المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيب في الشعر والنثر


سالي الفلسطينية
22-08-2009, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الشيب في الشعر والنثر


لقد كثر الحديث عن الشيب في الأدب العربي شعره ونثره
وقد لاقي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً
واختلف الكثيرون في وجهات نظرهم ، منهم من مدحه
ومنهم من ذمه،


ولعل بيت أبي العتاهية هو الأشهر فكان مضرب المثل قال:
ألا ليت الشباب يعود يوماً= فأخبره بما صنع المشيب



وقال عمرو بن العلاء:
"ما بكت العرب شيئاً ما بكت على الشباب وما بلغت به ما ما يستحقه".


وقال الاصمعي: "احسن أنماط الشعر في المراثي والبكاء على الشباب.


وقد قيل: الشيب زبدة فخضتها الايام وفرصة سبكتها التجارب.
ويرى المنفلوطي في الشيب انه نذير للموت
وتبقى المرأة في كل زمان ومكان تعشق الشباب
وتدير ظهرها لمن وخطه الوقار وعلاه الشيب


وقد قال الشاعر قديماً:
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله = فليس له فـي ودهـن نصيـب


كما اشار إلى ذلك ابو العتاهية:-
عريت من الشباب وكان غضا = كما يعرى من الورق القضيب



ويقول ابن الرومي:
أيا بُردَ الشباب لكنت عنـدي= من الحسنات والقسم الرغاب
لبستك برهـة لبـس ابتـذال =على علمي بفضلك في الثياب
ولو ملكت صونـك فاعلمنـه = لصنتك في الحرير عن الغياب


وقال أعرابي:
كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء، فيا خير مبدول ويا شر بدل.
وللشافعي رضي الله عنه يقول:
ولذة عيش المـرء قبـل مشيبـه = وقد فنيت نفـس تولـى شبابهـا
إذا اسود جلد المرء وأبيض شعره = تكـدر مـن أيامـه مستطابـهـا



و قالوا أيضا في الشيب :-
"الشيب نذير الآخرة"
وقال قيس بن عاصم: " الشيب توأم الموت"
وقال حكيم " شيب الشعر موت الشعر، وموت الشعر علة موت البشر"

وقال المعتمر بن سليمانك: " الشيب أول مراحل الموت"
وقال العتابي: " الشيب تاريخ الكتاب "



وقال عدي بن زيد:
وابيضاض السواد من نُذُر المو... ت وهل مثله لحي نذير
ويذكر الجميع الأبيات المشهورة للمتنبي وهو يقول:
ولقد بكيتُ على الشباب ولُمّتي ****مسودّةٌ ولماءِ وجهي رونقُ
حزنا ً عليهِ قبل يوم فراقه ِ ****حتى لكدتُ بماء وجهي أشرقُ



ويقول المعري:
إِذا طَلَعَ الشَيبُ المُلِمُّ فَحَيِّهِ **** وَلا تَرضَ لِلعَينِ الشَبابَ المُزَوَّرا
لَقَد غابَ عَن فَودَيكَ خَمسينَ حَجَّةً*** فَأَهلاً بِهِ لَمّا دَنا وَتَسَوَّرا
فَمِن عَثَراتِ المَرءِ في الرَأي أَنَّهُ *** إِذا ما جَرى ذِكرُ الخِضابِ تَشَوَّرا


ويقول ايضاً :
الشيبُ أَزهارُ الشَبابِ فَما لَهُ **** يُخفى وَحُسنُ الرَوضِ بِالأَزهارِ
وَدَّ الَّذي هَوِيَ الحِسانَ لَوِ اِشتَرى **** ظَلماءَ لِمَّتِهِ بِأَلفِ نَهارِ



وهذه أبيات أخرى قيلت في الشيب
ألا لا مرحباً بفـراق ليلـى =ولا بالشيب إذ طرد الشبابا
شبابٌ بان محموداً وشيـبٌ= ذميم لم نجد لهما اصطحابـا
فما منك الشباب ولست منه = إذا سألتك لحيتك الخضابـا
وما يرجو الكبير من الغواني =إذا ذهبت شبيبتـه وشابـا



ومن جميل ما قيل في الشيب
قول عمرو بن زيد
الشيب حلمٌ راجحٌ ورزانةٌ =فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبـا



وقال دعبل الخزاعي:-
إنَّ المشيب رداء الحلم والادب =كما الشباب رداء اللهو واللعب
وقال بهاء الدين بن النحاس في معنى الليل والنهار بمقام


السواد والبياض في الشعر: -
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه = فإلام قلبك في هواه يهيـم
قلت اقصروا فالآن تم جماله = وبدا شقاء فتى عليه يلـوم
الصبح غرته وشعر عذاره = ليل ونبت الشيب فيه نجوم



وقال الفرزدق :-
وتقول كيف يميل مثلك للصبا =وعليك من سمة الكبير عـذار
والشيب ينهض في الشباب كأنه =ليـل يصيـح بجانبيـه نهـار



وقال الفرزدق أيضاً: -
تباريق شيب في السواد لوامع =وما خير ليل ليـس فيـه نجـوم
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه = فإلام قلبك في هواه يهيـم


ويقول الشريف المرتضى :-
· هل الشيب إلا غصة في الخيازم *** وداء لربات الخــــــــدود لنواعم
· يحدن إذا أبصرنه عن سبيلـه** صدود المشاوى عن خبيث المطاعم
· تعممته بغد الشبيبة ســـاخطا* فكان بياض الشيب شر عمـــــائمي
· وقنعت منه بالمخون كـــأنني** تقنعت من طاقتـــــــــه الأراقـــــــــم
· وهيبني منه كما هاب عائج ** على الغاب هبات الليوث الضراغـــــم

والسلام ختام

منقوول

..

.

ارتقاء
22-08-2009, 03:30 PM
قال الفرزدق

تباريق شيب في السواد لوامع .........وما خير ليل ليـس فيـه نجـوم

قالوا حبيبك قد تبدى شيبه ........ فإلام قلبك في هواه يهيـم

قلت اقصروا فالآن تم جماله ....... وبدا شقاء فتى عليه يلـوم

الصبح غرته وشعر عذاره ......... ليل ونبت الشيب فيه نجوم

بارك الله فيكِ الاًخت سالي

هناك من يرى الشيب وقار

تحياتي الطيبة :abc_152:

بارك الله صيامكِ وقيامك

اًرتقاء

أبو يوسف
22-08-2009, 04:58 PM
وحبيـب طـوى وصـالي لمـا = نشـر الشيـب خلـتي بعـد صون
ظن صبغ الشبـاب صبغ الليالي = فاصطفاهـا علـي أكـبرعـون



حال حين استحال لون شبابي = باعني فـي الهـوى بفاضـللـون

********




لاحُسْن للدُّنيا لديَّ ولا أرَى = في العَيْشِ بعـدَ أبي وصِنْوي مأرَبا



لـولا التَّعَلُّلُ بالرّحيـل وأننـا= نُنْضي مـن الأعمال فيهـا مَرْكَبا

فإذا ركَضْنـا للشَّبيبة ِ أدْهُمـا = جـالَ المشيبُ به فأصْبَـح أشْهَبا


******


وَنَجّذَني صَرْفُ الزّمَانِ وَوُقّرَتْ = على الحلم نفسي وانقضى نزوانها

تَرُومُ العِدا أنْ تُسْتَلانَ حَمِيّتي = وقبلهـمُ أعـدى علـيَّ حرانها

أنَا الرّجُلُ الألْوَى الذي تَعرِفُونَهُ = إذا نُـوَبُ الأيّـامِ أُلقِي جِرَانُهَا



إذا كان غيري من قريشٍ هجينها = فـإنّي على رغـمِ العدوّ هجانها

*****




عَلاَ حاجِبَيَّ الشَّيْبُ حتّى كأنّه = ظباءٌ جرت منها سنيح وبارحُ



فأصبحتُ لا أبتـاعُ إلا مؤامراً= ومـا بيعُ من يبتاعُ مثليَ رابحُ

*****


لـون الشبيبة أنصـل الألوان= وَالشّيبُ جُـلُّ عَمَائِمِ الفِتْيَانِ



نَبتٌ بأعلَى الرّأسِ يَرْعاهُ الرّدى = رَعْيَ المَطِيّ مَنابـِتَ الغِيطانِ

الشّيبُ أحسن غير أنّ غضارة = للمَرْءِ في وَرَقِ الشّبَابِ الآني

وكـذا بياض الناظرين وإنّمـا = بِسَوَادِهَـا تَتَأمّـلُ العَيْنَـانِ



لهفي على زمن مضى وكأنّني = مِنْ بَعدِهِ كَـلٌّ عَلى الأزْمَانِ

*****


بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا * * * ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلَفا



عاد السـوادُ بياضاً في مفارقـهِ= لا مرحباً هابذا اللونِ الذي ردفا

في كـلِّ يـومٍ أرى منه مبيِّنة ً = تكاد تُسْقِطُ منِّي مُنَّـة ًأَسَفَا

ليت الشَّبَـابَ حَلِيفٌ لا يُزَايِلُنا=بل ليته ارتدّ منه بعضُ ماسلفا

****


أراعي بلوغ الشيب والشيب دائيا = وأفـني الليالي والليالي فنائيا



وَمَا أدّعي أنّي بَرِىء ٌ مِنَ الهَوَى = ولكنني لا يعلم القوم ما بيا

تَلَوّنَ رَأسِي ، وَالرّجَـاءُ بحَالِـهِ = وَفي كُلّ حَالٍ لا تَغُبّ الأمَانِيَا

************



غَيَّرَتْهُ غِيَـرُ الدَّهْـرِ فشـابْ = ورمته كـلُّ خود باجتناب



فغـدا عنـد الغـواني ساقطـاً = كسقوط الصفر من عد الحساب

وتولى عنـه شيطـانُ الصبـا =إذ رماه الشيبُ رجماً بشهاب

وكـأنَّ الشَّعَـرَ منـه سَعَـفٌ = يلتظي فيه شواظٌ ذو التهاب
أيهـا المُغْـرِى بِتأنِيـبِ شـجٍ= سُلّطَ الوجد عليه ، هل أناب؟
هامَ ، لا همتَ ، من الغيد بمـن = حبّها عذبٌ ، وإن كان عذاب
لمتَ ، لا لمتَ ، عميـداً قلبـهُ = عن سماعِ اللوم فيها ذو انقلاب



والهوى بـاقٍ مـع المـرء إذا= كان من عصرِ الصِّبا عنه ذهاب
***********



وإذا المشيب بدا به كافـوره =كَفَرتْ بـه فكأنَّه الطَّاغوت



ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري بـه= عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت

****


والَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ= منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ



لَم أَدْرِ مـا يَدُه حـتىَ رَشَّفَه = فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ

قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ = حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ

فقُلْتُ يـا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه = ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ
بُدِّلْتُ منـه بقَيْـدٍ لَسْتُ أفْلَتُه = وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ
أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا=أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ






******************


كفى حزناً أن الشباب معجلٌ = قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد



إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته = إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد

أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره = كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ

وجار على ليلِ الشباب فضامَه = نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد
وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ = فقالوا : نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ
وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ = ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد
أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ = قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ
ودبّ كلالٌ فـي عظامي أدبَّني= ويوصف إلا أنـه لا يُحَدّدُ
وبورك طرْفي فالشخوص حياله = قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ
بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْ دَدُ = سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ
وبُدِّل إعجـاب الغواني تعجباً= وَهُنَّ الرزايا بادئا تٌوعُـوَّدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها = يكون بكاء الطفل ساعة يولد
وإلا فما يبكيـه منها وإنـها = وماليَ إلاَّ كفُّهـا مُتَوَسَّـدُ
إذا أبصر الدنيـا استهل كأنه = بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنفس أحْـوال تظلُّ كأنهـا = تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي= بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد
فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ = يقوم لما يشتد مـن يَتَشدَّدُ
تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة = حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه = سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ



وأن مَشِيبي واعـدٌ بلَحَاقـه = وإنْ قال قـوم إنه يَتَوَعَّدُ

أبو يوسف
22-08-2009, 05:06 PM
لا تَلْحَ مـَنْ يبكي شبيبته = إلا إذا لـم يبكهـا بـدمِ



عيْبُ الشبية غَولُ سَكْرتِهـا = مقدارَ مـا فيهـا من النِّعم

لسنـا نراهـا حـقَّ رُؤيتهـا = إلا زمـان الشيـب والهرم

كالشمسِ لا تبدو فَضِيلتُهـا = حـتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلم
ولــرب شـئ لا يبيّنـه = وجدانُـه إلا مـع العـدم






..........................................




رأيت سواد الرأس والله وتحته = كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ



فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه = فلم يبق إلا عهده المتوهم




............................................




نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ = لقد أظلـمَ الشيبُ لمّـا أضاءَ



قضيتُ لظلَ الصبـا بالزوال = لمّـا تحـوّلَ عنّـي وفاءَ

أتعرفُ لي عن شبابي سُلُـوّا = ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ

أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ = فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء
وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب = إذا لم أجِدْ لشبـابي وفاءَ
وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيـمِ =أطلتْ بليل وهبّت رُخاء



سرت وحياها شقيق الحيـاة ِ = على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ
..........................................




جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ = لَّما رأى عَندَنا الحُكَّامَ قَدْ جَارُوا



كَأنَّما جُنَّ لَيْلٌ في مَفارِقِـهِ = فَاعْتاقَهُ مِنْء بياضِ الصُّبحِ إسْفارُ




.......................................




نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدقا =يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا



نظرُ الزمـانِ إليه قطعَ دونهُ = نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا

ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي= لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا






..........................................




سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا = وَأمسَى الشَّيبُ قَدوَرِثَ الشّبابَا


........................................




أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح = عشية َهمَّ صحبكَ بالرواحِ



يقُولُ العاذلاتُ : عَلاكَ شَيْبٌ، = أهذا الشيبُ يمنعني مراحي




..................................




تَعَجَّبُ أنْ نَاصى َبيَ الشيْبُ وارْتقى= َإلى الرأسِ حتى ابيضّ مني السائح



فقَدْ جَعَلَ المَفرُوكَ لا نامَ ليْلُهُ= يحبُّ حديثـي والغيـورُ المشايح




.....................................




إِنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ = كما الشبابُ رداءُ اللَّهوِ واللعبِ



تَعجَّبَتْ أَنْ رَأَتْ شَيْبي فقُلتُ لها:= لا تعجبي، مَنْ يطُلْ عمر بهِ يَشِبِ

شَيبُ الرِّجالِ لَهمْ زَينٌ وَمَكْرُمَة ٌ = وشيبكنَّ لكنَّ العـارُ فاكتئبي

فينا لكنَّ ، وإن شيبٌ بَدا ،أربٌ = وَلَيسَ فيكُنَّ بَعد الشَّيبِ مِن أربِ






............................................




أينَ الشَّبـابُ ؟ وأَيَّة ٌسَلَكَـا = لاَ ، أَينَ يُطْلَبُ ؟ ضَلَّ بَلْ هَلَكا



لا تَعجَبي يـا سَلمُ مِن رَجُل ٍ= ضحكَ المشيـبُ برأسـهِ فبكى

قدْ كانَ يضحكُ في شيبتـهِ = وَأَتـَى المشيبُ فقلَّمـا ضَحِكَا

يا سلمَ ما بالشَّيبِ منقصـة ُ = لا سُوقَـة ً يُبْقـي وَلاَ مَلِكا






..........................................




أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ = وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ًعَجيبُ


............................................




ليتَ الشبابَ بنا حلتْ رواحله،= وأصبحَ الشيبُ عنا اليومَ منتقلا



أَوْدَى الشَّبابَ وأَمْسَى المَوْتُ يَخْلُفُهُ= لا مرحباً بمحلّ الشيبِ إذْ نزلا

أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضُّ قَدْ رَحَلا = وَلاَحَ في الرَّأْسِ شَيْبٌ، حَلَّفَ اشْتَعَلا

إنَّ الشَّبَابَ ، الَّذِي كُنَّا نُزَنُّ بِهِ،= وَلَّى ، وَلَمْنَقْضِ مِنْ لَذَّاتِهِ أَمَلاَ
ولى الشبابُ حميـاً غيرَ مرتجعٍ، = واستبدل الرأسُ مني شرّ ما بدلا
شَيْبٌ تَفَرَّعَ أَبْكَاني مَوَاضِحُهُ = أضحى وحالَ سوادُ الرأس فانتقلا






...........................................




إنَّ الشبابَ جُنونٌ شَرْخُ باطِلِهِ = يُقيمُ غضّاً زمانـاً ثمّ ينكشف



من يعله الشيب لم يحدث له عظةً= فذاك من سوسه الإفراط والعنف




.......................................




أيامَ عمري في سنيَّ ، ورتبتي = مني، وسلطاني على حدقِ المها



و جهلتُ ما جهلَ الفتى زمنَ الصبا = فالآنَ قد وَعَظَ المَشيبُ وفَوّهَا




...................................





فَأَهْلاً وَسَهْـلاً بِضَيـْفٍ نَزَلْ = وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفـا رَحَـلْ

تولى الشباب كـأن لم يكـن = وحـلَّ المشيب كأن لـم يزل

فأمـا المشيب كصبـح بـدا = وَأَمَّـا الشَّبـابُ فَبَـدْرٌ أَفَلْ
سقـى الله ذاك وهـذا معـاً = فَنِعْـمَ المُوَلِّـي وَنِعْـمَ البَدَل






........................................




عدلَ المشيبُ على الشبابِ ولم يكن = مِـنْ كَبْـرَة ٍ لكنَّهُ من يَاسِ



أثرُ المطالبِ في الفـؤادِ وإنمـا = أثرُ السنينَ ووسمها في الراسِ

فالآنَ حِينَ غَرسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى= تلكَ المنى وبنيتُ فوقَ أساس .



***


وقائلة:خل الهوى لرجالــــه=إن الهوى بعد المشيب جنون
قلت:إن الهوى فيه راحتي=ألذ الكري عند الصباح يكـــــون

.

خضر صبح
23-08-2009, 01:09 AM
ذكرني هذا المقال بشيب الرسول:salla:

الرسول لم يصبه الشيب بكبر سن أو بتتابع الأيام ..
شاب في ليلة واحدة بعد نزول آيه من القرآن الكريم ..

لقد ظهر الشيب في راس ولحية الرسول في ليلة واحدة فجأة بسبب يذكره لنا الرسول في هذا الحديث " شيبتني هود وأخوتها قبل المشيب " ظهر الشيب في رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نزلت عليه هذه الآيه من سورة هود " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" , قال له أصحابه " يا رسول الله قد شاب رأسك في ليله ، قال: ( شيبتني هود وأخواتها )أي سورة هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.

بأبي أنت وامي يارسول الله

خضر صبح
23-08-2009, 01:10 AM
ظاهرة الشيب في الشعر العربي

مثنى كاظم صادق

حظي الشيب بأفق مهم عند الناس ولاسيما الشعراء ومن الضروري ان نشير بشيء من التفصي عن تاريخ الشيب وعند من ظهر من الثابت في الروايات ان النبي ابراهيم (ع) اول من ظهر الشيب فيه فقال ما هذا يارب فقال له انه وقار فقال اللهم زدني وقارا وتسمي العرب كل كل رجل دب الشيب بلجيته بالشيخ ويقال هذا رجل كهل اذا وخط الشيب رأسه وهو في الثلاثين ويقولون هذا رجل مخلد اذا تاخر شيبه في الظهور وحث الرسول (ص) المسلمين على خضاب شيبهم في المعارك كي يراهم الأعداء شبابا اقوياء وقد قيل للرسول (ص) يوما قد اسرع الشيب اليك فقال (شيبتني هود واخواتها الحاقة والواقعة) وورد عن المسيح (ع) انه قال (فخر الشبان قوتهم وبهاء الشيوخ شيبهم )وعلى الأنسان الذي يحمل هذا الوقار والهيبة ان يتصرف بما يقتضيه حاله وان يحاسب حركاته وسكناته وفي ذلك صرح الشافعي بقوله ( احفظ لشيبك من عيب يدنسه / ان البياض كثير الحمل للبقع ) ويعيب الناس الرجل الأشيب المتصابي وقد عانى من ذلك الشاعر عرقلة الكلبي عندما صد عن فتاة جميلة بقوله( مارمت ذاك الظبي الا صدني / عن ساحتيه الشيب والأسلام / في وجنتيه جنة وجهنم / وبمقلتيه صحة وسقام ) وكتب غير واحد من الأدباء في الشيب فقد الف الشريف المرتضى كتابا اسماه ( الشهاب في الشيب والشباب ) وحذا حذوه في ذلك احمد بن علوية في رسالة اسماها ( الشيب والخضاب ) وكان الخليفة المأمون ينهى المغنين عن ذكر الشيب لتوجعه منه وقد يظهر الشيب عند الفتيان مبكرا ممن لايتناسب وظهور الشيب فيهم وهم في تلك الاعمار الصغيرة مما عدوه من الأمور القبيحة واشار بن خفاجة في ذلك بقوله ( فقلت الشيب في الفتيان عيب / كفى الأحداث عيبا ان تشيبا ) لاشك ان الحزن والقهر والحروب والهموم النفسية والأزمات من العوامل التي تساعد على ظهور الشيب وفي ذلك علل الشعراء وحتى الناس شيبهم الذي عسكر في رؤوسهم وورد عن عنترة قوله ( وقد لاقيت في عمري هموما / تشيب من له في المهد عام ) اما عروة بن الورد امير الشعراء الصعاليك وهو من شذاذ العرب فيعلل ظهور الشيب في رأسه من كثرة الوقائع ( الحروب) ( فما شاب رأسي من سنين تتابعت / طوالا ولكن شيبته الوقائع ) ثمة شعراء قد لاقوا الشيب بالترحيب والتحايات والأستئناس ولم يأبهو البتة ببقية الناس الذين يسبب لهم الشيب ازعاجا واضحا ونجد هذه الظاهرة عند الشعراء الذين عرفوا بتمسكهم الأخلاقي والتزامهم ومنهم الشريف الرضي الذي يقول ( قل لزور الشيب اهلا انه / اخذ الغي واعطاني الرشد ) اما البهاء زهير فقد حيا وسلم على الشباب الذاهب الى غير رجعة وعلى المشيب الآتي من غير ارتحال فهو ــ أي الشيب ــ هو الوارث الطبيعي للشباب فيقول ( سلام على عهد الشبيبة والصبا / واهلا وسهلا بالمشيب ومرحبا ) ولقد كره الشيب وبغضه الشعراء الذين اشتهروا بمعاقرتهم للخمرة والنساء وقد انكروه ولم يرحبوا به لأن الشيب وراؤه الموت فضلا عن كره النساء له في الرجال واعراضهن عنهم لأنهم قد اصبحوا شيوخا وفي ذلك يشير عمر بن ابي ربيعة بقوله ( ذهب الشباب وامسى الموت يخلفه / لامرحبا بمحل الشيب إذ نزلا ) اما عن اعراض النساء عنه فقد اعترف هو بذلك وقليلا مايعترف فقال معترفا ( رأين الغواني الشيب لاح بعارضي / فأعرضن عني بالخدود النواضر ) ومن الطريف ان يصرح الأعشى بأن حبيبته بأن حبيبته قد انكرته ولم تعد تعرفه فصدت عنه لشيب وصلع الما براسه فقال ( وانكرتني وماكان الذي نكرت / من الحوادث الا الشيب والصلعا ) ومن الشعراء من بادر الى ترك النساء والخمر وتاب بعد ان شاب رأسه فلم يجد من المناسب وهو في هذه الحالة ان يسلك سلوك الصبيان ومنهم عرقلة الكلبي الذي يقول ( وقد انساني الشيب الغواني فلا / سعدى اريد ولاسعادا ) وفطن ابو نواس لذلك ونصح الشبان بأن يستغلوا ايامهم ويعيشوا وقتهم باللعب واللهو قبل ان يداهمهم المشيب فقال ( بادر شبابك قبل الشيب والعار / وهزهز الكأس من بكر لأبكار/ يقولون في الشيب الوقار لأهله / وشيبي بحمد الله غير وقار ) ومن الناس من يعمد الى اخفاء شيبه كي يبدو اصغر من عمره فقد عاب الشعراء ذلك فهذا المعري الذي جهر بجهالة من يصبغ شيبه لأن الله هو الذي اعطاه هذه فيشير الى ذلك بقوله ( اذا قلت ان الشيب لله صبغة / فقد ضل بادي الغي للشيب صانع ) بل عد المعري الرجل الذي يصبغ شيبه اشبه بالمزوركما في بيته( اذا طلع الشيب الملم فحيه / ولاترض للعين الشباب المزورا ) ولأبي العتاهية رأي آخر فهو ينصح الذي يستر شيبه بالحناء خوفا من ظهور الشيخوخة وتجليها فيه عليه بالمقابل ان يعمل لستر رأسه من نار جهنم بالاعمال الصالحة والدعاء الى الله وفي هذا المعنى اشار ( ياخاضب الشيب بالحناء تستره / سل المليك له سترا من النار) وتروي كتب الأدب ان جماعة من اصحاب الشاعر صفي الدين الحلي نصحوه بصيغ شيبه فاجابهم (قالوا اخضب الشيب فقلت اسكتوا / فان قصد الصديق من شيمي ) وخلاصة القول وصفوته هو ماذهب اليه ماليء الدنيا وشاغر الناي ابو الطيب المتنبي فقد اشار بأن الشباب شباب الروح كما في البيت الذي يقول فيه ( وشيخ في الشباب وليس شيخا / يسمى كل من بلغ المشيبا ) ويقول في موضع اخر ( وفي الجسم نفس لاتشيب بشيبه / ولو ان مافي الوجه منه حراب ) وبعد فأن موضوع الشيب قد يعد ظاهرة تستحق الدرس والتمحيص والتحليل لاسيما اذا درست وقورنت مع الآداب الأخرى لبقية الشعوب ورؤيتهم للشيب فقد اوردنا الأبيات على سبيل المثال لاالحصر على سبيل سوق الامثلة فقط اذ لايوجد شاعر تقريبا لم يذكر الشيب ولم يتغنى به .