المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الخاطرة والقصيدة


Khaled J. Ahmad
24-02-2009, 07:07 PM
اولا:



لاحظت كما لاحظ الكثير من متتبعي المنتديات بأن هناك خلط بين الخاطرة والقصيدة الحرة، حتى صارت الخاطرة قصيدة حرة والقصيدة الحرة خاطرة. وفي هذا الموضوع أنقل لكم مقالة مهمة للأخ الكريم فيحان الصواغ، رئيس تحرير مجلة أنهآر الأدبية، والتي عنونها بما يلي: "الخاطرة الأدبية - موضوع يهم كتّاب الخواطر":
تعتبر الخاطرة الأدبية هي المفضّلة لدى الكثير من الأقلام الشابة وذلك لسهولة كتابتها . وسرعة الإنتهاء منها .
وفي الحقيقة أن الخاطرة الأدبية ليست كما يعتقد البعض من الكتّاب . ونحن نتحدّث عن الكتّاب الهواة
الذين انتشروا كثيراً في المنتديات . حتى لو أنك زرت أي منتدى لوجدت به قسماً خاصاً عن الخاطرة .
ولو نظرت للمحتوي في هذا القسم ستجد أن الكثير يركز على أن الخاطرة هي مجرد كلمات ناعمة في مجال
الحب والغزل أو الفراق والحزن تكتب على شكل قصيدة حرة !
وهنا .. المشكلة الكبرى .
وهي أن القصيدة الحرة لها قوانين وأسس تكتب عليها . في حين أن الخاطرة لها قواعد يفضّل إتباعها
للخروج بمادة تستحق أن تسمى خاطرة .
من الأمور التي نلاحظها كثيراً هي أن الخاطرة عند أغلب الأقلام محصورة في الكتابة العاطفية فقط .
وهي إما أن تكون تعبير عن حب أو عن فراق أو عن مشاعر من طرف تجاه طرف . وعادة ً ما تكون
هذه المشاعر حزينة . وهذا الأمر لاحظناه في كثير من المنتديات الأدبية المنتشرة
في الإنترنت من خلال البحث عن هذاالموضوع .
ومن الغريب في الامر أنه لا يوجد موضوع يوجه أو يرشد البعض ممن يحب ويفضل كتابة الخاطرة
لهذه الأمور أو الأخطاء إن صح القول بأنها أخطاء أو كما نرى بأنها أخطاء لابد من الحرص على عدم
الوقوع فيها .
دعنا نعرف الخاطرة في جملة بسيطة وهي :
الخاطرة : هي كل ما يخطر على بال الكاتب لحظة الكتابة .
إذا من الإسم نفهم أنها ومضة بسيطة تخطر على بال الكاتب . ومن ثم ّ يقوم الكاتب بصياغتها حسب ما يراه
مناسباً في موضوع للنشر أو القراءة .
قد يقول معارضين هذا الأمر بأن الخاطرة العاطفية باب من أبواب الخواطر التي تخطر على بال الكاتب .
ونتفق مع هذا القول إن كان الكاتب يعي هذا الأمر . لكن المشكلة هي أن الخاطرة الآن أصبحت محصورة
فقط في أمور الحب والغرام.
هي مشكلة كبيرة ومعقدة بعض الشيء . لكن لسنا هنا لتحليل الأمور ولكن نحن هنا لنتعرف على كيفية التفرقه
بين الشعر الحر والخاطرة ونتعرف عن أفضل وأبسط الطرق كتابة الخاطرة .
ما هو الشعر الحر ؟
قديما كان الشعر يحمل المثلث الأساسي وهو الوزن والقافية والمعنى .
وكانت هذه الأسس الثلاثة هي أسس كتابة الشعر قديما . وما زالت حتى اليوم لأصحاب الشعر العمودي.
حتى جاء العهد القريب وبدأ البعض في التخلص من القافية وطول البيت الشعري .
ومنهم نازك الملائكة الشاعرة والأديبة العراقية وهي أول من كتب في هذا الموضوع كما يقال .
ومن بعدها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ومن ثم كثرُ من يكتب في هذا المجال الشعري الحر الناعم .
فأصبح في الساحة الأدبية نوعان من الشعر أو من كتابة الشعر .
الشعر العمودي ذو الشطرين ( الصدر والعجز ) . والشعر الحر ذو التفعيلة والذي لا يعتمد على طول محدد كما هو الحال
في الشعر القديم .
وبدأ الكتّاب في تحديد الوزن بالسطر الشعري بدل البيت الشعري . وذلك بطول التفعيلة وتكرارها في السطر .
مع مراعاة الموسيقى الداخلية للقصيدة لأن القصيدة مبنيّة بالأساس على تفعيلة خليلية .
وكان البعض يقرّ بأن القصيدة الحرة التي تخرج عن أوزان الخليل لا تعتبر قصيدة حرة بل تعتبر مكسورة . وليست
من الشعر في شيء
إذا نلاحظ الآن أن القصيدة الحرة تتلخص في :
1- أن لها شكل محدد يعتمد على طول التفعيلة وتكرارها .
2- تعتمد على السطر الشعري بدل البيت الشعري . ولذلك نجدها تكتب على شكل أسطر شعرية تحت بعضها البعض .
3- تعتمد على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي والتفاعيل الخليلية .
4- لابد من وجود موسيقى داخلية في القصيدة .
هذه الأمور الاربعة عندما نراها في خاطرة أدبية نقول بأن هذه الخاطرة قصيدة حرة وليست خاطرة .
أما الخاطرة فهي موضوع إنشائي فيه معنى ومحتوى ولكنه لا يعتمد على هيكل القصيدة الحرة كما نرى في الكثير
من المنتديات أو المواقع الأدبية أو حتى الصحافة الأدبية في كثير من الأحيان .
نعم الخاطرة تحتوي على فكرة وموضوع . وهذا شيء جميل. لكن الاعتراض هو أن الكاتب يفكّر في أن كتابة الخاطرة
لابد أن تكون على شكل كتابة القصيدة الحرة . وهذا أمرٌ يشكل مشكلة كبيرة لأهل الشعر الحر .
بأن جاء من جاء وجعل من كتابة الخاطرة منافساً لكتابة القصيدة الحرة .
وهذا هو سبب وجود العديد من الكتّاب الذين يزعمون أنهم شعراء يكتبون الشعر الحر أو القصيدة النثرية .
كما هو الحال الآن بعد خروج جماعة تدّعي أن هناك ما يسمى القصيدة النثرية .
إذا ً .. بعد كل هذا نريد أن نقول بأن الشعر الحر . له قوانينه وخواصة التي تميّزة عن بعض المجالات الأدبية .
ولابد من احترامها واحترام من يمثّل هذا النوع من الأدب .
أما كتابة الخاطرة فلابد أن تحكمها قوانين وأسس جميلة تجعل من الجميع أن يكون قادراً على ممارسة الكتابة بشيء
من الجمال .
وهكذا نقول بأن الخاطرة حسب ما اتفقنا عليه في التعريف أنها كل ما يخطر على بال الكاتب في شكل ومضة .
يستطيع كتابتها بصياغة جميلة تستحق القراءة . وأن يكون الشكل قريباً من التعبير الإنشائي في نظام الفقرات
فهو أجمل . وأقرب إلى نفس القارئ .
وهكذا أرى الكثير من الكتّاب الذين نجحوا في هذا المجال - مجال الخواطر - عندما كتبوا بكل عفوية وحرصوا
على الخروج للقرّاء بمواد جميلة تستحق الشكر والمتابعة .
ولا نزال نقول بأن القراءة هي لب ّ الموضوع .
فحاول القراءة في هذا المجال وقراءة خواطر الكتّاب الكبار ضرورية جدا . لتعلم كيفية الصياغة والكتابة
في نظام الخواطر . لنجعل من المنتديات والمواقع وحتى الصفحات الورقية الادبية أماكن لمواد أدبية تحمل شيء من
الرقيّ وان نحاول أن نرتقي بعقولنا وعقول من يقرأ لنا .





ما معنى الخاطرة أو شعر التفعيلة؟

ما هي كيفية كتابته و كيف نفرق بينه و بين ما يقوم به البعض من ربط كل جملتين أو ثلاث بقافيه وحده ظاناً بأنها خاطره .؟

في هذه المقاله نوضح الاجابات على الأسئله السابقه ..


الخاطرة لها وزن كالقصيدة تماما , شعر التفعيلة المسمى بالخاطرة هو نفس ما يكتب بالشعر مع اختلاف بسيط انه

في الخاطرة يختلف اللحن من مقطع إلى مقطع و لكن يجب ان يكون هناك رابط بين المقاطع حتى نقول عن الخاطرة

مميزه و خاليه من الكسور وسنضرب أمثله لإيصال الفكرة :

قصيدة المعاناة لخالد الفيصل :

أو إي قصيده أخرى و لكن اخذ هذه مثال

حين تحاول أن تغنيها فبمجرد ما أن تغني البيت الأول بلحن من تأليفك أو كما غناها احد المطربين ستجد أن اللحن ثابت من أول بيت إلى آخر بيت و هذا الثبات يكون في القصائد التي لها قافيه واحده و هذه بداية

القصيدة :

يا ليـل خبـرني عن أمر المعاناة = هي من صميم الذات ولا أجنبيه
هي هاجس ٍ يسهر عيوني ولا بات = أو خفقة س تجمح بقلبي عصيه

و هكذا إلى أخر القصيدة فيبقى اللحن ثابت

لكن نأخذ مثال آخر لما يسمى بشعر التفعيلة

(شبيه الريح) لـ عبد الرحمن بن مساعد

نأخذ مقاطع :

شبيه الريح

وش باقي من الأحلام

وش باقي من الأوهام

سنيني يم و قلبي المركب المتعب و أنتي الريح

مجاديفي عذاب وهم و زاد الوقت و التبريح

هذان مقطعان فيهما اختلاف بالوزن

بالعبارتين الأولى وزن واحد

و العبارتين الثانية وزن أخر

ولو حاولت أن تتغنى بالعبارة الأولى ثم تغني العبارة الأخرى بنفس اللحن لن تستطيع لان اللحن اختلف و البحر اختلف

أيضا فستضطر إلى تغيير اللحن .

أذن هذه هي الخاطرة مزج بين بحور الشعر و بين أوزانه .

و لنأخذ مثال على الشعر الفصيح من الأبيات المشهورة ليشار :

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ٌ = و الإذن تعشق قبل العين أحيانا

قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم = الأذن كالعين توْفي القلب ما كانا

هل من دواء ٍ لمشغوف ٍ بجارية ٍ = يلقى بلقيانها ريحا ً و ريحانا


أذا لحنتها ستجد بأن اللحن واحد في كل الأبيات و ستستطيع إكمال القصيدة ولو كانت أكثر من مليون بيت على نفس

اللحن لكن حين تحاول أن تفعل ذلك مع خواطر أحمد مطر أو عبدالرحمن بن مساعد فلن تستطيع " في الغالب " أن تنفرد ولو بلحن واحد .

قليل جدا فاغلب الخواطر يكون المزج فيها كثيرا من عدة بحور يعني من ثلاث إلى أربع أحيانا .


الكتابة العرضية :

وهي أن نقوم بتفصيل المقاطع مثلا خاطره لمشرفنا البنان ( القصد الفائدة ) .. قال في أحد مقاطعها :

ذبحني الزين في صافي عيونك

و باقي الزين ساترته عباتك

اجل وشلون لو تظهر فتونك

الا يا ربّ ثبتني بْثباتك

كيف اعرف أذا هذا المقطع فيه كسر أو لا؟؟ متناسق أم لا؟؟

ابدأ بتقييم الجملة الأولى مثلا

و كما هو معلوم نرمز للحرف المتحرك بـ " / "

و للساكن بـ " - "

و حين نقسم جمله أو بيت من الشعر اكتبه كما تنطقه


فتقطيع الجملة الأولى هكذا

ذبح نز زين في صا في عيو نك

//-/-/-//-/-/-//-/-

أذا ألقيتم نظره على باقي الثلاث جمل فستجدونها على نفس التقطيع و نفس الوزن بالضبط .

هل هذا يعني أن الخاطرة كلها يجب أن تكون هكذا .

لا طبعا , لأننا قلنا أن للخاطرة بحور تختلط ببعض و لكن يبقى هناك ترابط على الأقل بين كل مقطع و مقطع كما شرحنا

في ( شبيه الريح )

مشاركه أخرى للبنان بعنوان ( النفس المحمدية ) فيها مزج أيضا بين البحور " اخترنا البنان لقوة خواطره ولسهولة البحث

عنها .

في الخاطرة مقطع يقول :

نحله تداعب
وردةَ مسك ٍ مكيّه
نسمه تلامس
زهرةَ حسْن ٍ هنديّه
ثم انتقل الى لحن اخر حين قال

تزدادُ النفس مرحا ً
يختال الجفن فرحا ً

ثم انتقل الى بحرٍ و فقال


و طيرٌٌ على ألحان الهمس يشدو
و ظبيٌ على جمرات الشمس يخطو

هناك تناسق بين كل جملتين ليس شرطا بالقافية مثل ( يشدو و يخطو ) لكن على الأقل الوزن متناسق .

.................................................. ....

الواحد منا يتعلم مهم كان كبيرا وملما في هذا المجال فكبار الشعراء في الماضي كانوا يقرؤون و يدرسون فليس عيبا

أن نقرا نحن . نحن في بلدان ٍ عربيه و المكتبات ما شاء الله عامره والكتب التي تحكي عن "علم العروض " متوفرة

سواء للفصيح أو النبطي وسنجد فيها فائدة عظيمه لكل من يريد أن يطور نفسه في الشعر و الخواطر و من هذه الكتب

كتاب "علم العروض و القافية " للدكتور عبدا لعزيز العتيق ففيه فوائد ممتازة عن عروض الشعر الفصيح . و أيضا هناك

للنبطي كتاب اسمه " كيف تنظم قصيده " لـ فلاح منصور فيه فائدة جيده عن الشعر النبطي و حين نقراه و نعرف كيف

نوزن القصيدة حينها سنعرف كيف نتعامل مع الخاطرة .

هذه الأشياء مهمة لكل من يهتم بالخواطر حتى يستطيع أن يفرق بين الخاطرة المتكاملة المتناسقة في جملها و بين

الخاطرة المليئة بالكسور حينها يكون حكمنا للخاطرة بالتميز حكما نابعا عن معرفه



:abc_087:منقول:abc_088:

:abc_091::abc_091:

أبو يوسف
25-02-2009, 02:11 PM
جزاك الله خيرا اخي خالد صبح على هذا النقل المفيد وبارك الله فيك

ابو زكريا
25-02-2009, 07:03 PM
ألف شكر على هذا المجهود الرائع

abohmam
02-03-2009, 10:49 PM
بارك الله في هذه الجهود الطيبة

جزاك الله خيرا أخى خالد على الموضوع الرائع

Khaled J. Ahmad
02-03-2009, 11:06 PM
شكراً على المرور