المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على المدعين أن بالقرآن أخطاء نحوية


أبو يوسف
24-11-2014, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد على المدعين أن بالقرآن أخطاء نحوية

دكتور
أحمد الشيمي
استاذ النحو والصرف بكلية الآداب

مقدمة
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والرسل الكرام سيدنا محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد
فان القران الكريم كتاب الله الخالد وهو معجزة الرسول الكبرى والتشريع الدائم ومنبع الهداية ومصدر السعادة وسلاح العزة وهو حجة الله على عباده وفرقانه بين حلاله وحرام وقد زعم بعض اعداء الدين ان بالقرآن اخطاء نحوية وهذا بلاشك دليل على جهلهم وسوف نتناول في هذه الصفحات هذه المزاعم والرد عليها والله ولي التوفيق

أحمد رمضان فاروق


المسألة الاولى
جاء في سورة المائدة ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ) , وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم ان لأن اسم ان منصوب فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة , والحج
الجواب
الواو هنا استئنافية لا عاطفة والصابئون رفع على الابتداء وخبره محذوف كأنه قيل ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمهم كذا والصابئون كذلك وهذا ما رجحه سيبويه وأنشد شاهداً له
والا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا على شقاق أي فاعلموا أتا بغاة وأنتم كذلك
والفائدة من عدم عطف الصابئين على من قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورة في هذه الآية ضلالا فكأنه قيل كل هؤلاء الفرق ان آمنوا وعملوا الصالحات قبل الله توبتهم وازال ذنبهم حتى الصابئون فانهم ان آمنوا كانوا ايضا كذلك
وهذا ما ذهب اليه الخليل وسيبويه ونحاة البصرة في اعراب (والصابئون) وهناك أوجه أخرى وهي
1-مذهب الكسائي والفراء ان الواو عاطفة والصابئون معطوف على موضع اسم ان لانه قبل دخول ان كان في موضع رفع
2- روي عن الكسائي ان كلمة الصابئين مرفوعة عطفا على الضمير المرفوع في هادوا
3- ان تكون ان بمعنى نعم اي حرف جواب وما بعده مرفوع بالابتداء فيكون والصابئون معطوفا على ما قبله
4- ابن هشام وتخريج ابن هشام للآية يتلخص بامرين
أ-ان خبر ان محذوف اي ماجورون او امنون او فرحون والصابئون مبتدا وما بعده خبر
ب- الخبر المذكور لان وخبر( الصابئون) محذوف

المسألة الثانية
جاء في سورة البقرة ( لا ينال عهدي الظالمين) , وكان يجب ان يرفع الفاعل فيقول الظالمون
الجواب
ينال بمعنى يشمل او يعم أي لا يشمل عهدي الظالمين فتعرب عهدي فاعل والظالمين مفعول به

المسألة الثالثة
جاء في سورة الاعراف (ان رحمت الله قريب من المحسنين ) وكان يجب ان يتبع خبر ان اسمها في التانيث (المطابقة) فيقول قريبة
الجواب
1-قال الزمخشري وانما ذكر قريب على تاويل الرحمة بالرحم او الترحم او لانه صفة موصوف محذوف اي شئ قريب على تشبيهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول او لان تانيث الرحمة غير حقيقى
2- قال ابو عبيدة تذكير قريب على تذكير المكان أي مكان قريب ورد عليه الاخفش فقال هذا خطأ ولو كان كما قال لكان قريب منصوب كما تقول ان زيدا قريبا منك
3- قال الفراء ان القريب اذا كان بمعنى المسافة يذكر ويؤنث وان كان بمعنى النسب فيؤنث بلا اختلاف بينهم فيقال دارك منا قريب وفلانة من قريب وقال تعالى( لعل الساعة تكون قريبا ) ومنه قول امرئ القيس
لك الويل ان امي ولا ام هاشم قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا

المسألة الرابعة
جاء في سورة الاعراف (وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً امما ) وكان يجب ان يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطا
الجواب
اسباطا تمييز منصوب بالفتحة وقد انث العدد المركب لان المعدود اسباطا بمعنى قبيلة وكل قبيلة اسباطا لا سبط فوضع اسباطا موضع قبيلة وامما بدل من اثنتي عشرة او صفة لها وقال الحوفي يجوز انيكون على الحذف والتقدير اثنتي عشرة فرقة ويكون اسباطا نعتا لفرقة ثم حذف الموصوف واقيمت الصفة مكانه ونظير وصف التمييز المفرد بالجمع مراعاة للمعنى قول عنترة
فيها اثنتان واربعون حلوية سوداً كخافية الغراب الاسحم ولم يقل سوداء
وقيل ان اسباطا بدل من اثنتي عشرة بدل كل من كل والتمييز محذوف اي اثنتي عشرة فرقة

المسألة الخامسة
جاء في سورة الحج ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) وكان يجب ان يثنى الضمير العائد على المثني فيقول خصمان اختصما في ربهما
الجواب
جاء الفعل للجمع على المعنى لان المعنى هذان فريقان مختصمان وهما المؤمنون والكفرة فجاءت الاشارة هذان للفظ والفعل للمعنى لان كل خصم يمثل فوجا او فريقا وقيل قال خصمان ثم جمع الفعل لان الخصم في الاصل مصدر ولذلك يوحد ويذكر غالبا ويجوز ان يثنى ويجمع

المسألة السادسة
جاء في سورة التوبة (وخصتم كالذي خاضوا ) وكان يجب ان يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا
الجواب
المتعلق ( الجار والمجرور) محذوف تقديره كالحديث الذي خاضوا فيه كأنه اراد ان يقول وخضتم في الحديث الذي خاضوا هم فيه

المسالة السابعة
جاء في سورة المنافقون ( وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي احدكم الموت فيقول رب لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين) وكان يجب ان ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فاصدق واكون
الجواب
اكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل فأصدق فكأنه قيل ان اخرتني اصدق واكن

المسألة الثامنة
جاء في سورة النساء (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخراولئك سنؤتيهم اجرا عظيما ) وكان يجب ان يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة
الجواب
الواو معترضة والمقيمين نصب على المدح باضمار فعل والتقدير اعني او اخص

المسألة التاسعة
جاء في سورة هود(ولئن اذقناه نعماء بعد ضراءَ ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور) وكان يجب ان يجر المضاف اليه فيقول بعد ضراء ٍ
الجواب
لانه ممنوع من الصرف لانتهائه بالف التانيث الممدودة

المسألة العاشرة
جاء في سورة البقرة ( لن تمسنا النار الا اياما معدودة ) وكان يجب ان يجمعها جمع قلة حيث ان المراد القلة فيقول اياما معدودات , كما جاء ايضا في سورة البقرة (كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات ) وكان يجب ان يجمعها جمع كثرة حيث ان المراد جمع كثرة فيقول اياما معدودة
الجواب
يجوز في جمع التكسير لغير العاقل ان ينعت بالمفرد المؤنث او الجمع

المسالة الحادية عشرة
جاء في سورة الصافات (وان الياس لمن المرسلين ,سلام على الياسين , انه من عبادنا المؤمنين) فلماذا قال الياسين بالجمع عن الياس المفرد فمن الخطا لغويا تغيير اسم العلم حبا في السجع المتكلف ,وجاء في سورة التين (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين) قال سينين بالجمع عن سيناء فمن الخطا لغويا تغيير اسم العلم حبا في السجع المتكلف
الجواب
قال الزمخشري قرئ على الياسين وادريسين وادارسين على انها لغات في الياس وادريس اي ان الياس والياسين هما اسمان لنبي واحد وكذلك لفظ سيناء ايضا يطلق سينين وسَيْنين وسيناء بفتح السين وكسرها ومن باب تسمية الشئ الواحد بمسميات متشابهة كتسمية مكة بكة

المسالة التانية عشرة
جاء في سورة البقرة ( والموفون بعدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس ) وكان يجب ان يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون.........والصابرون
الجواب
كلمة الصابرين هنا مفعول به لفعل محذوف تقديره اخص او امدح والعطف هنا من باب عطف الجملة على الجملة

المسالة التالثة عشرة
جاء في سورة ال عمران ( ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقة من تراب ثم قال له كن فيكون ) وكان يجب ان يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان
الجواب
قال فيكون للاشارة الى ان قدرة الله على ايجاد شيء ممكن واعدامه لم تنقض بل هي مستمرة في الحال والاستقبال في كل زمان ومكان فالذي خلق ادم من تراب فقال له كن فكان قادر على خلق غيره في الحال والاستقبال فيكون بقوله تعالى كن

المسالة الرابعة عشرة
قال تعالى في سورة يوسف (فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون ) فاين جواب لما
الجواب
جواب لما محذوف تقديره فجعلوه فيها

المسالة الخامسة عشرة
يقول تعالى في سورة الانسان (ان اعتدنا للكافرين سلاسلا واغلالا وسعيرا) وقال في سور الانسان ايضا (ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قواريرا ) فلماذا نون سلاسلا وقواريرا مع انهما ممنوعتان من الصرف
الجواب
قد ينون الاسم الممنوع من الصرف لارادة التناسب وذلك ان تكون بعض الكلمات منونة والاخرى غير منونة فتنون الاخرى لتناسب ما جاءت معه من الكلمات المنونة

المسألة السادسة عشرة
جاء في سورة الانبياء (وأسروا النجوى الذين ظلموا ) حيث اتى بضمير الفاعل في اسروا مع وجود الفاعل ظاهرا وهو الذين
الجواب
الفاعل هنا لم يتعدد ولكن اهو الضمير ام الذين في ذلك عدة اوجه وهي كالتالي
1- ان تكون الواو هي الفاعل والذين بدل منها
2- ان تكون الواو حرف للجمع لا اسم وتكون الذين هي الفاعل
3- ان تكون الذين مبتدا والخبر محذوف او الخبر الجملة التي قبلها ( خبر مقدم )
4- ان تكون الذين خبر لمبتدا محذوف اي هم الذين ظلموا
5- ان تكون الذن منصوبة على اضمار اعني
6- ان تكون الذين فاعلا لفعل محذوف فكانه قيل بعد قوله واسروا النجوى من اسرها فيقال اسرها الذين ظلموا
7- ان تكون الذين مجرورة صفة للناس (في الاية الاولى )

المسألة السابعة عشرة
جاء في سورة طه (ان هذان لساحران ) وكان يجب ان يقول ان هذين لساحرين
الجواب
ان هنا مخففة من الثقيلة مهملة وهذان في محل رفع مبتدا واللام فارقة (بين المخففة والنافية ) وليست الجارة وساحران خبر هذان ويجوز ان تكون ان هنا عاملة واسمها محذوف وجملة هذان لساحران في محل رفع خبرها
.

azizsoft
24-11-2014, 08:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيكم أستاذ أبو يوسف ونفع بكم

ارتقاء
24-11-2014, 10:59 PM
بسم الله لرحمن الرحيم

(الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )

سبحانك أللّهمّ وبحمدك

الحمد لله ألذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً
صدق الله العلي العظيم

بارك الله فيك وبك أستاذي الفاضل أبو يوسف وجزاك خير الجزاء

و لك الشكر على االنشر والشكر موصول للدكتور
أحمد الشيمي
استاذ النحو والصرف بكلية الآداب
لاهتمامه والرد على المدعين

تقبل طيب تحياتي وتقديري

http://www9.0zz0.com/2014/11/25/00/137479614.jpg (http://www.0zz0.com)

إرتقاء

abohmam
24-11-2014, 11:12 PM
جزاك الله خيرا اخى ابا يوسف

موضوع رائع وماتع يحتاج قراءة متأنية للفائدة

بارك الله فيك

ارتقاء
25-11-2014, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة فصلت

( إنّ ألذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنّه لكتاب عزيز *لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )

( وإنه لكتاب عزيز ) : عزته كونه عديم النظير لما احتوى عليه من الإعجاز

الذي لا يوجد في غيره من الكتب ، و ناسخ لسائر الكتب والشرائع .

وصف بالعزة ؛ لأنه لصحةِ معانيه ممتنع الطعن فيه

، وهو محفوظ من الله

(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )

أن الباطل لا يتطرق إليه،

أي : لا يجد الطعن سبيلا إليه من أية جهة من الجهات ، فيتعلق به

إنّه من عند الله سبحانه وتعالى الحكيم الحميد

أستسقيتُ ما توصلتُ اليه من التمعن في سورة ــ فصلت ــ

أتساءل ؟!
تحت اي قائمة ندرج المدعي هذا

هل هو ممن أصيب قلبه بمرض ــ ألألحاد ــ فقاده الى الزيغ عن الطريق المستقيم ؟

أم الغرور المعرفي والثقافي قاده الى الانحراف الفكري ؟

دمت مكلللاً بعافية الخير والمسرات أستاذي الفاضل أستاذ فيصال

جميل تحياتي وجلّ أحترامي

http://www2.0zz0.com/2014/11/25/16/449830422.gif (http://www.0zz0.com)

إرتقاء

أبو يوسف
26-11-2014, 03:16 PM
أشكر لكم هذا التواجد العطر

هل هو ممن أصيب قلبه بمرض ــ ألألحاد ــ فقاده الى الزيغ عن الطريق المستقيم ؟

هؤلاء من جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم علوا وظلما

.