المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغناء فى ميزان الشريعة


abohmam
11-03-2012, 03:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين ..

والصلاة والسلام على رسول الله صلّ الله عليه وسلم

هذه مقالة رائعة قرأتها فاأحببت أن أنقلها إليكم بها أدلة تحريم الغناء من القرآن والسنُة النبوية المطهرة وهذه تذكرة لمن كان له قلب أوالقى السمع وهو شهيد
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )ق37

والكلام هنا عن حرمة الإستماع إلى المعازف والغناء الحالى المصاحب لآلات الطرب والكلمات الماجنة والسافرة والمهيجة للشهوات او تعظيم المخلوق ووصفه بصفات الخالق والعياذ بالله أو الإلحاد والشرك فى مايقال .

ويخرج من ذلك مايسميه البعض أيضا غناء مثل ماتقوله الأم لطفلها وكذلك الرجل لأهله والزوجة لزوجها من كلمات غزليه مباحة بدون موسيقى ولا إستخدام آلات طرب والكلمات لاتخالف الشرع !!! حتى يفهم البعض أى الغناء نقصد فلايجادل ولايمارى في الحق


الغناء فى ميزان الشريعة

الواجب على كل مسلم ومسلمة الامتثال لأوامر الله عزوجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم دون نظر في الحكمة لأن الله هو الحكيم الخبير ، وأحكامه كلها بعلم وحكمة ،
قال سبحانه :( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)
وإذا جاء أمر الله سبحانه ورسوله فلا اختيار للمسلم ، قال سبحانه : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً (36)
بل يجب الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم والتسليم المطلق لحكمه دون شك أو ريب ، قال سبحانه : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً (65)
والأخذ بالقرآن والسنة وتطبيقهما لا يجوز بفهم الانسان الشخصي أو حسب هواه ، بل لابد أن يكون بفهم من شهد التنزيل وعاصره وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين زكاهم الله سبحانه ورضي عنهم كما قال سبحانه : وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (1)
وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله : مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَاِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الاُمُورِ فَاِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ‏) رواه أبوداود

وبعد هذه المقدمة أقول بأن الصحابة والأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء متفقون على تحريم المعازف والموسيقى والغناء إلا ما استثناه الشارع الحكيم ،
وقد أخذوا بهذا التحريم ولم يسألوا عن سببه وتعليله وإليك الأدلة على التحريم مع أقوال الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة :


1- قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) قال عبدالله بن مسعود : هو الغناء والله الذي لا إله إلا هو ثلاثا رواه الطبري وصححه الحاكم والذهبي وابن القيم والألباني وثبت ذللك عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة ، وقال المفسر الواحدي : أكثر المفسرين على أن المراد ب:(لهو الحديث) الغناء

2- قوله تعالى : أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (6) وَأَنتُمْ سَامِدُونَ (61) قال ابن عباس : السمود في لغة حمير الغناء

3- قوله صلى الله عليه وسلم : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون ‏ ‏الحر ‏ ‏والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى ‏ ‏جنب ‏ ‏علم ‏ ‏يروح عليهم ‏ ‏بسارحة ‏ ‏لهم يأتيهم ‏ ‏يعني الفقير لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم وصححه البخاري وابن حبان وابن الصلاح والنووي وابن حجر وابن القيم والسخاوي

4- قوله صلى الله عليه وسلم : صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة رواه البزار بسند صحيح

5- قوله صلى الله عليه وسلم :( ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ) رواه أحمد والترمذي بسند صحيح

6- قال ابن مسعود رضي الله عنه : الغناء ينبت النفاق في القلب رواه البيهقي بسند صحيح

7- قال ابن عمر رضي الله عنهما عن آلات اللهو والمعازف : حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان رواه ابن حزم بسند صحيح

8- كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى عمر بن الوليد كتابا فيه :( وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك جمة السوء ) رواه النسائي وأبو نعيم بسند صحيح

9- قال الحسن البصري رحمه الله : ليس الدفوف من أمر المسلمين في شيء ، وأصحاب عبدالله - يعني ابن مسعود - كانوا يشققونها رواه الخلال بسند صحيح

1- مذهب الحنفية تحريم سماع الملاهي كلها وصرحوا بانه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة (انظر حاشية ابن عابدين 5/221)

11- قال الإمام مالك رحمه الله في الغناء : إنما يفعله عندنا الفساق رواه الخلال وبن الجوزي بسند صحيح

12- قال النووي عن مذهب الشافعية في آلات المعازف :( كالطنبور والعود والصنج وسائر المعازف والأوتار ، يحرم استعماله واستماعه ( انظر روضة الطالبين 11/228)

13- سئل الإمام أحمد رحمه الله عن الغناء فقال : ينبت النفاق في القلب لا يعجبني (انظر كشاف القناع 5/183 )

واعلم - هداني الله وإياك للحق - أن الحق ضالة المؤمن ، وأن اتباع أوامر الله ورسوله مقدم على هوى النفس أو التعليلات العقلية ،
وأن راحة القلب وهدوء الأعصاب يكون بسماع الذكروالقرآن لا بسماع الموسيقى والألحان ،
قال سبحانه :( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)

أتمنى لكم جميعا الفائدة من هذه المشاركة

ولاتنسونا من صالح دعائكم

:fasel6:
أبوهمام
.

abohmam
11-03-2012, 03:32 PM
تكملة وبيان لأدلة تحريم المعازف والغناء

هذا المقال تكملة لما تم إختصاره فى المشاركة الأولى وفيه سنقوم بأذن الله بتوضيح التحريم من كتاب الله ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأقوال الصحابة ، واقوال العلماء الثقات .

فمن كتاب الله :

قال تعالى ( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين * واذا تتلى عليه أياتنا ولى مستكبراً كان لم يسمعها كان فى اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم ) ( لقمان )

يقول ابن كثير فى تفسيره : انها تبين حال الاشقياء الذين اعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ، واقبلوا على استماع المزامير والغناء ، بالالحان والات الطرب

وقال السعدي رحمه الله : فدخل في هذا كل كلام محرم ، وكل لغو وباطل ، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان ، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ، ومن غناء ومزامير شيطان ، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا

وقال تعالى : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك )

عن مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء والباطل ،
قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك ، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان ، وكل ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته ، كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : رجله كل رجل مشت في معصية الله ) إغاثة اللهفان .

قال تعالى ( افمن هذا الحديث تعجبون *وتضحكون ولا تبكون*وانتم سامدون )

يقول ابن كثير فى تفسيره : قال عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما "السمود" هو الغناء بلغة حمير ، يقال اسمد لنا اى غنى لنا ، وكذلك قال القرطبى .

:fasel8:

من السنة النبوية :

ما اخرجه البخارى عن أبي مالك الأشعري { أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر(الزنى) والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة } يستحلون أي كانت حرام فاستحلوها .

وحديث أنس ابن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{ صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة } ،
وقولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ } .

وحديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لم أنه عن البكاء إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة مزمار شيطان و لعب و صوت عند مصيبة خمش وجوه و شق جيوب و رنة شيطان و إنما هذه رحمة ) تخريج السيوطي (‌ت‌) عن جابر‌. تحقيق الألباني (‌صحيح‌) انظر حديث رقم‌: 5194 في صحيح الجامع‌.

وحديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ إذا ظهرت المعازف و القينات و استحلت الخمر ) تخريج السيوطي (‌طب‌) عن سهل بن سعد‌. تحقيق الألباني (‌صحيح‌) انظر حديث رقم‌: 3665 في صحيح الجامع‌.

عن نافع رحمه الله قال : " سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا ، فصنع مثل هذا " صحيح أبي داود

:fasel8:

من اقوال الصحابة :

( ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين * واذا تتلى عليه أياتنا ولى مستكبراً كان لم يسمعها كان فى اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم ) ( لقمان )

عندما سئل حبر الامة عبد الله ابن مسعود عن هذه الايه أقسم ان هذه الاية نزلت فى "الغناء"
وقال "هو الغناء والله الذى لا الله الا هو" يرددها ثلاث .
وكذلك قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد
وقال الحسن البصرى "نزلت هذه الاية فى الغناء والمزامير"

وقال ابن مسعود رضى الله عنه ( الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع )

وعن ابن عمر رضى الله عنهما انه مر بجارية صغيرة تغنى فقال ( لو ترك الشيطان احداً لترك هذه ) دليل على انه ليس بحاجة الى ان يغويها الشيطان ففعلتها هذه مما يسعده .

وسأل رجل ابن عباس رضى الله عنهما ما تقول فى الغناء أحلال هو ام حرام ؟
قال : لا اقول حراماً الا ما فى كتاب الله ، فقال احلال هو ؟ قال ولا اقول ذلك . ثم قال ابن عباس : ارايت الحق والباطل ، اذا جاءا يوم القيامة فاين يكون الغناء ؟ قال الرجل : يكون مع الباطل ، قال ابن عباس : اذهب فقد افتيت نفسك . ( انظر أغاثة اللهفان لابن القيم )

وروى ابن ابى الدنيا فى ذم الملاهى وابن الجوزى فى تلبيس ابليس وغيرهما ، ان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه كتب الى مؤدب ولده : خذهم بالجفاء ، فهو امنع لاقدامهم ، وترك الصباحة ، فان عادتها تكسب الغفلة ، وقلة الضحك ، فان كثرتها تميت القلب ، وليكن اول ما يعتقدون من ادبك بغض الملاهى التى بدأها الشيطان ، وعاقبتها سخط الرحمن ، فانه بلغنى عن الثقات من حملة العلم ان حضور المعازف واستماع الاغانى ، واللهج بهما ينبت النفاق فى القلب كما ينبت العشب على الماء .

:fasel8:

من قول العلماء الثقات

الامام ابو حنيفة رحمه الله كان يكره الغناء ويجعله من الذنوب التى يجب تركها فوراً

الامام مالك نهى عن الغناء وعن استماعه وقال : اذا اشترى رجل جارية فوجدها مغنية كان له ان يردها "بالعيب" ، وسئل عما يرخص فيه اهل المدينة من الغناء فقال : انما يفعله عندنا الفساق .

الامام الشافعى قال : ان الغناء لهو مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته ، وقد تواتر عنه انه قال خلفت ببغداد شىء احدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن . والتغبير اله يلحن بها ويغنى عليها .

الامام احمد : الغناء ينبت النفاق فى القلب ، لا يعجبنى ، وافتى فى ايتام ورثوا جارية مغنية وارادوا بيعها فقال : لا تباع الا على انها ساذجة ، فقالوا : اذا بيعت مغنية ساوت عشرين الفاً ، فقال : لا تباع الا على انها ساذجة . قال ابن القيم تعليقاً على هذه الفتوى : لو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوت هذا المال على الايتام .

قال شيخ الاسلام ابن تيمية : اعلم انه لم يكن من القرون الثلاثة المفضلة الاولى ، ولا بالشام ولا باليمن ولا بمصر والمغرب والعراق وخراسان ، من اهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية ولا بدف ولا بكف ولا بقضيب ، وانما هذا بعد ذلك فى اواخر المائة الثانية فلما رآه الائمة انكروه .
ويقول عن ضرر الغناء : ومن كان له خبرة بحقائق الدين واحوال القلوب ومعارفها واذواقها ومواجيدها ، عرف ان سماع المكاء والتصدية لا يجلب للقلب منفعة ولا مصلحة ، الا وفى ضمن ذلك من الضلال والمفسدة ما هو اعظم منه ، فهو للروح كالخمر للجسد ، يفعل فى النفوس اعظم ما تفعله حمى الكؤوس ، ولهذا يورث اصحابه سكراً اعظم من سكر الخمر ، فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر .

وقال ايضاً شيخ الإسلام :

وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمَّته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتِّباع ما جاء به من الكتاب والحكمة ، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ، ولا لعامِّي ولا لخاصِّي ، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواعٍ من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخَّص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ، وأمَّا الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفِّق بكفٍّ ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنَّه قال : " التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال " و " لعن المتشبِّهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء " .

ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف مِن عمل النساء كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ويسمُّون الرجال المغنِّين مخانيثاً ، وهذا مشهورٌ في كلامهم .

قال الفضيل بن عياض الغناء رقية الزنا وعلق ابن القيم على كلام الفضيل فقال :هو اسم موافق لمسماه ولفظ مطابق لمعناه فليس في رقى الزنى أنجح منه وقال بين الغناء وشهوة الجماع أقرب نسب.

قال الشعبي :لُعن المغني والمغنى له.

وقال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب

وذكر الخلال عن مكحول قال : من مات وعنده مغنية لم نصل عليه.

قال ابن القيم رحمه الله : ( ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود )
قال القاسم رحمه الله : الغناء من الباطل ، وقال الحسن رحمه الله : إن كان في الوليمة لهو ، فلا دعوة لهم . الجامع للقيرواني .

وأفتى البغوي رحمه الله بتحريم بيع جميع آلات اللهو والباطل مثل الطنبور والمزمار والمعازف كلها ، ثم قال : ( فإذا طمست الصور ، وغيرت آلات اللهو عن حالتها ، فيجوز بيع جواهرها وأصولها ، فضة كانت أو حديد أو خشبا أو غيرها )

:fasel8:

الرد على شبهات من احلوا الغناء :

استثنى بعضهم الطبل في الحرب ، وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية ، ولا وجه لذلك البتة ، لأمور ؛
أولها : انه تخصيص لأحاديث التحريم بلا مخصص ، سوى مجرد الرأي والاستحسان وهو باطل ،
ثانيهما : أن المفترض على المسلمين في حالة الحرب ، أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم ، قال تعالى : " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك ، ويصرفهم عن ذكر ربهم ،
ثالثا : أن استعمالها من عادة الكفار ، فلا يجوز التشبه بهم ، لاسيما في ما حرمه الله تبارك تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى . ( الصحيحة 1/145 ) .

( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) صحيح

استدل بعضهم بحديث لعب الحبشة في مسجده صلى الله عليه وسلم في إباحة الغناء ! ترجم البخاري رحمه الله على هذا الحديث في صحيحه : ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) ، قال النووي رحمه الله : فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد . ( شرح مسلم ) ، ولكن كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب .

واستدل بعضهم بحديث غناء الجاريتين ، وقد سبق الكلام عليه ،
لكن نسوق كلام ابن القيم رحمه الله لأنه قيم : ( وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم ، فأين هذا من هذا ، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم ، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان ، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما ، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى ؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام ) ( مدارج السالكين 1/493 ) ،
وقال ابن الجوزي رحمه الله : وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ،و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها . ( تلبيس إبليس 229 ) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب - حديث الجاريتين - على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ، ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها " وليستا بمغنيتين " ، فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما باللفظ .. فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل - أي الحديث - والله أعلم ) ( فتح الباري 2/442-443 )

وقد تجرأ البعض بنسبة سماع الغناء إلى الصحابة والتابعين ، وأنهم لم يروا به بأسا !!

قال الفوزان حفظه الله : ( نحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم ) ، ثم قال : ( ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) .

وقال بعضهم أن جميع الأحاديث التي تحرم الغناء مثخنة بالجراح ، لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه !! قال ابن باز رحمه الله : ( إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنة بالجراح كما زعمت ، بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ، ومنها الحسن ومنها الضعيف ، وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم الغناء والملاهي ) .

( وقد اتفق الأئمة على صحة أحاديث تحريم الغناء والمعازف إلا أبو حامد الغزالي ، والغزالي ما عرف علم الحديث ، وابن حزم ، وبين الألباني رحمه الله خطأه أوضح بيان ، وابن حزم نفسه قال أنه لو صح منها شيء لقال به ، ولكن من في هذا الزمن ثبتت لديهم صحة ذلك لما تكاثر من كتب أهل العلم ، وما تواتر عنهم من تصحيح هذه الأحاديث ، ولكنهم أعرضوا عنه ، فهم أشد من ابن حزم بكثير وليسوا مثله ، فهم ليسوا متأهلين ولا رجعوا لهم )

وقال بعضهم أن الغناء حرمه العلماء لأنه اقترن بمجالس الخمر والسهر الحرام !

قال الشوكاني رحمه الله : ( ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أن المحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الأحاديث لا يحرم إلا عند شرب الخمر واستعمال المعازف ، واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله . وأيضا يلزم مثل قوله تعالى : " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين " أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين ، فإن قيل إن تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر ، فيجاب بأن تحريم المعازف قد علم من دليل آخر أيضا كما سلف ) ( نيل الأوطار 8/107) .

وقال بعضهم أن لهو الحديث ليس المقصود به الغناء ، وقد سبق الرد على ذلك ، قال القرطبي رحمه الله : ( هذا - أي القول بأنه الغناء - أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء ) ثم ذكر من قال بهذا من الأئمة ، وذكر الأقوال الأخرى في ذلك ثم قال ( القول الأول أولى ما قيل في هذا الباب للحديث المرفوع وقول الصحابة والتابعين فيه ) ( تفسير القرطبي ) ، وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذا التفسير : ( قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك : ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند ) وقال في موضع آخر من كتابه : ( هو عندنا كحكم المرفوع ) ، وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم ، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه ، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة ، وقد شاهدوا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا ، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة ، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيلا ) ( إغاثة اللهفان ) .

وقال بعضهم أن الغناء طاعة إذا كان المقصود به التقوي على طاعة الله !!!

قال ابن القيم رحمه الله : ( ويا للعجب ، إي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه ، ... فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أن يتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليه مقيت عنده يمقت قائله و الراضي به ) ( مدارج السالكين 1/485 ) . قال شيخ الإسلام في بيان حال من اعتاد سمعه الغناء : ( ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن ، ولا يفرح به ، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات ، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية ، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ) ( مجموع الفتاوى 11/557 وما بعده ) .

ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور ، وتنمي العاطفة ، وهذا ليس صحيحا ، فهي مثيرات للشهوات والأهواء ، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم ، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .

:fasel8:

أتمنى لكم جميعا الفائدة من هذه المشاركة

ولاتنسونا من صالح دعائكم

:fasel6:
أبوهمام
.

أبو يوسف
11-03-2012, 06:52 PM
جزاك الله خيرا اخي ابو همام وبارك الله فيك

.

جروح بارده
11-03-2012, 06:57 PM
بارك الله فيك على المشااركه المميزة

وجعلها الله في ميزان حسناتك

وفقك الله