المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فذبحوها وما كادوا يفعلون


أبو يوسف
09-04-2009, 10:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جمعه البشير عصام
ذو القعدة 1425

وجدت هذه الفائدة اللغوية العظيمة في أحد المواقع فنقلتها

--------------------------------------------------------------------------------

فعل كاد بين النفي والإثبات مع الكلام

على قوله تعالى:

(فذبحوها وما كادوا يفعلون)


اختلف النحاة في معنى ''كاد'' حال النفي والإثبات، على أقوال أربعة:


أولها: أن نفي ''كاد'' يدل على نفي مقاربة الفعل، وهو يقتضي نفي وقوع الفعل بطريق فحوى الخطاب (أي بالأولى)، أما إثباتها فيدل على إثبات مقاربة الفعل، ويدل على انتفاء وقوعه، لأنك إذا قلت: كاد يقوم، فمعناه قارب القيام، ولا يقال ذلك عرفا إلا إذا قارب ولم يفعل.(1)

وهذا مذهب الزجاجي، ونظمه ابن مالك في الكافية بقوله:


وبثبوت كاد يُنفى الخبرُ =وحين يُنفى كاد ذاك أجدرُ.

ويشكل على هذا القول: قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، فإن قوله: (فذبحوها) إثبات للذبح، وقوله: (وما كادوا يفعلون) نفي للفعل – الذي هو الذبح، وعدم تكراره تفنن في البيان (أفاده ابن عاشور) -، فيلزم التناقض بنفي الشيء وإثباته في آن.

وانفصل أصحاب هذا القول عن هذا الإشكال بقولهم: إن ذلك باعتبار وقتين، والمعنى: فذبحوها الآن، وما كادوا يفعلون قبل ذلك. ونظمه ابن مالك في الكافية بقوله:

وغيرَ ذا على كَلامَين يرِدْ =كوَلَدَت هند ولم تكدْ تلِد.


ويرد على هذا الجواب إشكال ثان، وهو: أن جملة (وما كادوا يفعلون) في موضع الحال، والمعنى: (فذبحوها في حال تقرب من حال من لا يفعل)، وهذا يفيد أنهم ذبحوها مكرهين أو كالمكرهين لما أظهروا من المماطلة في الفعل. وعلى هذا يكون وقت الذبح متحدا بوقت مقاربة انتفائه، إشارة إلى أن المماطلة قارنت أول أزمنة الذبح.

والجواب عن الإيراد الثاني: أن تجعل الجملة استئنافية لا حالية. وعليه يصح اختلاف الوقتين، أي فذبحوها وكانوا قبل ذلك في حال من لم يقارب الفعل.

لكن هذا الحمل خلاف الأصل، وهو يفضي إلى تفكيك الجملة، وعدم ترابط أجزائها.

والثاني : يوافق الأول في حالة الإثبات، أما في النفي فبالعكس، فيكون إثبات ''كاد'' نفيا للخبر، ونفيها إثباتا له.(2) وهذا مخالف لقياس الوضع اللغوي، لذلك اشتهر بين أهل الإعراب، وألغز به أبو العلاء المعري بقوله:

أنحويَّ هذا العصر ما هي لفظة =أتت في لسانيْ جرهم وثمود

إذا استعملتْ في صورة الجحد أثبتتْ =وإن أُثبتتْ قامتْ مقام جحود


وأجاب الشهاب الحجازي بقوله:


لقد كاد هذا اللغز يصدي فكرتي =وما كدت منه أشتفي بورود

فهذا جواب يرتضيه أولوا النهى=وممتنع عن فهم كل بليد.(3)


وهاهنا قصة أدبية ذكرها الشيخ عبد القاهر في دلائل الإعجاز وذلك أن عنبسة العنسي الشاعر قال: قدم ذو الرمة الكوفة فوقف على ناقته بالكناسة ينشد قصيدته الحائية التي أولها:


أمَنْزلتيْ ميٍ سلام عليكما =على النأي والنائي يود وينصحُ

حتى بلغ قوله:


إذا غير النأيُ المحبين لم يكدْ =رسيسُ الهوى من حُب ميةَ يبرحُ(4)


وكان في الحاضرين ابنُ شبرمة فناداه: يا غيلان – اسم ذي الرمة - : أراه قد برح.
قال: فشنق ناقته وجعل يتأخر بها ويتفكر، ثم قال: ''لم أجد'' عوض ''لم يكد''.
قال عنبسة: فلما انصرفت حدثت أبي فقال لي: أخطأ ابن شبرمة حين أنكر على ذي الرمة، وأخطأ ذو الرمة حين غير شعره لقول ابن شبرمة، إنما هذا كقول الله تعالى: (ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها)، وإنما هو لم يرها ولم يكد. اهـ


وهذا التوجيه لقول ذي الرمة مبني على القول الأول، ومعناه: إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبي التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه، فهذا أبلغ من أن يقول: لم يبرح لأنه قد يكون غير بارح، وهو قريب من البراح، بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح. وكذا قوله تعالى: (إذا أخرج يده لم يكد يراها) هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال: لم يرها، لأن من لم ير قد يقارب الرؤية بخلاف من لم يقارب.

واستدل أصحاب القول الثاني برجوع ذي الرمة عن بيته، وهو من أهل اللسان، كما هو معلوم.

والثالث : أن الأصل في ''كاد'' أن يكون نفيها لنفي الفعل بالأولى كما هو قول الأولين، إلا أنها قد يستعمل نفيها للدلالة على وقوع الفعل بعد بطء وجهد، وبعد أن كان وقوعه بعيدا في الظن. وأشار عبد القاهر إلى أن ذلك استعمال جرى في العرف، والمقصود تشبيه حالة من فعل الأمر بعد عناء وجهد بحالة من بعد عن الفعل.

وهذا مذهب أبي الفتح بن جني وعبد القاهر الجرجاني وابن مالك في التسهيل.
قال ابن مالك في التسهيل: '' وتنفي كاد إعلاما بوقوع الفعل عسيرا أو بعدمه وعدم مقاربته''. واعتذر في الشرح عن ذي الرمة في تغييره بيته بأنه غيره لدفع احتمال هذا الاستعمال.
ومخالفة الأصل تحتاج إلى قرينة كما تقرر، وقد يجعل قوله تعالى: (فذبحوها) قرينة على هذا الاستعمال في الآية المذكورة آنفا (5).

والرابع : أن ''كاد'' إن نفيت بصيغة المضارع فهي للنفي، وإن نفيت بصيغة الماضي فهي للإثبات، وتعلق أصحاب هذا القول بأن نفي الفعل الماضي لا يستلزم استمرار النفي إلى زمن الحال بخلاف نفي المضارع، وبقوله تعالى: (لم يكد يراها) وقوله: (وما كادوا يفعلون).
وهذا أضعف الأقوال كلها، حتى إن بعضهم - مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج - لم يعرج عليه أصلا.


*********


الهوامش:

(1): عبارة المغني: لأن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفا عدم حصوله، وإلا كان الإخبار حينئذ بحصوله لا بمقاربته، إذ لا يحسن عرفا أن يقال لمن صلى: قارب الصلاة، وإن كان ما صلى حتى قارب الصلاة اهـ أشموني.
(2): قال في روح المعاني: قيل هي في الإثبات نفي، وفي النفي إثبات، فمعنى: كاد زيد يخرج: قارب ولم يخرج، وهو فاسد لأن معناها مقاربة الخروج، وأما عدمه فأمر عقلي خارج عن المدلول، ولو صح ما قاله لكان ''قارب'' ونحوه كذلك، ولم يقل به أحد. اهـ
(3): والجواب مشار إليه في عجز البيت الأول من الجواب.
(4): النأي: البعد. والرسيس: يطلق على أول الشيء، وعلى الشيء الثابت، كما في القاموس.
(5): قال الرضي: قد يكون مع كاد المنفية قرينة تدل على ثبوت مضمون الخبر بعد انتفائه وانتفاء قربه، فتكون تلك القرينة هي الدالة على ثبوت مضمونه في وقت بعد وقت انتفائه وانتفاء قربه لا لفظ كاد، ولا تنافي بين انتفاء الشيء في وقت وثبوته في وقت آخر، وذلك كما في (فذبحوها وما كادوا يفعلون). اهـ أشموني. وانظر كلام شيخ الإسلام في المنهاج على قوله تعالى: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا).


المراجع:

التحرير والتنوير لابن عاشور – تفسير قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)
حاشية الصبان على الأشموني على الألفية- أفعال المقاربة.
روح المعاني للألوسي – تفسير قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون).
حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الألفية.- أفعال المقاربة.
منهاج السنة النبوية لابن تيمية

(5/140)

المصمم
10-04-2009, 12:27 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبو يوسف
12-04-2009, 03:20 PM
حياك الله أخي المصمم

.

جروح بارده
16-04-2009, 07:13 AM
جزاك الله خيرا

ويعطيك العافية على الطرح

خضر صبح
16-04-2009, 03:42 PM
مشكور استاذي الكبير على مشاركتك المهمة
في ثقافية الاثنين من شوال 1428هـ قرأت مقالاً لأبي أوس الدكتور إبراهيم الشمسان بالعنوان المعلن فشدني إلى قراءته، يقول المقال (يرى النحويون أن «كاد وأخواتها» ناسخة مثل «كان»)

ولكنا نجد في تركيب الجملة اختلافاً بيناً، وهو اختلاف لم يدعهم إلى مراعاته في التصنيف، ومن هذه الاختلافات أن خبرها يكون فعلاً مضارعاً.. ثم جاء الكاتب بشواهد على كاد منها آيات قرآنية كريمة، ومنها أبيات شعرية أثرى بها بحثه وخلص إلى ما يلي:

والذي ننتهي إليه أن (كاد) ليست داخلة على الجملة الاسمية المؤلفة من المبتدأ والخبر، بل هي واقعة في جملة فعلية، ولذلك لا تعد ناسخة مثل كان الناقصة)، ا هـ.

وقد رجعت إلى ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك لأستشيره في مقال الأستاذ شمسان فقال:

ككان: (كاد عسى لكن ندر).

غير مضارع لهذين الخبر.

هذا هو القسم الثاني من الأفعال الناسخة للابتداء وهو: (كاد) وأخواتها.

عملها: وهي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ اسماً لها، ويكون خبراً لها في موضع نصب، وهذا هو المراد بقوله: ككان: كاد وعسى، ولكن الخبر في هذا الباب لا يكون إلا مضارعاً نحو (كاد زيد يقوم) وندر مجيئه اسماً بعد كاد كقول تأبط شراً:

فأبت إلى فهم وما كدت آيباً؟؟

وكم مثلها فارقها وهي تصفر

لقد انتهى الكاتب إلى أن (كاد) لا تدخل على الجملة الاسمية، والمثال الذي قدمه ابن عقيل (كاد زيد يقوم) دخل على الجملة الاسمية وتقيس عليه أمثله لا تُحصى تقول مثلاً (كاد المطر يهطل) وهكذا..

وقدم الكاتب نماذج على (كاد) التي دخلت على الفعل كما في الشاهد الأول من مقاله وهو الآية الكريمة: {مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ}.

أما في الشاهد الثاني وهو قوله تعالى {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}، فإن (كاد) داخلة هنا على جملة اسمية لا فعلية والتقدير ولا يكاد هو يبين فاسمها محذوف، وقد ظهر في الآية الكريمة التي أوردها الكاتب على أن (كاد) دخلت على جملة فعلية والشاهد هو (وإن كادوا ليفتنونك) أورد المؤلف هذا الشاهد على دخول (كاد) على الجملة الفعلية وهي جملة اسمية، فالضمير الواو في (كاد) اسمها.

والتقدير: (وإن كاد الكفار - أو قريش - ليفتنونك..).

يبدو أن الكاتب الفاضل لديه استشراف إلى التجديد في هذا العلم وهو النحو، ولكن الذي انتهى إليه مخالف لما قرره علماء النحو وأساطينه الأقدمون من أن (كاد) داخلة على الجملة الاسمية، ويقول الأستاذ شمسان، لا ليست داخلة على الجملة الأسمية.

ويقول الأستاذ شمسان إن (كاد) لا تعد ناسخة مثل (كان) ويقول العلماء المتخصصون بهذا العلم: إن كاد (ككان).

ولو احترز الأستاذ شمسان في أن خبر كاد لا يأتي إلا مضارعاً بأن يقول مثلاً: ومجيء خبر (كاد) اسماً قليل أو نادر لكاد أضبط وأحوط.

أبو يوسف
16-04-2009, 04:10 PM
أجزل الشكر لك أخي ابو نزار لإثراء الموضوع

وأعجبني مقالا للدكتور محمود سليمان الجعيدي في حديثه عن الدلالة الزمنية للفعل "كاد" وما تصرف منه في القرآن الكريم :

" فذبحوها وما كادوا يفعلون "

نلحظ أن (ما) تقدم نفيا لمقاربة الذبح، ونفي المقاربة أبلغ من نفي الذبح نفسه، إلا أن هناك قرينة أخرى تفيد إثبات الذبح، وهو قوله تعالى:"فذبحوها"، ومن ثم وجه أبو حيان المعنى إلى اختلاف "زمان المقاربة والذبح؛
إذ المعنى: وما قاربوا ذبحها قبل ذلك، أي: وقع الذبح بعد أن مقاربته، فالمعنى: أنهم تعسروا في ذبحها، ثم ذبحوها بعد ذلك"، ويمكن بذلك القول إن مركب (ما كاد يفعل) يفيد نفيا لمقاربة الفعل، فضلا على نفي الفعل ذاته في أول الأمر، أما إثبات الذبح نفسه فقد كان في زمن تالٍ على زمن المقاربة، وهو مستفاد من قرينة أخرى داخل الآية، وهو قوله تعالى:"فذبحوها"، لا من مركب ( ما كاد يفعل).
وقد لاحظ بعض النحاة معنى الإثبات المستفاد من القرينة في الآية الكريمة السابقة، وبنوا على ذلك أن (كاد) مجردة تنبئ عن نفي الفعل، ومقرونة بالجحد تنبئ عن وقوع الفعل ،
وهذا ما رد عليه الرضي وعارضه معارضة شديدة، وانتهى فيه إلى أن قولنا:"كاد زيد يقوم" فيه إثبات للمقاربة ونفي الفعل، وأن قولنا:" ما كدتُ أقوم" فيه نفي لمقاربة القيام، ونفي القرب من الفعل أبلغ في نفي الفعل، أما إذا فهم إثبات بعد نفي المقاربة فإنما يكون بقرينة أخرى غير المركب (ما كاد يفعل) ،
وهذا ما انتهى إليه أبو حيان كذلك إذ يقول:"الصحيح عند أصحابنا أنها كسائر الأفعال في أن: نفيها نفي، وإيجابها إيجاب"، ويعني ذلك أن مركب ( ما كاد يفعل) يفيد مقاربة وقوع الحدث."

إنتهى


الخلاصة :-


قول الله عز و جل ( ذبحوها ) اثبات لفعل الذبح لكن بعد ماذا بعد مماطلة والسياق القرأني قبل الأية يدل على ذلك وبعدها قال عز و جل ( و ما كادوا يفعلون ) و هذا النفي يدل على استرسالهم في امتثال الأمر ؛ ذلك بأنهم كما ورد في السورة قبل هذا كانوا يراجعون موسى عليه السلام في كل مرة سائلين أياه عن أوصاف البقرة و هذا واضح من السياق .
فالأية على هذا تتضمن زمنين زمن قبل الذبح و هو طويل عسر و لهذا ورد نفي المقاربة .
و الأخر هو زمن الذبح و كان بعد تلك المماطلة و التكلف في مراجعة موسى عليه السلام .
و الأية تدل على أن أمر الله تعالى و شريعته ثقيل على أمة اليهود و هم معروفون بأوصافهم التي هذه بعضها .


والله أعلم

ارتقاء
19-08-2009, 01:00 PM
جــــــــــــــزاك الله خيرا وبـــــــارك فيك سيدي الفاضل اَبو يوسف
و

وإن من البيان لسحر

بما اًوتيت من علم وباًسلوبك البليغ تفصل المعلومة وتبينه

فتستقر في قلب المتلقي وعقله بسهولة ويسر

أسأل الله العلي العظيم أن يزيدك من العلم ويعينك على نشره

دمت في يسر وسعادة:abc_152: ورضا

اًرتقاء

abohmam
19-08-2009, 02:51 PM
بارك الله فيكم على هذه المعلومات المفيدة والنكت المفيدة

سالي الفلسطينية
20-08-2009, 12:21 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشير ناجي
20-08-2009, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي أبا نزار قد اوفيت الشرح فأبدعت ،و وأوافقك الرأي في أن كاد الناقصة تسلزم كون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع وتفيد مقاربة اتصاف اسمها بخبرها
أما فيما يتعلق بالآية فالإعراب ابن المعنى ونفي الفعل يعني يعني عدم حدوثه ، ولكن في هذه الآية وكما فهمت من ابن كثير فإنّ نفي كاد لا ينفي اتصاف مقاربة اتصاف اسمها بخبرها ، بل إن اسمها قد قارب أن يتصف بخبرها ،و لكن كون الحدث منفيا في الماضي فهذا يعني أنه قد حدثت المقاربة ( هذا يختص بنفي كاد الماضية) ، مما يعني أن اتصاف اسمها بخبرها قد حدث ، ولكن هناك غاية دلالية هي صعوية المقاربة ( التي تمت في حدث الماضي) ويرجع ذلك ابن كثير ( إذ يورد أقوالا لكثير من الصحابة ) يرجعه إلى أسباب منها : 1. أن بني إسرائيل تثاقلوا من ذبحها 2. أو بسبب تعنتهم3. أو بسبب عدم اكتمال الرغبة عندهم في ذبحها ؛لأن ثمنها مرتفع 4. أو خوفا من الفضيحة ؛ أن الله اطلع على قاتل القتيل الذي اختصم فيه بنو إسرائيل5. أن بني إسرائيل ارادوا ألا يذبحوا البقرة ؛أي أنهم مع هذا السؤال والبيان و الإيضاحما ذبحوها إلا بعد الجهد ، وفي هذا ذم لبني إسرائيل .
بمعنى أن بني إسرائيل ذبحوا البقرة على غير رضى وقناعة منهم ؛ فهم مكرهون ( فذبحوها وهم غير راضين بذبحها)

اخي العزيز أما في كون كاد تامة فأنا أؤيد هذا القول خصوصا إذا وقعت أن المصدرية بعده مباشرة ولم تتضمن كاد ضميرا عائدا على متقدم
كأن تقول : كاد أن يصل محمد : فهنا المصدر المؤول فاعل لكاد التامة ( وإن كان هذا القول ضعيفا )
أما في قول : محمد كاد أ، يصل ؛ فكاد ناقصة اسمها ضمير مستتر يعود على ما قبلها , الجملة الفعلية من الفعل المضارع المنصوب بأن وفاعله في محل نصب خبر كاد ) وأن ضد أن يكون المصدر المؤول في محل نصب خبرها ؛ إذ شرط كاد أن تعمل : هو كون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع . والمصدر المؤول يعامل معاملة الاسم المفرد ( ما ليس جملة أو شبه جملة)، وكثير من النحويين يعربون المصدر المؤول : سد مسد خبر كاد .


هذه محاولة إن أصابت فنعمة من الله وفضل ، وإلا فيكفي شرف المحاولة