 والعبر 1: 304 وشذرات 1: 325 والبداية والنهاية 13: 211 وذيل مرآة الزمان 1: 257 - 332 وكشف الظنون 1340 والنجوم الزاهرة 7: 66


بارك الله فيك أبو يوسف على المعلومات القيمة ونورت الموضوع وغفر الله لهاذا الشاعر الشهيد

وكُنْ للصالحين أخـاً وخِـلاًوكنْ في هذه الدنيـا غريبـا
بوركت على هذا الإنتقاء الرائع

شكرا اخي ابو صخر على المرور


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بارك الله فيك سالي على المرور