المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلتنزلن بمنزلٍ ينسى الخليل به الخليل


جروح بارده
07-10-2011, 07:18 PM
http://img218.imageshack.us/img218/5650/2asu3.jpg
القبر ذاك الذي سيدخله كل واحد ، هناك ذكريات فيه إما أن تكون سعيدة بأعمالك الحسنة وإما أن تكون الأُخرى أعاذنا الله وإياك منها فتندم وحينها لاينفع الندم أسأل المولى أن يجعلنا في قبورنا سعداء جميعا فهذه مذكرات ميت أضعها بين يديك لعلنا نتعظ بها كان أولها حين مات أن000
شدوا وثاقه .. وحرموه حواسه ... وشعر بأنه موضوع على ما يشبه
الهزدج او لعله شيئا ما و لكنه هذا الشئ يتحرك كانه محمول ...

سمع صوت صديقه وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من
أخذها ... الا يرى ما فعلوه بي انهم يختطفوني؟؟؟؟

صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة
تلامس ثيابه البيضاء .. ورغم أنه لا يرى فقد كان هناك شئ ابيض على عينيه الا أنه تخيل الجو من حوله ضبابيا
..... وتخيل الأرض التي هو فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..

أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحس بأنها توضع على الأرض ..
وسمع الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حمل ثانية ووضعوه و لكنهم فعلوا شيئا غريبا فقد امالوه على جنبه الايمن .. وشاع السكون من حوله ... وأحس بالظلام ينخر عظامه...
ومن أعلى تناهى لسمعه صوت نشيج ... انه اخاه .. نعم انه هو ... لعله
آت لانقاذه ؟؟

لكن ... إنه يناديه بصوت خفيض : أخي .. ومن بين الدموع يتحدث أبوه إليه قائلا : تماسك ... إنما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع له يا بني ... هيا بنا ..

غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك
نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله
وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى
ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... إلى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني
في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟؟ يا لهم من قساة يدعون انهم يحبوني و يتركوني هنا لماذا يبكي على اذن....

نظر حوله فاذا هو لا يرى شئ ....... ؟؟؟
أي شيء يستطيع أن يراه في هذا السرداب الأسود ؟؟
إن ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتاده ... فذاك يرافقه ضوء القمر
.. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فإنه لا يكاد يرى يده ... بل إنه يشعر بأنه مغمض العينين تماما

تذكر أحبته وسمع الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصاله
ونهض يبغي اللحاق بهم .......؟؟
لكن يدا ثقيلة أجلسته بعنف ..
حدق فيما خلفه برعب هائل فأحس أن هناك شيئا عظيما بجواره و لكنه لم يستطع أن يراه ... كيف يراه رغم الحلكة ؟؟
قال بصوت مرتعش : من أنت ؟؟

فسمع صوتا عن يمينه يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ... إلتفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول لكني لم اره أيضا .. صمت في عجز ... تمنيت أن تبتلعني الأرض ولا أرى هؤلاء القوم ... لكنه تذكر أن الأرض قد ابتلعته فعلا ..
تمنى الموت ليهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه و لكن ... هو ميت أصلا ..
و انتزعه من افكاره صوت قوي يهز الجبال
- من ربك ؟؟
- هاه ..
- من ربك ؟؟
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك ؟؟
- ديني الاسلام ..
- من نبيك ؟؟
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرته ... ما بالي نسيت اسمه ؟؟ ألم أكن أردده على
لساني دائما ؟؟
ألم أكن أصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا ؟؟
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك ؟؟
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
تشنجت أعضاؤه ... من هذا الذى يتكلم عنه ....وفجأة أضاء اسمه في عقله فصرخ بأعلى صوته :
- نبيي محمد ... محمد ... ما هذا الذي يحدث كيف نسيت اسم الرسول و هنا تذكرت ااية سمعتها مرة ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء )
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
بعد قليل قال له : أنت كنت تؤخر صلاة الفجر .....
اتسعت عيناه ... عرف أنه لا منجى له هذه المرة ... لأنه لم

يجانب الصواب ...
دفعه أمامه ... أراد أن يبكي فلم يجد للدموع طريقا ... سار أمام
منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصل الى مكان فظيع لا يستطيع اكبر مؤلفي قصص الرعب أن يوصفه
شعر بغثيان ... وتمنى لو يغشى عليه ... لكن لم يحدث .. فاستمر في التفرج على المكان الرهيب ...

في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق .. ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..

دفعه الملكان من خلفه فسار وهو يحس بأن قدميه تعجزان عن حمله
... وإذا به يقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه
الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيه ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخ .. بكى .. ثم
ذهل ذهولا ألجم لسانه ..
لقد عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة
عليه ... هنا .. قيل له :
- هيا .. استلقِ الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا ؟؟
- هيا ..
دفع في عنف .. فراح يقاوم .. ويقاوم .. ويقاوم .. لا فائدة .. إن
مصيره لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقى والرعب يكاد يقطع أمعاءه .. استغاث بربه فرأى أبواب
الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الإستغاثة عند الشدة ... ألا ياليته دعا في رخائها ..
ياليته دعا في دنياه .. ليته يعود ليصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع له .

نظر الى الأعلى فرأى ملكا ـــ و لكنه لم يتبين ملامحه ـــ منتصبا فوقه .. رافعا يده بصخرة عاتية
يقول له :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنام عن فرضك ...
ثم ترك الصخرة تهوى على راسه فصرخ صرخة عظيمة و افاق من نومه يصرخ و الكل يهدئونه بلا جدوى حتى هدأ اتدرون ماذا فعل بعدما افاق لم ينتظر لكي يفرد السجادة لكي يصلي عليها لقد صلي على الارض لعل هاتي الركعتين تنفعانه فى يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

أبو يوسف
07-10-2011, 08:30 PM
من آثر الراحة..فاتته الراحة

جروح بارده
10-10-2011, 07:57 PM
بارك الله فيكم على الحضور


موفقين بإذن الله

azizsoft
10-10-2011, 09:43 PM
جزاكم الله خيرا ..
مشقة الطاعة تزول ويبقى ثوابها **** ولذة المعصية تزول ويبقى عقابها

جروح بارده
16-10-2011, 07:47 PM
يسعدكم ربي مليون ومايكفون
شكرا لكم وتشجيعكم الله يحفظكم

ودمتم بحب

http://m5h5.com/vb/images/smilies/domain-391520a933.gif

هيام دياب
20-10-2011, 07:35 PM
بارك الله فيك وجزيت خيرا

abohmam
20-10-2011, 10:26 PM
جزاك الله خيرا Am_hatem

تذكرة طيبة نسال الله حُسن الخاتمة

جروح بارده
23-10-2011, 08:42 PM
يسعدكم ربي مليون ومايكفون
شكرا لكم وتشجيعكم الله يحفظكم

ودمتم بحب

http://m5h5.com/vb/images/smilies/domain-391520a933.gif