المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضبط المصحف [4] : الحركات والتنوين والسكون والشدة


أبو يوسف
20-02-2015, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الرابعة
الحركات والتنوين والسكون والشدة

قبل الشروع في بيان أهم علامات الضبط، لا بد من الإشارة إلى قاعدتين ذهبيَّتين، يخضع لهما رسمُ الكلمات وضبطُها في اللغة العربية: (الرسم مَبْنِيٌّ على الابتداء والوقف) و(الضبط مَبْنِيٌّ على الوصل).

كيف؟

* حين نرسُم الكلمة، نستحضر – في غالب الأحيان – الطريقة التي تُلفظ بِها حين تُجرَّد مِمَّا قبْلَها ومِمَّا بعْدَها؛ أي: نتصوَّرُ أننا بدَأْنا بِها ووَقَفْنا عليها. فنكتب مثلا: (أَغِيثِــي الْمُحْتَاجَ)؛ لأن الكلمة الأولى تُلفظ عند انفرادها: [أَغِيثِــي] (بالياء)، والثانية تُلفظ عند انفرادها: [أَلْمُحْتَاجَ] (بإثبات همزة الوصل لَفْظًا)، مع أن الكلمتين تُلفظان عند اتصالهما: [أَغِيثِـــلْمُحْتَاجَ] (بحذف الياء وهمزة الوصل).

* أما حين نضبط الكلمة، فإننا نستحضر – في غالب الأحيان – الطريقةَ التي تُلفظ بِها حين تُوصَلُ بما قبلها وبما بعدها، ولا ننظر إلى حالة الابتداء بِها ولا إلى حالة الوقف عليها. فلا نضع الهمزة مَثَلاً فوق ألِفِ (الْمُحْتَاجَ) في العبارة السابقة، ونضع الفتحة فوق الجيم ولو كانت آخر حرف في النص كُلِّهِ.

-1-
الحركات الثلاث

في لغة العرب حركات أصلية ثلاث، هي الفتحة والضمة والكسرة.

وفيها أيضا حركات فرعية، هي التي يدخل فيها الاختلاس والإشمام والإمالة، كما سيأتي في حلقة لاحقة بإذن الله.

أ- نُقَطُ أبي الأسْوَد

رأيْنا في الحلقة الأولى أن أبا الأسْوَدِ الدُّؤَلي جعل علامةَ الفتحةِ نُقطةً فوق الحرف، وعلامةَ الضمَّةِ نقطةً أمام الحرف (بَيْنه وبين الذي يَلِيهِ)، وعلامةَ الكسرةِ نقطةً تحت الحرف.

وإذا تأملنا عبارات أبي الأسود (فإذا فَتَحْتُ شَفَتَيَّ...) (وإذا ضَمَمْتُهما...) (وإذا كَسَرْتُهما...)، عرفنا مدى إدراكه لوظيفة الشفتَيْن الأساسية في نطق الحركات الثلاث؛ ومِن هنا اشتُقَّت أسماؤها.

ب- علامات الخليل

اقترح الخليلُ علاماتٍ جديدةً للحركات، راعى فيها العلاقة الصوتية بين الحركات الثلاث وحروف المد الثلاثة (لأن حروف المد تنشأ من تمطيط الحركات):

* فجعل علامة الفتحة ألفًا صغيرةً مبطوحة (-)، توضع فوق الحرف، على غرار الفتحة الدُّؤَليَّة القديمة.

* وجعل علامة الضمة واوًا صغيرة (و)، كان المفروض أن توضع أمامَ الحرف، على غرار الضمة الدُّؤَليَّة القديمة، ولكن أكثر علماء الضبط رجحوا وضْعَها فوق الحرف أيضا، لعدم التباسها بالفتحة. وقد حافظ المشارقة على صورتِها الكاملة هذه. أما المغاربة، فحذفوا الدارة التي في رأسها، فصارت عندهم شبيهة بالدال (د).

* وجعل علامة الكسرة ياءً صغيرة معقوصة (ے)، توضع تحت الحرف، على غرار الكسرة الدُّؤَليَّة القديمة. ثُمَّ تصرَّف علماءُ الضبط في صورة الياء هذه، فحذفوا رأسَها بكماله، فصارت مجرد جَرَّةٍ صغيرة (-).

وقد عُرِف على هذا النظام الجديد باسم (شَكْل الشِّعْرِ)؛ لأنَّه استُعمل أوَّلَ مرةٍ في كتب الشِّعْر واللغة ونحو ذلك. أمَّا نُقَّاطُ المصاحف، فقد استمروا زمنا طويلا يستعملون نظام أبي الأسود، الذي عُرِف باسم (النَّقْط المُدَوَّر)، مع إضافة علامات السكون والشدة والمدة وغير ذلك، قبل أن يُضطروا إلى مسايرة التطور واعتماد النظام الجديد.

وهذا مثال لضبط كلمة (كُتِبَ) بنظام (النقَّط المُدَوَّرِ)، ثم بنظام (شَكْل الشِّعْر) بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة:



http://www12.0zz0.com/2015/02/20/20/173578092.jpg


ونحن في كتابتنا الحديثة نستعمل في الغالب الضمة المشرقية. وقد نستعمل الضمة المغربية في بعض لوحات الخط المغربي الأصيل.

-2-
علامة التنوين

الحديث عن التنوين حديث ذو شجون، فلنحاول الإشارة إلى أهم مباحثه بإيجاز:

أ- تعريف التنوين

هو نُون ساكنةٌ تَلْحَقُ أواخِرَ بعض الأسماء في اللَّفْظِ دُونَ الرسم، وفي الوصل دُونَ الوقف.

ومن أمثلته: (عَلِيمًا) (عَلِيمٌ) (عَلِيمٍ)؛ إذ تُلفظ عند وصلها بما بعدها: [عَلِيمَنْ...] [عَلِيمُنْ...] [عَلِيمِنْ...].

ب- الوقف على التنوين

الأسماء المُنَوَّنة ثلاثة أقسام:

1- الأسماء المقصورة، نحو: (رِبًا) و(هُدًى)؛ وتُلفَظ عند وصلها بما بعدها : [رِبَنْ...] [هُدَنْ...]، ويُوقَفُ عليها بالألف: [رِبَا] [هُدَى].

2- الأسماء المختومة بِهاء تأنيث (تاء مربوطة)، نحو: (رَحْمَةٌ) (رَحْمَةً) (رَحْمَةٍ)؛ وتُلفظ عند الوصل بالتاء، وعند الوقف بالهاء الساكنة في الحالات الثلاث: [رَحْمَهْ].

3- الأسماء الأخرى؛ وعامة العرب يقفون عليها بحذف التنوين (مع إسكان الحرف الأخير من الكلمة) في حالتَيِ الضمة والكسرة، وبإبدال التنوين ألِفًا في حالة الفتحة؛ فيقولون عند الوقف على (عَلِيمٌ) و(عَلِيمٍ): [عَلِيمْ]، وعند الوقف على (عَلِيمًا): [عَلِيمَا].

ج- رسم التنوين

قلنا: إن الرسم مَبْنِيٌّ على الوقف والابتداء.

ولهذا السبب:

1- رُسِمَت الألف في (رِبًا) و(هُدًى)؛ لأننا نقف عليهما بالألف: [رِبَا] [هُدَى]، وإن كانت هذه الألف تُحذَف في الوصل لئلا يلتقي ساكنان (الساكنان هما الألف والتنوين؛ إذ الأصل أن يكون اللفظ هكذا: [رِبَا نْ] [هُدَى نْ]).

2- ورُسمت (رَحْمَة) في الحالات الثلاث بالهاء (لم يكُنْ ثَمَّةَ فرق بين الهاء والتاء المربوطة، لأن الحروف لم تكُن منقوطةً)؛ لأننا نقف عليها في الحالات الثلاث بالهاء: [رَحْمَهْ].

3-[أ] ولم يُرسم التنوين في (عَلِيمٌ) و(عَلِيمٍ)؛ لأننا نقف عليهما بالسكون مع حذف التنوين: [عَلِيمْ].

[ب] ورُسم التنوين في (عَلِيمًا) ألِفًا؛ لأنه يُبْدَلُ في الوقف ألِفًا: [عَلِيمَا] (لكنهم استَثْنَوْا مِن ذلك ما يؤدي إلى اجتماع ألفَيْن، نحو: (مَآءً) [الهمزة لم تكن موجودة]، فحذفوا ألف التنوين رسما، خِلافًا لِما يقتضيه القِيَاسُ الذي يُراعى فيه الابتداءُ والوقفُ؛ وهذا موضوع آخر سيأتي بيانُه لاحِقًا).

د- ضبط التنوين عند أبي الأسود

اقترح أبو الأسْوَد الإشارة إلى التنوين بنُقطة ثانية، تُضاف إلى النقطة الدالَّة على حركة الحرف المنون، فقال لكاتبه: (فإنْ أَتْبَعْتُ شيئًا مِن هذه الحرَكاتِ غُنَّةً [يقصد: تَنوينًا] فانقُطْ نُقطتَيْن)؛ فنُقطةٌ للحركة وأخرى للتنوين.

ولم تُبيِّن لنا هذه الرواية هَيْئةَ النُّقطتَيْن؛ غير أن علماء الضبط اللاحقين ميَّزوا بين حالات تكُونان فيها مُتَراكِبَتَيْنِ (:) وأُخرى تكُونان فيها مُتَتابِعَتَيْن (..)، وسيأتي بيانُ هذا لاحِقًا.

كما أن هذه الرواية لَمْ تُبيِّنْ لنا مَوْضِعَ النُّقطَتَيْن في حالة تنوين الفتح؛ وهذه مسألة خلافِيَّة سيأتي بيانُها قريبا.

ھ- ضبط التنوين عند الخليل

حافظ الخليل على منهجية أبي الأَسْوَد في التنوين، فجعل علامته تكرار الحركة السابقة، بحيث نحصل على علامتين متماثلتين (فتحتَيْن أو ضمَّتَيْن أو كسرتَيْن)، إحداهما للحركة والأخرى للتنوين.

ولن نتحدث هنا عن حالات تَراكُبِ العلامتين وحالات تَتابُعِهما.

ولكننا سنقتصر على بيان موضع العلامتين.

و- موضع العلامتين نظريًّا

حتى نستوعب هذه المسألة جيدا، ينبغي أن نُطلق العنان لخيالنا، ونتساءل: ماذا كان سيحدث لو أن الخليل اقترح علامة جديدة للتنوين، كأنْ يُشير إليه مَثَلاُ بِـنُونٍ صغيرة على سبيل المثال، على غرار الواو والياء الصغيرتين اللتين نجدهما في المصاحف بعد هاء الغائب، في نحو: (إِنَّ رَبَّهُو كَانَ بِهِے بَصِيرًا)؟

لو فعل ذلك، لكان يُكتَفى في الحرف المنوّن بـحركة واحدة، ولكانت النون الصغيرة تُوضَعُ - حسب الحالة - في واحد من المواضع الثلاثة التالية:

* بعد الحرف المنوّن [في الفراغ]، في نحو: (عَلِيمٌ) و(عَلِيمٍ)؛ وكذا في نحو: (رَحْمَةً) و(مَاءً)؛ هكذا: (عَلِيمُن) (عَلِيمِن)، وكذا: (رَحْمَةَن) (مَآءَن) [لأن التنوين يُلفظ بعد حركة آخر حرف مرسوم].

* وبعد الألف [في الفراغ]، في نحو: (رِبًا) و(هُدًى)؛ هكذا: (رِبَان) (هُدَىن) [لأن التنوين في الأصل كان بعد الألف ، ثم حُذفت الألف لالتقاء الساكنين].

* وفوق الألف، في نحو: (عَلِيمًا)؛ هكذا: (عَلِيمَاۨ ) [لأن هذه الألف هي التي تُبْدَلُ من التنوين في الوقف؛ فتكون النون الصغيرة هنا بِمَنْزلة الألف الصغيرة في نحو (عَلَىٰ) و(الصَّلَۈة)].

ز- موضع العلامتين عمليًّا

لقد آثَرَ الخليل الحفاظ على منهجية أبي الأسْوَد، ولم يَسْتَسِغِ الفصل بين العلامتين المتماثلتين (علامة الحركة وعلامة التنوين)، لشدّة الارتباط بين الحركة والتنوين؛ فجعل الضّمّتَيْن معًا فوق الحرف المنوّن في نحو (عَلِيمٌ)، وجعل الكسرتَيْن مَعًا تحت الحرف المنوّن في نحو (عَلِيمٍ)، وبقيت مشكلة الفتحتين.

وهذا نموذج للضبط بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة:

[/FONT]
http://www12.0zz0.com/2015/02/20/20/211544440.jpg


وموضعا الضمتين والكسرتين هنا يطابقان موضعيهما في الكتابة الحديثة.

ح- إشكالية موضع الفتحتين

أما في حالة هاء التأنيث، نحو: (رَحْمَةً)، أو حالة حذف ألف التنوين رسمًا، نحو: (مَآءً)، فطريقةُ الضبط واضحة؛ إذ توضع الفتحتان على الحرف المنون نفسِه.

وأما في الحالات الأخرى، فهُنا تكمُن المشكلة.

فلولا كراهة الفصل بين الفتحتين، لَوُضِعت أُولاهما على الحرف المنوَّن، ولوُضِعت الثانية في نفس الموضع الذي وضَعْنا فيه النون الصغيرة آنِفًا، أي: فوق الألف في نحو (عَلِيمًا)، وبعده في نحو (رِبًا) و(هُدًى).

فما العمل ؟

هنا وقع الخلاف بين أهل الضبط:

* فذهب الخليل وأصحابه إلى وضع الفتحتَيْن معًا فوق الحرف المُنوَّن نَفْسِه؛ هكذا: (عَلِيمًا) (رِبًا) (هُدًى). وعلى هذا تُضبَط مصاحف المشارقة.

* وذهب يحيى اليَزِيدي ونُقّاطُ المدينة والبَصرة والكُوفة إلى وضع الفتحتَيْن معًا فوق الألف التي تَلِي الحرفَ المُنوَّنَ؛ هكذا: (عَلِيماً) (رِباً) (هُدىً). وعلى هذا تُضبَط مصاحف المغاربة.

* واقترح بعضُهم وضع فتحة على الحرف المنوَّن وأُخرى على الألف، كما اقترح آخرون وضع فتحة على الحرف المنوَّن وفتحتين على الألف؛ ولكن جمهور العلماء لم يلتفتوا إلى هذين الرأيَيْن.

وهذا نموذج لذلك بطريقتَيِ المشارقة والمغاربة:


http://www12.0zz0.com/2015/02/20/20/287381825.jpg

وما زال هذا الخلاف مستمرا في كتابتنا الحديثة:

* فمن الكُتَّاب مَن يضع الفتحتين على الحرف المنوَّن مطلقًا؛ نحو: (عَلِيمًا) (رِبًا) (هُدًى).

* ومنهم من يضعهما على الألف مُطْلَقًا؛ نحو: (عَلِيماً) (رِباً) (هُدىً).

* ومنهم من يضعهما على الألف في نحو: (عَلِيماً)، وعلى الحرف المنون في نحو: (رِبًا) (هُدًى)، تمييزًا بين الألف الزائدة والألف الأصلية.

ويحتَدُّ النقاشُ بين أصحاب هذه المذاهب، فيُخطِّئُ بعضُهم بعضا. والأَوْلى في رأيي الابتعادُ عن أسلوب التخطئة في مثل هذه القضايا الخلافية؛ فالأمر واسع، ولا مُشاحَّة في الاصطلاح.

-3-
علامة السكون

أ- العلامات المقترحة

اقترح أئمة الضبط عدة علامات للسكون، توضع فوق الحرف الساكن، منها: رأس الخاء ( ۡ )، والدارة (ه)، والجَرَّة (-) [وهذه لا تصلُح مع شَكْل الشِّعْرِ، لالتباسها فيه بالفتحة]، والهاء المشقوقة (ھ)، والنقطة المربعة (■)؛ ورأى بعضهم عدم احتياج الحرف الساكن إلى أيِّ علامة.

وأشهر هذه العلامات اثنتان:

* رأس الخاء غير المنقوطة ( ۡ ). والأرجح أنَّها مأخوذة من كلمة (خفيف)، إشارةً إلى خِفَّة السكون. وهذا مذهب الخليل وأصحابه، وعليه عمل المشارقة.

* الدارة (ه). والأرجح أنَّها مأخوذة من الصِّفْر الذي يجعله أهلُ الحساب في المنْزلة الخالية من العدد، إشارةً إلى خُلُوِّ الحرف من الحركة. وهذا مذهب أكثر نُقَّاط المدينة المنورة، وعليه جرى عمل المغاربة.

وهذا مثال لضبط كلمة (بُعْثِرَ) بطريقتَيِ المشارقة:
http://www4.0zz0.com/2015/02/20/20/512408445.jpg

ونحن في كتابتنا الحديثة نستعمل في الغالب السكون المغربي. وقد نستعمل السكون المشرقي بعض لوحات الخط العربي المشرقي الأصيل.

ب- حالات الاستعمال


إن جمهور علماء الضبط لا يضعون علامة السكون على حروف المد، ولا على الحروف المُخْفاة والحروف المُدغمة إدغاما تامًّا، ولهم في ضبط الإدغام الناقص مذهبان، كما سيأتي في حلقة لاحقةٍ بإذن الله.

وأمَّا في الكتابة الحديثة، فالغالبُ - عند استعمال الشكل التام - استثناءُ حروف المد فقط، نحو: (قَالَ) (يَقُولُ) (قِيلَ)، لعدم الحاجة إلى ضبطها. وقد نجدها غير مستثناة في بعض الأحيان، وخصوصا في بعض قصص الأطفال أو في التقطيع العَرُوضي، نحو: (قَاْلَ) (يَقُوْلُ) (قِيْلَ).

-4-
علامة الشَّدَّة


أ- العلامة المستعملة

ارتأى الخليل وأصحابه الإشارةَ إلى التشديد برأس شين صغيرة غير منقوطة (ω)، أخذًا من كلمة (شديد). وعلى هذا استقر العمل في جميع المصاحف، المشرقية والمغربية.


وتوضع الشدة فوق الحرف، مع إضافة الحركة المناسبة. وقد رجَّح الجمهور وضْعَ الفتحة فوق الشدة، والضمة فوق الشدة، والكسرة تحت الحرف.

وهذه نماذج لذلك:

http://www4.0zz0.com/2015/02/20/20/618751825.jpg


وأمَّا وَضْعُ الكسرة فوق الحرف، بينه وبين الشدة، هكذا: (رَبِّكَ)، فيعُدُّهُ علماءُ ضبط المصاحف مذهبًا ضعيفا. غير أن معاصرينا استحسنوه في الكتابة الحديثة، منعًا لاضطراب العين في مراعاة ما فوق الحرف وما تحته في آن واحد.

ب- علامة مغربية قديمة


كان للمغاربة رمزٌ آخر للشدة، توقَّف استعمالُه اليوم، وهو دالٌ صغيرة، مأخوذة من كلمة (شديد) أيضا، توضع في حالة الفتحة فوق الحرف قائمة الجناحين (مثلما يكتب المشارقة الرقم ٧)، وفي حالة الضمة أمام الحرف مُنكَّسةً إلى أسفل (مثلما يكتب المشارقة الرقم ٨)، وفي حالة الكسرة تحت الحرف مُنكَّسةً أيضا. وأما حركة الحرف، فمنهم مَن يستغني عنها مُطْلَقًا [لأن موضع هذا النوع من الشدة يدل عليها]، ومنهم من يُضيفُها مُطْلَقًا [زيادةً في البَيَان]، ومنهم مَن يُضيفُها في أواخر الكلمات فقط.

وهذه نماذج لذلك (على مذهب مَن لا يضيف الحركة):

http://www4.0zz0.com/2015/02/20/20/937032461.jpg


- ملحوظة ختامية -


نُشير في الختام إلى أن جميع هذه العلامات كانت تُكتَب قديما باللون الأحمر.

دمتم بكل خير.

فرح صالحي
20-02-2015, 09:30 PM
((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
جزاك الله خيرا كثيرا ونفع بك
موفق بإذن الله ..:abc_152:. لك مني أجمل تحية .

الهمام
21-02-2015, 06:01 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

abohmam
18-05-2015, 09:11 PM
جزاك الله خيرا أخى ابا يوسف

بارك الله فيك وفى جهودك النافعة

أبو يوسف
19-05-2015, 03:49 PM
أشكر لكم هذا التواجد الطيب والحضور العطر :abc_152: