المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو حية وأبودلامة


ذوالجناح
09-03-2009, 10:11 PM
أبو حيةالنميري

- حدث عنه جاره : كان لأبي حية النميري سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق ، وكان يسميه لُعاب المنية . فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول : أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، خير قليل ، وسيف صقيل وهو لُعاب المنية الذي سمعت به ، مشهورة ضربته ، لاتخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك .
قال جاره : فتح الباب على وجل ( خوف ) فإذا كلب قد خرج ، فقال : الحمدلله الذي مسخك كلباً وكفانا حرباً .

( فانظر لحاله - قاتله الله - ما أفصحه وأبلغه رغم جبنه ، وكم من رجل حديد اللسان ضعيف القلب . ولو تأملت كلامه لوجدت فيه صنوفاً من البلاغة من سجع ومقابلة ، وفوق هذا فهو يفخر بأن سيفه مشهور ومعروف نسأل الله أن يسترنا ولا يفضحنا ، وأن يبعد عنا جيران السوء ).


أبو دلامة

-خرج المهديُّ وعليُّ بن سليمان إلى الصَّيد، ومعهما أبو دلامة، فسنحت لهما ظباءٌ، فرمى
المهديُّ ظبياً فأصابه، ورمى عليُّ بن سليمان فأصاب كلباً، فضحك المهديُّ وقال لأبي
دلامة، قل في هذا، فقال:
قد رَمى المَهْدِيُّ ظَبْياً *= * شَكَّ بالسَّهْمِ فُؤَادَهْ
وعليُّ بنُ سُليمَـــــــا * = * نَ رَمى كَلْباً فصَادَهْ
فهَنيئاً لهما كــــــــــلُّ * =* امْرِئٍ يَأْكــــلُ زَادَهْ

- ودخل أبو دلامة على المهدي وعنده إسماعيل بن علي، وعيسى بن موسى والعباس بن محمد، وجماعة من بني هاشم، فقال له المهدي: والله لئن لم تهج واحداً ممن في هذا البيت لأقطعن لسانك. فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد،فيغمزه بأن عليه رضاه، قال أبو دلامة، فازددت حيرة، فما رأيت أسلم لي من أن أهجو نفسي، فقلت:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة * = * فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً * = * كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
إذا لبس العمامة قلت قرداً * = * وخنزيراً إذا نزع العمامة
فضحك القوم ولم يبق منهم أحداً إلا أجازه - أي كافأه - .

أبو يوسف
09-03-2009, 11:13 PM
مشكور أخي الكريم على هذه الطرفة

وقيل إن أبا دلامة دخل على المهدي إذ قدم من الري يهنئه فقال


إني حلفت لئن رأيتك سالما =بقرى العراق وأنت ذو وفر

لتصلين على النبي محمد = ولتملأن دراهما حجري

فقال : - أما الأولى فنعم .

قال : - إنهما كلمتان فلا يفرق بينهما .

فضحك وملأ حجره دراهم

ابو عمر القدومي
10-03-2009, 06:57 PM
http://www.kuwaite.ws/uploads/6b274688e7.gif (http://www.kuwaite.com/)

رائد ابو فيصل
11-03-2009, 11:52 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


إن الدنوَ إلي الأعداء أعـــــــرفه * مما يفرق بين الروح والجـــــــــــسد

abohmam
11-03-2009, 01:35 PM
بارك الله فيكم جميعا

وأضجك الله سنكم وبشركم بالجنة

ذوالجناح
11-03-2009, 04:33 PM
إن الدنوَ إلي الأعداء أعـــــــرفه * مما يفرق بين الروح والجـــــــــــسد


وجه أبو جعفر المنصور، روح بن حاتم إلى قتال بعض الخوارج، فلقيه أبو دلامة، فقال له روح: يا أبا دلامة! لو خرجت معنا في هذا الوجه، فقاتلت فأبليت، فذكرت بالشجاعة كما ذكرت بالشعر، فضحك، وقال: اسمع أبا خالد، قال: هات، فأنشأ يقول:
إني أعوذ بروح أن يقربني==إلى القتال فيشقى بي بنو أسد
إن الدّنوّ من الأعداء أعرفه == مما يفرّق بين الروح والجسد
قال: فضحك وأمر له بجائزة.


مشكور أخي رائد

خضر صبح
12-03-2009, 03:23 PM
اضحك الله سنك
وبارك الله فيك واسمح لي بهذه المشاركة من طرائف ابي دلامة


هو (زَنْدُ بن الجَوْن) شاعر عباسي، نشأ في الكوفة إبّان الحكم الأموي، وكان يُعرف بأبي دلامة، ـ و(دلامة) هو جبل بأعلى مكّة المكرّمة، كانت قريش تئد فيه البنات في الجاهليةـ ولكنّ زنداً هذا لم يُعرف شاعراً إلا زمن العباسيين، وقد لازم الخلفاءَ الثلاثة الأوائل: أبا العباس السفّاح، وأبا جعفر المنصور، وابنه المهديّ، وعاش مقرَّباً منهم، لظَرْفه، ونوادره، وقُدْرته على إشاعة المرح والسُّرور في مجالسهم، فكانوا يصطحبونه معهم في نزهاتهم، ويحتملون منه مُلَحَه ونِكاتهِ اللاذعة، مع ما كان معروفاً عنهم من شدّة وصرامة وبأس، حتى إنه كان يتعرض لبعض الشخصيات الكبيرة في البلاط تحت غطاء النكتة والنادرة، فيكتم هؤلاء غيظهم وغضبهم حين يرون الخليفة منشرحاً، غارقاً في الضّحك.
وكان طوله الفارع، وعوده الهزيل، الذي يشبه جذع نخلة محترقة، ولونه الأسود الفاحم، شفيعاً له بهذا المسلك، وهذا النهج الذي نهجه.

خضر صبح
12-03-2009, 03:24 PM
دخلت على ابو دلامه صبية له فحملها على كتفه فبالت عليه فنبذها

عن كتفه ثم قال يخاطبها :

بللت على لا حييت ثوبـــى ... فبال عليك شيطان رجيم
فما ولدتك مريم ام عيسى ... ولا رباك لقمـــان الحكيم

وكان عنده ابو عطاء السندى فقال له ابو دلامه اجز فقال

صدقت ابا دلامه لم تلدهـا ... مطهرة ولا فحل كريم
ولكن قد حوتها ام ســوء ... الى لباتها واب لئيـم

فقال ابو دلامه عليك لعنة الله ماحملك على ان بلغت بى هذا كله

خضر صبح
12-03-2009, 03:26 PM
دخل ابو دلامه غلى المهدى وكان عنده جماعه من علية القوم فقال المهدى

انا اعطى الله عهدا ان لم تهجى واحدا ممن فى البيت لاضربن عنقك !

فنظر الى القوم فكلما نظر الى واحد منهم غمزه لينال رضاه ولما تيقن

ابو دلامه انه لابد من هجاء واحد ممن فى المجلس لم يجد الا نفسه فأن فى

ذلك السلامه والعافيه فقال :

الا ابلغ اليك ابـــا دلامـــــه ... فليس من الكرام ولا كرامه
اذا لبس العمامة كان قــردا ... وخنزيرا اذا نزع العمامــه
جمعت دمامة وجمعت لؤمــا ... كذلك اللؤم تتبعه الدمامـه
فان تك قد اصبت نعيم دنيا ... فلا نفرح فقد دنت القيامه

فضحك كل من فى المجلس ولم يبق احد الا اجازه

خضر صبح
12-03-2009, 03:27 PM
دخل مرّة على أبي العباس السفّاح في أول حكمه، وكان غارقاً في متابعة أمور دولته الفتيّة، فأراد الخليفة أن يصرفه، لانشغاله بأمورٍ أكبر من اللهو، وأهمَّ من العبث، فقال له:

- سلْني حاجتك.

فتململ (أبو دلامة) قليلاً، وكأن الأمر ليس سهلاً، فصاح به الخليفة ـ والقوّاد ينظرون إلى أبي دلامة بقسوة:

-قل حاجتك.

فتنحنح أبو دلامة وقال:

-أريد كلباً لأصطاد به.

صاح الخليفة:

-ألهذا جئتني في هذه الساعة؟.

وصاح الخليفة في الغلام الذي يقف وراءه وكأنه يريد أن ينهي المقابلة بسرعة:

- أعطوه كلباً.

ولكنّ (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدَّم خطوةً أخرى من الخليفة وقال:

- وهل أخرج في البيداء الواسعة، فأطارد صيدي على قدميَّ هاتين؟!.

فصرخ الخليفة:

ـ أعطوه فرساً يركبها.

قال أبو دلامة:

- ومن يعتني بهذه الفرس، ويمسك لي الصيد، ويحمله معي؟.

قال الخليفة:

- أعطوه غلاماً يساعده في صيده.

قال أبو دلامة:

- وحين أعود إلى البيت محمّلاً بصيدي، فمن ينظّفه ويطبخه لي؟.

قال الخليفة:

- أعطوه جارية تُعينه في البيت.

سأل أبو دلامة:

- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في العراء؟!.

قال الخليفة:

- أعطوه داراً تجمعهم.

سأل أبو دلامة:

- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني النكد وسوء الطالع، ولم أوفَّق بالصيد شهراً أو شهرين؟.

قال الخليفة:

- أعطوه مئة جريب عامرة ومئة جريب غامرة.

سأل أبو دلامة:

- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟.

أجاب الخليفة:

- الأرض المالحة التي لا نبت فيها.

في هذه اللحظة هزَّ (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:

- إذن أنا أعطيك مئة ألف جريب غامرة، في صحراء العرب.

فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك، وقد خرج عن جدِّه وصرامته:

- اجعلوها كلَّها عامرة، قبل أن يطلب هذا الكرسيَّ الذي أجلس عليه.

خضر صبح
12-03-2009, 03:30 PM
وأذكر من "لكاعته" أنه مرةً دخل على المنصور فأنشده:



إني رأيتك في المنام ***** وأنت تعطيني خيارةْ
مملـوءة بـدراهـم ****وعليك تفسير العبارةْ



فضحك المنصور وقال له: "امض فأتني بخيارة أملؤها لك دراهم"
فما صدق خبراً حتى انطلق مسرعاً إلى السوق ، وظل يبحث عن ضالته ساعة حتى وجدها ، وحين عاد إلى الخليفة كان يحمل معه يقطينة كبيرة جداً !

وما إن شاهدها الخليفة حتى صاح به: "ما هذه ? ألم تقل (وأنت تعطيني خيارة).. هل هذه خيارة ?"
قال أبو دلامة: "عليّ الطلاق إن كنت رأيت غيرها في المنام ، ولكني تذكرتها حين رأيتها في السوق"

فصاح الخليفة بأحد الغلمان قائلاً: "اذهب واملأها دراهم ، واحملها معه إلى بيته".

خضر صبح
12-03-2009, 03:31 PM
كان (أبو دلامة) في أحيان كثيرة يغامر بظرفه، ولا يحسب حساباً للنتائج، ولكنَّ الحظَّ كان دائماً يحالفه، فيتحوّل الغضب إلى رضى، ويتبدّد الغيظ، فتحلّ محلَّه الابتسامة والمسرة.

دخل يوماً على الخليفة المهديّ بن أبي جعفر المنصور حزيناً باكياً على غير عادته، فتعجَّب المهديُّ حين رآه على تلك الحال،وسأله:

- ما بك?.

فأجابه أبو دلامة وهو مغرورق العينين:

- لقد ماتت أم دلامة، وتركتني وحيداً.

ولم يجد المهديُّ بُدّاً من مواساته، والتخفيف عنه، ولم يبخل عليه بالمال والثياب، فأخذها وخرج.

وحين التقى الخليفة بزوجته (الخيزران) بعد ذلك، وجدها حزينة، واجمة، فسألها:

- ما بك?.

فأخبرته أنّ أمَّ دلامة كانت عندها قبل قليل، وأنبأتها بخبر قد يحزنه.

فسألها:

- ما هذا الخبر الذي يحزنني?.

قالت زوجة الخليفة:

- لقد مات المسكــين (أبو دلامة) وتركها وحيدة في البيت.

سأل الخليفة زوجته:

- وهل أعطيتها شيئاً?.

أجابت الخيزران:

- كيف لا أعطيها، وقد أصبحت أرملة بائسة، لا معيل لها?.

فهزّ المهديُّ رأسه وهو يقول:

- قاتل الله أبا دلامة وأمَّ دلامة.. لقد خدعانا والله.

قال الخليفة المهديُّ ذلك، وقصَّ على زوجته حكايته مع (أبي دلامة).

خضر صبح
12-03-2009, 03:34 PM
ويروى أيضاً أنه دخل يوم وفاة الخليفة العباسي( أبي العباس السفاح) على زوجته أم سلمة بنت يعقوب المخزومية يعزيها عنه ،
وكان هو أحد القلائل المنتفعين من خلافته ،فبكى وأنشد قصيدةً منها:


أمسيت بالأنبار يابن محمّدٍ=-لا تستطيع من البلاد حويلا
ويلي عليك وويل أهلي كلّهم=ويلاً وهولاً في الحياة طويلا
فلتبكينّ لك النساء بعبرةٍ=وليبكينّ لك الرجــال عوـيلا
مات النّدى إذ متّ يابن محمد=فجعلته لك في التراب عديلا
إن أجملوا في الصبر عنك فلم يكن=صبري ولا جلدي عليك جميلا
يجدون منك خلائفاً وأنا امرؤٌ= لو عشت دهري ما وجـدت بديلا
إني سألت النّاس بعدك كلّهم=فوجدت أسمح من وجدت بخيلا

فقالت له أم سلمة: يا أبا دلامة والله ما أصيب (أي تضرر )أحد بموت أمير المؤمنين غيري وغيرك ؟

فأجاب أبو دلامة : لا والله ما أصيب أحدٌ سواي ، أنت لك ولد منه تتسلين به، وأنا لا ولد لي منه.!
فضحكت أم سلمة ولم تكن ضحكت منذ مات أبو العباس، وقالت: يا زند ، ما تدع أحداً إلا أضحكته !.

ذوالجناح
12-03-2009, 03:49 PM
جزاك الله خيراً أستاذنا أبانزار على الاستطراد والإضافة
بارك الله فيك

خضر صبح
12-03-2009, 03:52 PM
وله مع الموت موقف آخر.. لما ماتت حمادة بنت علي بن عبد الله بن عباس - عمة الخليفة المنصور - ، وقف الخليفة المنصور على شفير قبرها حزيناً ينتظر الجنازة ، وكان أبو دلامة حاضراً ، فقال المنصور متأثراً : ما أعددت لهذه الحفرة يا أبا دُلامة ؟

فقال أبو دلامة : أعددت لها عمةُ أمير المؤمنين يؤتى بها الساعة !

فضحك الخليفة ومن كان في الموكب جميعهم

ابو زكريا
12-03-2009, 07:50 PM
اشكرك اخي ذا الجناح على المشاركة اللطيفة
واشكر الاخوة ابو يوسف وابو نزار على المداخلات الرائعة

وفقكم الله لما يحب ويرضى
وازال عنكم الهم والحزن

ذوالجناح
23-04-2010, 08:26 PM
شكرا لكم وبارك الله فيكم