abohmam
18-07-2014, 04:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التربية وسائل وأساليب
http://www.hayah.cc/forum/storeimg/hayahcc_1350683602_653.jpg
في هذا المقال نستعرض لبعض الوسائل والأساليب التي يتخذها المربون ليحسنوا التعامل مع هذه المرحلة التربوية الدقيقة من عمر الإنسان..
أولًا: التربية بالقصة:
إن أول الأساليب التي نذكرها، هي التربية بالقصة، فهي تعد من أنسب الأساليب الملائمة لفكر أطفالنا في هذه المرحلة من عمرهم، فيقوم المربي باختيار قصة المشوقة الحقيقية الهادفة، ولتكن مثلًا عن خلق من الأخلاق كالصدق أو الشجاعة أو السعي في خدمة الناس، ويبدأ في حكايتها لطفله بأسلوب سهل وجميل.
http://www.m3ane.com/up/uploads/m3ane13400356121.jpg
وفي هذه الوسيلة يستفيد المربي من كتب السير والتراجم، وغيرها من المؤلفات العامرة بالأخلاق الإسلامية النبيلة، والمواقف المشرفة الرفيعة، ومن روائع القصص، أن يسرد لطفله سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه على هيئة سلسلة مترابطة الأحداث مع استخدام الأسئلة والتشويق. فعن إسماعيل بن محمد بن سعد، قال: (كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا، وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها) [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، الخطيب البغدادي، 2/159].
و(يحذر المربي من افتعال القصص أو حكاية القصص الخرافية الخيالية على مسامع الطفل، أو قصص تبين عادات أجنبية عن بيئتنا الإسلامية، فهذا من شأنه أن يبعد الطفل عن الواقع، ويجعله يتعلق بالأمور غير قابلة للتحقيق في عالم الواقع، وهذا له آثاره غير الحميدة على الطفل) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
ثانيًا: التربية باللعب:
أما الوسيلة الثانية التي يتخذها المربي في هذه المرحلة، فهي التربية باللعب الهادف، وهذه الوسيلة من الوسائل التي يحبها الأطفال ويتعلقون بها، فهي تدخل عليهم السرور وتروح عنه، (كما أن له دوره في بناء شخصية الطفل الاجتماعية، ويعوده على العمل الجماعي، كما أن اللعب قد تساعد الطفل على تحمل المشاق والتدريب على بعض الأمور مثل تعويد الأطفال على الجوع مثلًا) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
http://islamstory.com/sites/default/files/13/10/42/child1.jpg
فعن الربيع بنت معوذ قالت: (أرسل النبي عليه الصلاة والسلام غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم، قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار) [رواه البخاري]، كما كانوا يستعينون بها على تعليم البنات رعاية الأولاد، فعن عائشة أنها قالت: دخل علي صلى الله عليه و سلم وأنا ألعب باللعب فرفع الستر وقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: لعب يا رسول الله...، بل كانوا يمنعون من ينهاهم عن اللعب المباح فعن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت ومعه عبد الله ابنه فنهاهم، فقال الحسن: دعهم فإن اللعب ربيعهم [العيال، ابن أبي الدنيا، 2/791].
وعلى الوالدين في هذه المرحلة من عمر أطفالهم أن يختاروا لهم اللعب التي تناسب مرحلتهم، وكذلك أن تكون ألعاب طيبة تتناسب مع فطرتهم النقية والخلق الإسلامي، ويحذرا من الألعاب التي تضر بأخلاقهم وكذلك أجسامهم؛ فتؤدي إلى اعتلال النظر أو انحناء الجسد.
ثالثًا: التربية بالتجربة:
http://iqraa.com/Images/GalleryImages/1758.jpg
من أكثر الأشياء التي تؤثر في الإنسان عمومًا وربما تحفر في ذاكرته معان لا تنسى، "التجربة" أن يخوض تجربة أو تحكى له تجربة من شخص ثقة، التجربة (وضرب المثل والتمثيل الواقعي من أنجع الوسائل في معالجة وتقويم سلوك الطفل، وعندنا في ذلك قصة مشهورة من القديم التي استفاد فيها صاحبها من عملية التجربة كي يثبت في نفوس أولاده أن الاتحاد قوة، فعندما يأتي المربي بمجموعة من العيدان ويعطي كل واحد منهم عودًا عودًا، ويطلب منهم كسر العيدان، وينجحون، ثم يمثل بطريقة أخرى بأن يعطي واحد منهم فقط العيدان مجتمعة ويطلب منه كسرها ولا ينجح في مهمته، فإن المربي يمكنه أن يبرهن بالتجربة على المعنى الذي يريده من قصته بل ويعلمهم كيفية الاستنباط أيضًا والبناء على المقدمات لإخراج نتيجة أو مغزى للقصة.. وهلم جرا) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
كانت هذه وسائل ثلاث تعين المربي في هذه المرحلة الهامة من مرحلة الطفل، وفي مقال قادم بإذن الله نستعرف ما تبقى من الوسائل الرئيسية لتربية الأطفال في مرحلة ما دون سن التمييز.
نقلا عن موقع مفكرة الإسلام
عمر السبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التربية وسائل وأساليب
http://www.hayah.cc/forum/storeimg/hayahcc_1350683602_653.jpg
في هذا المقال نستعرض لبعض الوسائل والأساليب التي يتخذها المربون ليحسنوا التعامل مع هذه المرحلة التربوية الدقيقة من عمر الإنسان..
أولًا: التربية بالقصة:
إن أول الأساليب التي نذكرها، هي التربية بالقصة، فهي تعد من أنسب الأساليب الملائمة لفكر أطفالنا في هذه المرحلة من عمرهم، فيقوم المربي باختيار قصة المشوقة الحقيقية الهادفة، ولتكن مثلًا عن خلق من الأخلاق كالصدق أو الشجاعة أو السعي في خدمة الناس، ويبدأ في حكايتها لطفله بأسلوب سهل وجميل.
http://www.m3ane.com/up/uploads/m3ane13400356121.jpg
وفي هذه الوسيلة يستفيد المربي من كتب السير والتراجم، وغيرها من المؤلفات العامرة بالأخلاق الإسلامية النبيلة، والمواقف المشرفة الرفيعة، ومن روائع القصص، أن يسرد لطفله سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه على هيئة سلسلة مترابطة الأحداث مع استخدام الأسئلة والتشويق. فعن إسماعيل بن محمد بن سعد، قال: (كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا، وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها) [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، الخطيب البغدادي، 2/159].
و(يحذر المربي من افتعال القصص أو حكاية القصص الخرافية الخيالية على مسامع الطفل، أو قصص تبين عادات أجنبية عن بيئتنا الإسلامية، فهذا من شأنه أن يبعد الطفل عن الواقع، ويجعله يتعلق بالأمور غير قابلة للتحقيق في عالم الواقع، وهذا له آثاره غير الحميدة على الطفل) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
ثانيًا: التربية باللعب:
أما الوسيلة الثانية التي يتخذها المربي في هذه المرحلة، فهي التربية باللعب الهادف، وهذه الوسيلة من الوسائل التي يحبها الأطفال ويتعلقون بها، فهي تدخل عليهم السرور وتروح عنه، (كما أن له دوره في بناء شخصية الطفل الاجتماعية، ويعوده على العمل الجماعي، كما أن اللعب قد تساعد الطفل على تحمل المشاق والتدريب على بعض الأمور مثل تعويد الأطفال على الجوع مثلًا) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
http://islamstory.com/sites/default/files/13/10/42/child1.jpg
فعن الربيع بنت معوذ قالت: (أرسل النبي عليه الصلاة والسلام غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم، قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار) [رواه البخاري]، كما كانوا يستعينون بها على تعليم البنات رعاية الأولاد، فعن عائشة أنها قالت: دخل علي صلى الله عليه و سلم وأنا ألعب باللعب فرفع الستر وقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: لعب يا رسول الله...، بل كانوا يمنعون من ينهاهم عن اللعب المباح فعن الحسن أنه دخل منزله وصبيان يلعبون فوق البيت ومعه عبد الله ابنه فنهاهم، فقال الحسن: دعهم فإن اللعب ربيعهم [العيال، ابن أبي الدنيا، 2/791].
وعلى الوالدين في هذه المرحلة من عمر أطفالهم أن يختاروا لهم اللعب التي تناسب مرحلتهم، وكذلك أن تكون ألعاب طيبة تتناسب مع فطرتهم النقية والخلق الإسلامي، ويحذرا من الألعاب التي تضر بأخلاقهم وكذلك أجسامهم؛ فتؤدي إلى اعتلال النظر أو انحناء الجسد.
ثالثًا: التربية بالتجربة:
http://iqraa.com/Images/GalleryImages/1758.jpg
من أكثر الأشياء التي تؤثر في الإنسان عمومًا وربما تحفر في ذاكرته معان لا تنسى، "التجربة" أن يخوض تجربة أو تحكى له تجربة من شخص ثقة، التجربة (وضرب المثل والتمثيل الواقعي من أنجع الوسائل في معالجة وتقويم سلوك الطفل، وعندنا في ذلك قصة مشهورة من القديم التي استفاد فيها صاحبها من عملية التجربة كي يثبت في نفوس أولاده أن الاتحاد قوة، فعندما يأتي المربي بمجموعة من العيدان ويعطي كل واحد منهم عودًا عودًا، ويطلب منهم كسر العيدان، وينجحون، ثم يمثل بطريقة أخرى بأن يعطي واحد منهم فقط العيدان مجتمعة ويطلب منه كسرها ولا ينجح في مهمته، فإن المربي يمكنه أن يبرهن بالتجربة على المعنى الذي يريده من قصته بل ويعلمهم كيفية الاستنباط أيضًا والبناء على المقدمات لإخراج نتيجة أو مغزى للقصة.. وهلم جرا) [نحو تربية إسلامية راشدة، محمد بن شاكر الشريف].
كانت هذه وسائل ثلاث تعين المربي في هذه المرحلة الهامة من مرحلة الطفل، وفي مقال قادم بإذن الله نستعرف ما تبقى من الوسائل الرئيسية لتربية الأطفال في مرحلة ما دون سن التمييز.
نقلا عن موقع مفكرة الإسلام
عمر السبع