المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفس البشرية وعناصرها الثلاث


ارتقاء
30-03-2016, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا يكون الإنسان سوياً مستقيماً إلاّ بالاعتدال والتوازن بين هذه العناصر الثلاث .

العقل ، البدن ، الروح .

فلا بدّ من العناية بها جميعاً والسير بها في خط متواز،

حتى لا يحصل ميل أو اعوجاج في هذه النفس البشرية،

فإن من مال إلى أحد هذه العناصر دون غيره وأولاه عناية على حساب الجوانب الأخرى ،

كان إنساناً معوجاً غير مستقيم ويدرج على قائمة المتطرفين .

وأشرف هذه العناصر الثلاثة ــ الروح ــ

نعم ــ الروح ــ التي هي نفخة غيبية من عند الله ,

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

(‏ ‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، ‏[‏سورة الإسراء‏:‏]‏‏

وجعل الله سبحانه وتعالى على هذه العناصر الثلاثة ،

عناصر الدين

فجعل الإسلام لمصلحة البدن
، والإيمان لمصلحة العقل،
والإحسان لمصلحة الروح

وأهم هذه العناصر وأشدها خطراً هو عنصر ( الإحسان ) الذي لا يكمل إيمان المسلم إلا بها .

وذلك لأنه يتعلق بتزكية النفوس .

ومعنى التزكية

تطهيرالنفس من كل رجس ودنس ،

أو تنميتها لتتشبع بالأوصاف الحميدة

وأمر الله سبحانه بتزكية النفس وتهذيبها

قال الله تعالى : ــ

بسم الله الرحمن الرحيم

( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ (15) سورة الاعلى

وقال سبحانه وتعالى

( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ سورة الشمس

والتزكية مهمة للإنسان من عدة أوجه

أن الله عز وجل
أقسم في كتابه أحد عشر قسماً على فلاح من زكى نفسه ، وعلى خسران من أهمل ذلك .

لأنّ النفس من أشد أعداء الإنسان ، تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا،

وسائر أمراض القلب ( كالرياء والعجب والبخل، والحرص والطمع والتعاون على ألإثم والعدوان ) إنما تنشأ من جانبها .

أن تزكية النفس وإنشائها على الإخلاص وملازمة الصدق والحق في القول والعمل ،

والإنابة، والخوف من الله، والشكر، والتواضع.... والمحافظة على الفرائض ،طريق الى الجنة .

قال الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

( أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى ) سورة النازعات .

وقال: ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) سورة ألرحمن:

أن الإنسان محب للكمال فينبغي لـه أن يعمل على إكمال نفسه بتزكيتها وتربيتها وصقلها .

إذأ تبين بان هذه النفس كالبدن

تصاب بالأعراض التي تصاب بها الأبدان،

مثلما يكون للجسد صحة ومرض وعلاج ومعالجاً

فإن للنفس الانسانية ايضاً صحة ومرضاً وسقماً وسلامة ، وعلاجاً ومعالجاً .

قد يغلب الدواء والطبيعة على المرض في الامراض الجسمية حتى مع عدم الحمية جزئيا ،

وذلك لأن الطبيعة هي نفسها حافظة للصحة دواء لها .

ولكن الأمر في الامراض النفسية صعب ، وذلك لأن الطبيعة قد تغلبت على النفس منذ البداية ،

فتوجهت هذه نحو الفساد والإنتكاس .

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) سورة يوسف

وعليه فإن من يتهاون في الحمية تصرعه الأمراض،

وتجد مناطق للنفوذ إليه حتى تقضي على صحته قضاءً مبرم .

ان صحة النفس وسلامتها هي الاعتدال في طريق الانسانية ،

ومرضها وسقمها هو الاعوجاج والانحراف عن طريق الانسانية ،

فهي محتاجة إلى تغذية دائمة ومحتاجة إلى رعاية، ومحتاجة كذلك إلى متابعة للازدياد من الخير .

كما يزداد البدن من الطاقات والمعارف،

فلذلك احتاج الإنسان إلى أن يراقب تطورات نفسه،

ويعلم أنها وعاء إيمانه، وأهم ما عنده هو هذا الإيمان،

، فلا بد من العمل على تنميتة وزيادته عن طريق تزكية هذه النفس وتهذيبها .

والنفس مزودة باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال .

و قدرة كامنة في تكوينها ، يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة ( كما جاء في سورة الشمس )
نذكره ثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ـ) سورة الشمس .

ويعبر عنها بالهداية تارة

بسم الله الرحمن الرحيم

(وهديناه النجدين) سورة البلد.

وإلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة ،

قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان .

فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها

وتنمية استعدادات الخير فيها وتغليبها على استعدادات الشر فقد أفلح،

ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب .

والنفس كالطفل إن تهمله شب على .... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

وتزكية النفس

بمخالفتها ومحاسبتها والإنكار عليها وعدم تلبية رغباتها . وقد دل على وجوب محاسبة النفس ،

قول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة الحشر

وقوله صلى الله عليه وسلم:

( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )

دمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://up.arabseyes.com/uploads2013/30_03_16145933731443933.jpg (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)

إرتقاء

فرح صالحي
31-03-2016, 10:11 PM
http://www.karom.net/up/uploads/13255028409.gif

abohmam
01-04-2016, 07:49 PM
جزاك الله خيرا أختنا ارتقاء

موضوع رائع بل قيم فى معناه

بخصوص الإستشهاد بهذا الحديث

وقوله صلى الله عليه وسلم:
(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)

فإنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ففي سنن ابن ماجه تخريج الألباني (4260) والسلسلة الضعيفة (5319) حديث ضعيف وهذا الحكم على جميع طرقه الثلاثة التي ورد بها
ولكن معناه صحيح
لذلك يمكن الإستدلال بمعناه لكن لم ننسبه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والله والله أعلم.

أبو يوسف
02-04-2016, 03:40 PM
جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة إرتقـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــاء


:abc_152:

ارتقاء
06-04-2016, 07:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

حيّاكم الله و بيّاكم سادتي الكرام وكللكم بكمال الصحة وتمام العافية والرضا إنْ شاء الله

شرفتموني بطيب حضوركم وتألق الموضوع بألق كلماتكم وطيب دعواتكم

شكري وتقدير وعطر تحياتي

http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_04_16145996318654561.jpg (http://up.arabseyes.com/) العاب (http://games.arabseyes.com)

إرتقاء