المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عثـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــرات مــــــــــــــــراهـــــ ــــــــــــــــــق


مرام الاميرة
11-11-2011, 01:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

عثـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــرات مــــــــــــــــراهـــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــق
-----------------------------------------------------------------------------------------

المراهق يعيش بشخصيتين في جسد واحد، شخصية الفرد البالغ الناضج الذي يرى أنه قد وصل إليها ويجب أن يعامل على أساسها؛ وشخصية الطفل الذي مازال لا يستطيع أن يعتمد اعتمادا كليا على نفسه نتيجة لظروف الواقع والحياة، وبين تلكما الشخصيتين تتأرجح مشاعر وانفعالات المراهق، فلا هو يرضى بالعيش في كنف والديه ويرضخ لطلباتهما، ولا يستطيع أن ينفصل عنهما اجتماعيا وانفعاليا أوماديا.

وينتج عن التضارب بين الشخصيتين ذلك الصراع الذي يتأجج في نفس المراهق وتنتج عنه ما يمكن أن نسميه ( أزمــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــة )، ولا يجد المراهق وسط تلك الأزمة من يمد له يد العون، وسط أهل مشغول كل بنفسه، ومجتمع مازال يعامله كطفل – وهو بالطبع لن يقبل هذا -، لذا فهو ينفر من الأسرة والمجتمع ويلجأ لجماعة الرفاق أو القرناء الذين يجد معهم التقدير الذي يفتقده بالبيت والشارع.

وأنت - أيها الاب- هنا قد بنيت أمالاً كبيرة على ذلك ( الرجــــــــــل الصغيــــــــــــر ) فوقع منه النكوص عن تلك الرجولة بأفعال صبيانية وعدم تحمل للمسئولية ورجوع عن الوعود التي قطعها لك، ونسيت أنه مازال يحتاج إلى تمرين وتدريب حتى يستطيع تحمل مشقات الحياة والاعتماد على نفسه.

لذا يجب عليك ان تراعي أنه يحتاج إلى بعض المعاني في تعاملك معه مثل:

الحاجة إلى الأمان: فهو يحتاج إلى أن تشعره بالأمان فلا تسفه له قولا ولا فعلاحتى ولو كان خطأ، وذلك حتى لا يحجم عن فتح قلبه لك وجعلك كاتم أسراره، ويلجأ إلى القرناء الذين يكونون – في غالب الأحيان – في مثل عمره وليس عندهم الخبرة الكافية، مما يؤدي للمشاكل المعهودة في مثل تلك المرحلة من ( شرب دخان أو مخدارات، علاقات مع الجنس الأخر وغيرها

الحاجة إلى التقدير: فالمراهق يعاني من ضعف في ثقته بنفسه ؛ نتيجة للمشاعر المتضاربة التي تجتاحه، لذا الشخص الذي سيعطيه ذلك التقدير والثقة فيه ؛ سيملك مفتاح قلبه، لأنه سيشعره بأهميته وبقدره في ذلك المجتمع، لذا حاول – أيها الاب- تشجيعه والثناء على مواقفه الإيجابية وتجنب الخوض – مؤقتا – في تصرفاته السلبية.

الحاجة إلى الحرية: فالمراهق حاله كحال كل البشر إذا توافر له مناخ مناسب من الحرية؛ تكون هذه الحرية عاملاً محفزاً ودافعاً إيجابياً يدفعه لتحمل مسؤولية أفعاله ونضوجه، لذا تجنب التوجيه المباشر له فهذا لن يجدي نفعًا معه.

الحاجة إلى الاستشارة: إن المراهق يكون في حالته تلك كالغريق لا يجد من ينقذه، فهو يريد الاستقلال والاعتماد على نفسه في كل شؤون حياته، ولكنه لا يملك ذلك الرصيد من الخبرات والتجارب الذي يساعده ويؤهله لذلك، وحينما تُحقق له الحاجات التي ذكرتها من قبل، ستجده قد اتجه إليك ليطلب منك رأيك ومشورتك في حل المشكلات التي ستقابله في تلك المرحلة دون أي توجيه منك.

الحاجة إلى الضبط: والضبط هنا لن يكون بشكل مباشر لأنه لن يقبل هذا، فحاول أن يكون ذلك التوجيه والضبط عن طريق مجموعة الرفاق لأنهم الأكثر تأثيراً فيه منك.وبالنسبة لموضوع الجانب المالي للمراهق؛ يجب العناية به، وحاول التوسط فيها، فلا تضيق عليه فينحرف ليحصل على المال أو يشعر بالدونية بين أقرانه، ولا تسرف في إعطائه فينحرف أيضا.

وهذا سيقودنا إلى نقطة مهمة جدا ماذا أفعل إذا وجدت رفقاء ابني أو أخي المراهق رفاق سوء

أولا: لا تحاول أن تأمر المراهق بتجنب أو ترك أولئك الرفاق ( فجـــــــــأة )؛ فهو لن يستجيب
ولكن ينبغي تغيير الرفاق من حوله بالتدريج، ولا تستعجل وخذ الوقت الكافي لهذا.

ثانيا: حاول أن تقلل الفرص التي يلتقي بها بهؤلاء الرفاق، واشغله بأمور ونشاطات أخرى معك تشعره فيها بأهميته وأهمية رأيه، واستهجن تصرفاتهم وحدد أخطاءهم بشكل واضح ومحدد أمامه – ولكن دون استخفاف بهم فهو مازال متأثراً بهم ويرى أنهم أوفى الناس له -.

ثالثا: حاول أن توفر البدائل الصحية للمراهق من رفقاء صالحين مشابهين له في الميول والاهتمامات والسن، وشجهم على التقابل والتعارف من خلال رحلات مشتركة وزيارات.

رابعا: شجع المراهق على نقد السلوك السيء، واجعله يحتكم إلى عقله ولا يخضع لمعايير الجماعة التي ينتمي إليها بدون تمييز أو نقد ( اجعل له شخصية )

وأخيرا, اعلم أخي المربي الكريم أن الدعاء سلاح المؤمن، ولن يرد هذا البلاء عنا وعن أبنائنا وإخواننا إلا الله – عز وجل -، فأكثر من الدعاء بالصلاح والتقى لأبناء المسلمين جميعا.. اللهم آمين.

منقول للامانة

جروح بارده
11-11-2011, 05:45 PM
بارك الله فيكي

وجزاكِ الله كل خير

هيام دياب
12-11-2011, 05:34 PM
موضوع قيم ومفيد

ونصائح جدا مهمة

بارك الله فيك مرام وجزاك كل الخير

أبو يوسف
15-11-2011, 03:11 PM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة

أبو صخر
16-11-2011, 01:12 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .