المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لامية العرب للشنفرى ، وشرحها لابن الشجري


ذوالجناح
10-06-2009, 10:18 PM
:salam:

القصيدة المسماة بلامية العرب للشنفرى الأزدي الصعلوك وكان من أشهر عدائي العرب وسباقهم حتى ضرب به المثل فقيل : " أعدى من الشنفرى "
وقصيدته هذه من غرر الشعر الجاهلي وأجمله ، وشعر الصعاليك عموما كالشنفرى وتأبط شرا وعروة بن الورد رائع جميل .
اسمه عمرو بن مالك الأزدي وسمي الشنفرى لغلظ شفتيه . توفي مقتولا عام 80 قبل الهجرة . وقصيدته شرحها أبو السعادات بن الشجري في كتابه مختار شعر العرب وقد أرفقت شرحه كماهو في كتابه وأضفت عليه إيضاحا لبعض المفردات في البيتين الأخيرين وجعلته ملف وورد وهو في المرفقات .

نص القصيدة


أقيموا بني أمي صدور مطيكم = فإني إلى أهلٍ سواكمْ لأميلُ
فقد حمتِ الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ = وشدتْ لطياتٍ مطايا وأرحلُ
وفي الأرضِ منأًى للكريم عن الأذى = وفيها لمنْ خافَ القِلَى متحولُ
لعمرك ما بالأرض ضيقٌ على امرئ = سرى راغباً وراهباً وهو يعقلُ
ولي دونكمْ أهلونَ سيدٌ عملسٌ = وأرقطُ زهلولٌ وعرفاءُ جيألُ
هم الرهطُ لا مستودعُ السر شائعٌ = لديهمْ ولا الجاني بما جرَّ يخذلُ
وكلُّ أبيٌّ باسلٌ غيرَ أنني = إذا عرضتْ إحدى لطرائدِ أبسلُ
وإنْ مدتْ الأيديِ إلى الزادِ لم أكنْ = بأعجلهم إذْ أشجع القومِ أعجلُ
وما ذاكَ إلا بسطةٌ عن تفضلٍ = عليهم، وكان الأفضلَ المتفضلُ
وإني كفاني فقدَ مَنْ ليس جازياً = بحسنَى ولا في قربهِ متعللُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ = وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
هتوف من المُلْسِ المتانِ يزينها = رصائعُ قد نيطتْ إليها ومحملُ
إذا زالَّ عنها السهمُ حنتْ كأنها = مرزأةٌ ثكلى ترنُّ وتعولُ
ولستُ بمهيافٍ يعشى سوامهُ = مجدعةً سقبانها وهي بهلُ
ولا جُبأٍ أكهى مربٍّ بعرسهِ = يطالعها في شأنه كيف يفعلُ
ولا خالف داريةٍ متغزلٍ = يروحُ ويغدو داهناً يتكحلُ
ولستُ بعلٍّ شرهُ دونَ خيره = ألفَّ إذا ما رعتهُ اهتاجَ أعزلُ
إذا الأمعزُ الصوانُ لاقى مناسمي = تطايرَ منهُ قادحٌ ومفللُ
أديمُ مطالَ الجوعِ حتى أميتهُ = وأصرفُ عنه الذكْرَ صفحاً فأذهلُ
وأستفُّ تربَ الأرضِ كي لا يرى له = على من الطولِ امرؤٌ متطولُ
ولولا اجتنابُ الذامِ لم يبقَ مشربٌ = يعاشُ به إلا لدي ومأكلُ
ولكنَّ نفساً حرةً لا تقيم بي = على الضيمِ إلا ريثَ ما أتحولُ
ولستُ بمحيارِ الظلام إذا نحت = هدى الهوجلِ العسيف يهماءُ هوجلُ
وأطوي على الخمص الحوايا كما انطوتْ = خيوطةُ ماريٍ تغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا = أزلُّ تهاداهُ التنائفُ أطحلُ
غدا طاوياً يعتنُّ للريحِ هافياً = يخوتُ بأذنابِ الشعاب ويعسلُ
فلما لواهُ القوتُ من حيثُ أمهُ = دعا فأجابتهُ نظائرُ نحلُ
مهللةٌ شيبُ الوجوهِ كأنها = قداحٌ بكفي ياسرٍ تتقلقلُ
أو الخشرمُ المبعوثُ حثحثَ دبرهُ = محابيضُ أرساهنَّ سامٍ معسلُ
مهرتةٌ فوهٌ كأنَّ شدوقها = شقوقُ العصِي كالحاتٌ وبسلُ
فضجَّ وضجتْ بالبراحِ كأنها = وإياهُ نوحٌ فوقَ علياءَ ثكلُ
فأغضى وأغضتْ وائتسى وائتستْ به = مراميلُ عزاهَا وعزتهُ مرملُ
شكا وشكتْ ثم ارعوَى بعدُ وارعوتْ = وللصبرُ إنْ لم ينفعِ الشكو أجملُ
وفاءَ وفاءَتْ بادئاتٍ وكلها = على نكظٍ مما يكاتمُ مجملُ
وتشرب أسارِي القطا الكدرُ بعدما = سرتْ قرباً أحناؤُها تتصلصلُ
هممت وهمت وابتدرنا فأسأدت = وشمر مني فارطٌ متمهلُ
فوليتُ عنها وهي تكبُو بعقرهِ = تباشرهُ منها دفوفٌ وحوصلُ
كانَّ وغاها حجرتيهِ وحولهُ = أضاميمُ ممن سفرِ القبائلِ نزلُ
توافينَ من شتى إليه فضمها = كما ضمَّ أذوادَ الأصاريمِ منهلُ
فعبتْ غشاشاً ثم مرتْ كأنها = مع الفجرِ ركبٌ من أحاظةَ مجفلُ
هممت وهمت وابتدرنا فأسأدت = وشمر مني فارطٌ متمهلُ
فوليتُ عنها وهي تكبُو بعقرهِ = تباشرهُ منها دفوفٌ وحوصلُ
وآلفُ وجهَ الأرضِ عند افتراشِها = بأهدأ تنبيهِ سناسنُ قحلُ
وأعدلُ منحوضاً كأن فصوصهُ = كعابٌ دحاها لاعبٌ فهي مثلُ
فإِنْ تبتئِسْ بالشَّنفريَ أمُّ قسطلٍ = فما اغتبطتْ بالشنفري قبلُ أطولُ
طريدُ جناياتٍ تياسرنَ لحمهُ = عقيرتهُ لأيها حمَّ أولُ
تبيتُ إذا ما نام يقظى عيونها = جثاثاً إلى مكروهها تتغلغل
وإلفُ هموم ما تزالُ تعودهُ = عياداً كحمى الربعِ أو هي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها ثمَّ إنها = تثوبُ وتأتي من تحيتُ ومن علُ
فإما تريني كابنةِ الرملِ ضاحياً = على رقبةِ أحفَى ولا أتنعلُ
فإنِّي لمولَى الصبرِ أجتابُ بزهُ = على ملِ قلبِ السمعِ والحزمَ أفعلُ
وأعدمُ أحياناً وأغنى وإنما = ينالُ الغنى ذو البغية المتبذلُ
ولا جزعٌ من خلةٍ متكشفٌ = ولا مرحٌ غبَّ الغنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهالُ حلمِي ولا أرى = سؤولاً بأعقابِ الأقاويلِ أنملُ
وليلةِ صِرٍّ يصطلي القوسَ ربُّها = وأقطعه اللاتي بها يتنبل
دعستُ على غطشٍ وبغشٍ وصحبتي = سعارٌ وإرزيزٌ ووجرٌ وأفكلُ
فأيمتُ نسواناً وأيتمتُ ولدةً = وعدتُ كما أبدأتُ والليلُ أليلُ
وأصبح عني بالغميضاءِ جالساً = فريقانِ مسئولٌ وآخرُ يسألُ
فقالوا: لقد هرتْ بليلٍ كلابنَا = فقلنا أذئبٌ عسَّ أم عسَّ فرعلُ
فلم يكُ إلا نبأةٌ ثم هومتْ = فقلنا قطاً قد ريعَ أم رِيعَ أجدلُ
فإنْ يكُ من جنٍّ لأبرحَ طارقاً = وإنْ يكُ إنساً ما كها الإنسُ تفعلُ
ويومٍ من الشعرى يذوبُ لعابه = أفاعيه في رمضائه تتململُ
نصبتُ له وجهي ولا كنَّ دونه = ولا سترَ إلا الأتحميُّ المرعبلُ
وضافٍ إذا هبتْ له الريحُ طيرتْ = لبائدَ من أعطافهِ ما ترجلُ
بعيدٌ بمسِّ الدهنِ والفلي عهدهُ = بهِ عبسٌ عاف من الغسل محولُ
وخرقٍ كظهرِ التُّرسِ قفرٍ قطعته = بعاملتينِ ظهرهُ ليس يعمل
فألحقتُ أخراهُ بأولاهُ موفياً = على قنَّة أعيا مراراً وأمثلُ

ترودُ الأراوِي الصحمُ حولي كأنها = عذارى عليهنَّ الملاءُ المذيلُ
ويركدن بالآصال حولي كأنني = من العصمِ أدفى ينتحي الكيحَ أعقل


شرح القصيدة
:at:

تحياتي : ذوالجناح

أبو يوسف
11-06-2009, 04:24 PM
أسأل الله لك النجاح بامتحاناتك


وبورك بك أخي الكريم

.

abohmam
11-06-2009, 05:05 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
لك مني أجمل تحية .

رائد ابو فيصل
01-07-2009, 09:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

خضر صبح
02-07-2009, 05:56 AM
إنها كتابات تنقش معانيها على القلوب

و كأنها النقش الأزلي على جبال الصوان

تبقى راسخة

و شامخة

و تأمر وارديها بالمثول عندها مراراً للنهل

.... كأنها

واحات عذبة تقف عندها القوافل

للراحة من العناء و للإرتواء و قد تبني فيها و تكون محطتها الأخيرة ...



تقديري



خضر صبح
ابو نزار

خضر صبح
02-07-2009, 05:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اشكرك على مشاركتك المهمة

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

إنها كتابات تنقش معانيها على القلوب

و كأنها النقش الأزلي على جبال الصوان

تبقى راسخة

و شامخة

و تأمر وارديها بالمثول عندها مراراً للنهل

.... كأنها

واحات عذبة تقف عندها القوافل

للراحة من العناء و للإرتواء و قد تبني فيها و تكون محطتها الأخيرة ...



تقديري



خضر صبح
ابو نزار