تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة صراع بقلم خضر صبح اهديها لـخضر صبح


خضر صبح
21-08-2011, 07:36 AM
ليلة صـــراع
قصة قصيرة
بقلم:خضر صبح

أهدي هذه القصة لـخضر صبح
راجيا نقد هذه القصة ووضع صورة مناسبة لانني سأعمل على نشرها في كتاب


صفق باب المطبخ خلفه مبددا سكون المكان ومضى يسير بخطى ثقيلة نحو مكتبه وضع فوقه كوب القهوة الكبير ... أزاح الكرسي الحديدي مثبتا فوقه قطعة الإسفنج ثم جلس عليها ... تناول الكتاب بين يديه ... نزع فردتي (الشبشب ) من قدميه اللتين رفعهما فوق طاولة المكتب كعادته إذا تأخر في السهر للدراسة .
سمع من الغرفة المجاورة محمودا يخاطب خالدا:
_ لا تنس إذا استيقظت مبكرا أن توقظني معك.
ثم رفع صوته :
_ بشير ،لا تنس أن تغلق الباب الخلفي وتطفئ الكهرباء قبل أن تنام .
شعر بشير بالامتعاض؛ لأنه إذا رفع قدميه على المكتب يكره أن ينزلهما...تناول كوب القهوة ...وارتشف رشفة ونظر إلى الكتاب بين يديه .
ارتكز بقدميه كلتيهما على حافة المكتب دافعا الكرسي الذي تحته... دس قدميه في داخل (الشبشب ) ثم وقف متجها إلى الباب الخلفي ،فأوصده بالمزلاج الحديدي وعاد مرة أخرى .
تجاوزت الساعة الثانية عشرة ...
يتنفس الظلام في كل مكان ، وسكان شارع السلام بمدينة الخليل أطفؤوا الأنوار إلا من بضع بيوت هنا وهناك تحدوا كتل الليل بمصابيح بيوتهم .
بشير لا يزال يطالع في الكتاب الذي بين يديه ... تمر عيناه على الكلمات وهو لا يكاد يقرا شيئا ... فتح فاه على آخره متثائبا ... فضغط فكيه بكلتا يديه مغلقا المذكور ... سقط الكتاب وأخذته سنة من النوم .
تراءى له انه يسمع صوتا وهمهمة مكبوتة من الباب الخلفي الذي أغلقه من الداخل بإحكام قبل جلوسه . بدا الخوف يتسلل إلى أعماق نفسه ... فكل زملائه في السكن الطلابي يغطّون في سبات عميق... لم يدر ماذا يفعل.
سمع دبيبا غريبا قادما نحوه من نفس المكان ،تجمدت أطرافه من شدة الخوف ... فهو وحيد الآن، لكن يجب أن يفعل شيئا.
تردد السؤال في عقله الذي يستعيد تركيزه في بطء , وبدأ يشعر بالخوف الزائد وهو يتابع حواره الصامت مع نفسه
 ماذا يفعل؟
دارت عيناه في محجريهما ... ثم مد يدا مرتجفة إلى صندوق قرطاسيته ، واخرج مسطرة حديدية .. امسكها بقوة من طرفها... وحاول النهوض فلم يستطع .
جمع شتات قوته واخذ يدفع الكرسي الذي انزاح مخرجا صوتا عاليا... ضغط شفته السفلى بأسنانه فكاد يدميها ... نظر إلى الكرسي بشيء من السخط ، فرأى فوقه قطعة قماش صغيرة من لون بنطاله ، فوضع يده على قفاه ... فعلم حيث العلم لا يجدي الفتى أن البنطال قد أعطاه عمره .
وقف مكانه هادئا ظاهره ، ثائرا داخله يصيغ السمع ،فلم يسمع شيئا ،فحرك قدمه بهدوء وطفق يسير على رؤوس أصابعه يقدم خطوة ويؤخر أخرى حتى وصل باب الغرفة .
اخرج طرف رأسه ونظر بعين واحدة مكان الصوت فلم ير شيئا... أدار وجهه هنا وهناك وخرج بكامل جسمه وقد استعاد بعضا من رباطة جأشه ؟
فجأة سمع دويا هائلا أعقبته حركة غريبة جعلت قلبه يقفز من بين ضلوعه... لقد كان الصوت منبعثا من المطبخ .
كتم أنفاسه ولبث في مكانه برهة ثم سار نحوه، نظر من فرجة الباب فرأى زجاجا متناثرا فوق أرضه.. رفع رأسه ينظر لمكان كانت فيه بعض الأواني الزجاجية فرأى جرذا ضخما ينظر إليه مهدوا.
هاله ما رأى ...فاتسعت عيناه على آخرهما والتصق بالحائط يرتجف من شدة الخوف ... أراد أن يعود أدراجه ، حرك قدمه ببطء إلى الوراء واستدار برأسه ففوجئ بفئران ثلاثة يسرن متتابعات كأنهن في عرض عسكري
طار قلبه هلعا، أراد أن يصرخ لكن صرخته غاصت في حلقه...
 النجدة.
بحث عن صوته فلم يجده بسبب انفعاله وخوفه، فجأة سمع صيحة فظيعة ارتجّت لها أركان الغرفة، بحث عن مصدرها بطرف عينه، فتنبه بعد لحظات أن مصدر الصرخة حنجرته هو فاخذ يصيح:
 النجدة .النجدة ...جرذان جرذان .
هرع من في السكن من الطلاب إلى المكانس والأحذية يهاجمهم النعاس وهم يهاجمون الجرذان ... صدت الجرذان الهجوم الطلابي الباهت، بهجوم فئراني مضاد... مرغمة إياهم على الفرار.
تراجع الطلاب واعتلوا الأسرة بتغيير تكتيكي لطبيعة المعركة من حالة الهجوم إلى حالة التحصن داخل الغرف .
قفز بشير فوق الخزانة حتى يظل بعيدا عن براثن الجرذان التي اقتحم احدها الغرفة واخذ يتمايل فوق أرضها ... فشعر خالد بكثير من الغضب فرماه بحذائه .. الحذاء ارتطم بالأرض محدثا فرقعة مثل فرقعة الرصاص.
ومع صوت الفرقعة عادت إلى بشير بقايا رجولته وولّى عنه الفزع ... فهو الآن ليس وحده .... قفز من فوق الخزانة على الجرذ بكل ثقله ... فخرجت أمعاء الجرذ من بين جنبيه ... دار حول نفسه ثمّ خرّ على الأرض صريعا .
هاج السكن وماج وسمعت من هنا وهناك عبارات الثناء للعمل البطولي الذي أقدم عليه بشير ... أخذت عيون الطلاب تنظر إليه بامتنان وإعجاب .
شعر بهم يلتفون حوله وينتظرون منه شيئا جديدا
عمل عقله بسرعة .. وعيناه تدوران في المكان بسرعة لا تنافسها إلا سرعة الفئران التي تدمر بالمنزل في حين الجم التوتر السنة زملائه
ارتفع صوته وهو يقول في صرامة
 ينبغي أن نقسم أنفسنا الى قسمين ونطرد الفئران القذرة من محلنا
اخذ المبادرة وقسم الطلاب إلى فريقين، احدهما للهجوم والثاني للدفاع. تخيّر العناصر الهجومية ممن توخى فيهم الخفة وسرعة الحركة حتى يكونوا الأقدر على الكرّ والفرّ وكان هو على رأسها .. فحملوا عصيّ المكانس وبعض أواني المطبخ وانتظموا ميمنة وميسرة ووسطا واخذوا أهبة الاستعداد
وتسلحت الفرق الدفاعية بالأحذية والكتب الثقيلة كسلاح تكتيكي يضمن التغطية الجوية للفرق الهجومية.
أشار بشير للفرق الدفاعية فبدأت المعركة بقصف مكثف بالأحذية استطاعت أن تفتح في صفوف الجرذان ثغرة استغلتها الفرق الهجومية بان شنت هجوما سريعا على الجرذان .
تصدت الجرذان لهجوم الطلاب بان شنت هجوما مضادا ودارت معركة شرسة... التفّت ميمنة الطلاب وميسرتهم حول الجرذان ، وتلقّت نصيبها من الإصابات البليغة ، و في نفس الوقت استمر قصف الأحذية المكثف من قبل المدافعين .
لم يستطع الوسط الطلابي الثبات أمام زحف الفئران... فاخذ بالتقهقر ... لكن بشيرا الذي كان على رأس الوسط ثبت في وجه الزحف كجلمود صخر لا يتزحزح... لا يبالي بأنياب الفئران بل يمسك الفأر والفأرين والثلاثة من ذيولها ويلفّها حول نفسها ثم يلقيها في وجه غيرها من الفئران وكان يستعمل كلتا يديه ورجليه.
عادت فلول الوسط تؤجّج رحى المعركة وتزيد من حدتها خصوصا بعد أن ركّزت فرق الدفاع قصفها المساند لفرق الوسط.
تراجعت الجرذان وهمّت بالفرار من السكن ... وكان الجيران في الخارج قد تجمعوا بسبب الجلبة الشديدة والقلق على الطلاب .
اطلّ جرذ برأسه من الباب ففوجئ بحجر يرتطم بالباب فوق رأسه كالقنبلة ... ففر إلى الداخل تتبعه فلول الجرذان ...
تصدت الفرق لها التي كانت لا تزال تضرب بعنف وقوة.ناوشتها الجرذان ثم عادت تفر إلى الخارج حيث وقعت بين نارين .
ولله در بشير فقد أبلى بلاء وأي بلاء...
كان يتقدم الجموع ويكيل الصاع تلو الصاع،
يدور ويضرب يتقدم ولا يتراجع
يكرّ ولا يفرّ.
فعمّ الصخب المكان وتطايرت الأحذية والأحجار وانتشر الغبار .
مضت ثلث ساعة...
وبدا الغبار ينقشع مؤذنا بانتهاء المعركة وانتصار الطلاب انتصار ساحقا ...
تقدّم أبو الأديب من بشير ومدّ يده مصافحا وهو يقول:
 أبارك لكم يا أبنائي السلامة والنصر.. ونحن جاهزون عند الحاجة
أسبل بشير جفنيه , ثم ابتسم متمتما وهو يقول:
 هذا بفضل الله سبحانه ثم بفضل جهدكم ووحدتكم
أشار أبو الأديب إلى الجيران فبدؤوا العودة إلى مساكنهم ..يتحدثون عن الظاهرة الغريبة .. وقوف الطلاب بهذا الاستبسال وتدخل الجيران المباشر.. ظل الطلاب واقفين حتى انقطع الصوت
عاد الطلاب إلى السكن مرتدين ثوب النصر ... وكل منهم يبرز عضلاته... ويبرم شنبيه ويحدث عن بطولاته .
شرع الطلاب يبحثون عن أحذيتهم التي تناثرت في كل مكان
- محمود هذه فردة حذائك
التقط محمود حذاءه وطفق يبحث بعينه عن الأخرى فلم يجدها فصرخ في وجه سعيد :
 لقد رايتك تحملها قبل المواجهة فأنت المسؤول الأول والأخير عنها .
ظهرت في وجه سعيد علامات الاستنكار وردّ بصوت خافت:
 ( اقسم أنني لا اذكر حملها، وان كان فمصيرها مصير باقي الأحذية فلعلها تكون في مكان ما ).
لم يجد بشير مناصا من التدخل فاقترب من زياد قائلا :
 هل رأيت الحذاء يا زياد ؟
ابتسم زياد بخبث وقال :
 لقد شاهدت فارا يلبسه أثناء المعركة ويجري فارا به .
دوّى المكان صوت صفعة هائلة وجهها محمود إلى فك زياد الذي اتقدت عيناه شررا فرد الصفعة بلكمة قوية دفعت محمود إلى الخلف فارتطم بالحائط وسقط أرضا .
صرخ خالد صرخة بدت أشبه بحمم ملتهبة تفجرت من بركان ثائر في الأعماق:
 سألقنك درسا لن تنساه ما حييت.
ثم اندفع نحو زياد وغرس قدمه في بطنه فصرخ زياد من الألم واستدار حول نفسه ثم سقط أرضا . لم يتمالك سعيد نفسه فاندفع يريد الانتقام . وقف بشير في طريقه يحاول منعه فدفعه بعيدا حتى وصل خالدا . وأخذا يتبادلان اللكمات والركلات .
حاول بشير التدخل فتلقى صفعة على فمه شقّت شفته السفلى وأعادته إلى الخلف عدة خطوات ... انضم باقي الطلاب إلى المعركة فدارت رحاها اشدّ من الأولى وأشرس.
حاول بشير التدخل مرة أخرى للحد من الخلاف ... فتلقى عدة ضربات فتنحى جانبا ...
واستمر القتال .
لمح بشير الجرذان تتسلل إلى داخل السكن وتسرق الأحذية . صرخ بالطلاب محذرا ...
 الجرذان تعود الى السّكن!
أحاط الطلاب به من كل جانب وانهالوا عليه ضربا وهم يصرخون :
 ألا تريد أن تصمت ؟
سقط أرضا وكأنه قطعة خشب ...
لقد تفاجأ تماما ...
حاول أن يحرك يده أو قدمه لكنهم كبلوا حركته تماما
أراد أن يصرخ لكنهم كمموا فمه...
أمال رأسه جانبا فرأى من خلال أهدابه الجرذان تعيث بالسكن فسادا .
شعر بالنار تحرق أعضاء جسمه
إنها تنزف...
عشرات الأيدي تضغط على عنقه تخنقه ...
يسمع صوتا رخيما يناديه:
 بشير بشير .
 لا بد أنها الملائكة
أيد تهزه برفق.
فتح عينيه بهدوء فطالعه كتاب النحو العربي ثم سمع صوت صديقه محمود من خلفه يقول له:
 لم أر في حياتي نوما عميقا مثل هذا النوم
 إذا أردت النوم فاستلق على سريرك.
شكر بشير محمودا ونهض متجها نحو السرير هتف به محمود:
 لم تبارك لي بالحذاء الجديد.
نظر بشير إلى حذاء محمود
واخذ ينظر في أطراف الغرفة.

أبو يوسف
21-08-2011, 01:26 PM
إذا أردت النوم فاستلق على سريرك.

ومن لا يملك سريرا ؛ فمصيره كمصير مصارعي الجرذان !!!!!!!!!!!!!

ارتقاء
22-08-2011, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أسعد الله مساءك أخي الفاضل أبو نزار

تحية طيبة

أسمي ـــ ما تفضلت به ــــ تصورأ أبداعياً

والتصور ألأبداعي

يساعد على أصطناع نوعية الحياة التي نريدها بالضبط

ألإنسان هو خلاصة تفكيره وتصوراته سواء كانت عن الماضي أو الحاضر أو المستقبل

حتى إذا ما مرّ عليه تصورات سلبية ، يستطيع تدريب نفسه على حمل تصورات إيجابية عن ماضيه وحاضره ومستقبله

وتحويل ما كان يراه فشلا الى خبرات تساعده على تحقيق أهدافه وأمنياته

أخي الكريم

كان للأسترخاء ورشفات من فنجان القهوة ،وأنوار بعض المصابيح تباغت الظلام فيكتم أنفاسه

كل هذا كان عاملا مساعداً لهذا التصور الابداعي

دمت متألقاً تسمو فوق ذرى ألأبداع

ودام نشر قلمك المميز نستنشق عطره الفواح

تحياتي الطيبة وتقديري

http://www8.0zz0.com/2011/08/22/01/855133268.jpg (http://www.0zz0.com)


أختكم أرتقاء

الراعي
27-08-2011, 08:08 PM
أهدي هذه القصة لـخضر صبح
راجيا نقد هذه القصة ووضع صورة مناسبة لانني سأعمل على نشرها في كتاب


تحية عطرة لاستاذنا الفاضل خضر صبح .....
قصتك أقل ما يقال عنها أنها رائعة تحمل في بين ثنايا سطورها كل المقومات الاساسية التي تجعل منها ان
نُشرت ضمن كتاب قصة ناجحة ...
لذلك لن أخوض في اسلوبها التي اعتمد في كثير من تفاصيل القصة جملا قصيرة قلما يجيدها القاص في وصف
مكان الحدث واعطاء دينامية لتحركات الشخوص خاصة بطل القصة بشير بالارتكاز حتى على الدقائق مما جعل ساحة المشهد عموما وكأنها رأي عين ......

ولن اخوض ايضا في الصبغة الايحائية التي طبعت اجواء القصة التي تستثير ذهن القارئ وتولد لديه السؤال تلو
الآخر عن ماهية هذه الحرب التي يخوضها طلبة مع فئران وما المقصود بالفئران لعلهم يكونون في احدى
القراءات جنود صاهينة اقتحموا ساحة الحرم الجامعي وقد يكونون في قراءة اخرى شيئا أخر ..وهذا في حد
ذاته يمنح القصة مساحة من حياة في أذهان القراء لاتموت ببلوغ القارئ نقطة النهاية وانما النهاية هي البداية
الفعلية للقصة بتناسل الاسئلة في ذهنه ومأتى ذلك لا محالة من وحي الايحائية التي انتهجتها .....

مزايا القصة حقيقة كثيرة لا يمكن ايجازها في سطور........دمت موفقا بفضل الله

ابو المعتصم
27-08-2011, 09:43 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أبو صخر
18-10-2011, 08:18 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

خضر صبح
01-01-2012, 08:58 AM
ومن لا يملك سريرا ؛ فمصيره كمصير مصارعي الجرذان !!!!!!!!!!!!!

والاسرة انواع
طبت سيدي وطاب عبورك وردك
اخوك

خضر صبح
01-01-2012, 09:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أسعد الله مساءك أخي الفاضل أبو نزار

تحية طيبة

أسمي ـــ ما تفضلت به ــــ تصورأ أبداعياً

والتصور ألأبداعي

يساعد على أصطناع نوعية الحياة التي نريدها بالضبط

ألإنسان هو خلاصة تفكيره وتصوراته سواء كانت عن الماضي أو الحاضر أو المستقبل

حتى إذا ما مرّ عليه تصورات سلبية ، يستطيع تدريب نفسه على حمل تصورات إيجابية عن ماضيه وحاضره ومستقبله

وتحويل ما كان يراه فشلا الى خبرات تساعده على تحقيق أهدافه وأمنياته

أخي الكريم

كان للأسترخاء ورشفات من فنجان القهوة ،وأنوار بعض المصابيح تباغت الظلام فيكتم أنفاسه

كل هذا كان عاملا مساعداً لهذا التصور الابداعي

دمت متألقاً تسمو فوق ذرى ألأبداع

ودام نشر قلمك المميز نستنشق عطره الفواح

تحياتي الطيبة وتقديري

http://www8.0zz0.com/2011/08/22/01/855133268.jpg (http://www.0zz0.com)

أختكم أرتقاء

حياك من احياك
الاخت الفاضلة
ارتقاء
من ظل ردودك
نقتبس ادبنا
ومن طيب خلقك نستوحي المثابرة والابداع
طيب الله خاطرك
وانار دربك واثابك

اخوكم

خضر صبح
01-01-2012, 09:18 AM
تحية عطرة لاستاذنا الفاضل خضر صبح .....
قصتك أقل ما يقال عنها أنها رائعة تحمل في بين ثنايا سطورها كل المقومات الاساسية التي تجعل منها ان
نُشرت ضمن كتاب قصة ناجحة ...
لذلك لن أخوض في اسلوبها التي اعتمد في كثير من تفاصيل القصة جملا قصيرة قلما يجيدها القاص في وصف
مكان الحدث واعطاء دينامية لتحركات الشخوص خاصة بطل القصة بشير بالارتكاز حتى على الدقائق مما جعل ساحة المشهد عموما وكأنها رأي عين ......

ولن اخوض ايضا في الصبغة الايحائية التي طبعت اجواء القصة التي تستثير ذهن القارئ وتولد لديه السؤال تلو
الآخر عن ماهية هذه الحرب التي يخوضها طلبة مع فئران وما المقصود بالفئران لعلهم يكونون في احدى
القراءات جنود صاهينة اقتحموا ساحة الحرم الجامعي وقد يكونون في قراءة اخرى شيئا أخر ..وهذا في حد
ذاته يمنح القصة مساحة من حياة في أذهان القراء لاتموت ببلوغ القارئ نقطة النهاية وانما النهاية هي البداية
الفعلية للقصة بتناسل الاسئلة في ذهنه ومأتى ذلك لا محالة من وحي الايحائية التي انتهجتها .....

مزايا القصة حقيقة كثيرة لا يمكن ايجازها في سطور........دمت موفقا بفضل الله

طيب الله خاطرك
نقد رائع يدل على ناقد محترف
حياك الله
سرني عبير عبورك

أخوكم

خضر صبح
06-07-2012, 10:30 AM
الدرس العاشر
10 إعلان قيام دولة فلسطين

استنادا إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعا عن حرية وطنهم واستقلاله وانطلاقا من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947م، وممارسة من الشعب العربي الفلسطيني، لحقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة فوق أرضه.
فإن المجلس الوطني يعلن باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف .
إن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا، فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق ،وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسة ،وكرامتهم الإنسانية في ظل نظام ديمقراطي برلماني، يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية، واحترام الأقليات وقرارات الأغلبية وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق ،أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل، وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون .
إن دولة فلسطين دولة عربية. وهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة.وهي إذ تؤكد التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، تناشد أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتعلن دولة فلسطين التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.
وتعلن دولة فلسطين أنها دولة محبة للسلام، ملتزمة بمبادئ التعايش السلمي فإنها ستعمل مع جميع الدول والشعوب ومن أجل تحقيق سلام دائم قائم على العدل واحترام الحقوق، تتفتح في ظله طاقات البشر على البناء، ويجري فيه التنافس على إبداع الحياة وعدم الخوف من الغد فالغد لا يحمل غير الأمان لمن عدلوا أو ثابوا إلى العدل .
وفي سياق نضالها من أجل إحلال السلام على أرض المحبة والسلام، تهيب دولة فلسطين بالأمم المتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه، وتهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية أن تعينها على تحقيق أهدافها ووضع حد لمأساة شعبها ،بتوفير الأمن له وبالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية .
كما تعلن في هذا المجال أنها تؤمن بتسوية المشاكل الدولية الإقليمية بالطرق السلمية وفق لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها.وأنها ترفض التهديد بالقوة أو العنف أو الإرهاب أو باستعمالها ضد سلامة أراضيها واستقلالها السياسي، أو سلامة أراضي أي دولة أخرى، وذلك دون المساس بحقها الطبيعي في الدفاع عن أراضيها واستقلالها .
معاني الكلمات:
* الهوية (اسم منسوب إلى الضمير)هو:حقيقة الشيء أو الشخص أو البطاقة التي يثبت فيها اسم الشخص وجنسيته ومولده.
* الحشد:التجميع. * الطاقات :القدرات.
* ثاب:رجع. * أهاب به:دعاه للعمل.
* المساس:اللمس والمقصود في المس التعرض والتدخل.
جو النص:
في شهر كانون الأول سنة 1987 ،انطلقت في فلسطين انتفاضة شعبية، شارك فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين ،وقد عززت هذه الانتفاضة مكانة القضية الفلسطينية ، داخل العالم العربي وخارجه.
واعتمادا على الدعم الواضح من الانتفاضة،قدم المجلس الوطني الفلسطيني،في دورته التاسعة عشرة المنعقدة في الجزائر في تشرين الثاني سنة 1988م، مبادرة سلام مبنية على قرار(181)المعروف بقرار التقسيم.وقد أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة،في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني سنة 1947م، ونص على قيام دولة فلسطينية مستقلة .
وفي الخامس عشر من تشرين الثاني سنة1988م ،أعلن المجلس الوطني الفلسطيني قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ،وقد اعترف بها أغلبية الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.
المعجم والدلالة:
أولاً : المصطلحات :
أ- هيئة الأمم المتحدة: منظمة عالمية كبرى أسست سنة 1945م. وأهم أهدافها: تحقيق السلام والأمن وحل الخلافات الدولية بالطرق السلمية وتحقيق العدالة والمساواة والتعاون بين دول العالم والعمل تقدم الدول وتحسين أحوالها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية .
ب- الجمعية العامة: تتألف الجمعية العامة من مندوبين عن جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم، وتجتمع مرة واحدة في العام ،وتتخذ فيها توصيات بأغلبية الأصوات. ومن مهماتها بحث المشروعات التي تضمن السلام العالمي، وانتخاب الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وتقديم توصيات لقبول الأعضاء الجدد في هيئة الأمم.
ج- عدم الانحياز: مفهوم سياسي تأخذ به بعض الدول بإرادتها الحرة، ويحترم حقها في سلوك السياسة التي تراها مناسبة لمصلحتها القومية في علاقاتها مع الدول الأخرى. وليس لعدم الانحياز مفهوم قانوني ،ولا يخول الدول حقوقا معينة ولا يفرض عليها واجبات إلا الالتزام بموقف الحياد .
د- جامعة الدول العربية: منظمة إقليمية أسست بموجب ميثاق جامعة الدول العربية الذي تم توقيعه في 22 آذار عام 1945م. ودعا هذا الميثاق إلى المحافظة على استقلال الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وعدم اللجوء إلى القوة في حال النزاعات بين الأعضاء، وإلى التعاون في الشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية .
هـ- المجلس الوطني الفلسطيني: هو البرلمان الفلسطيني الذي يمثل الفلسطينيين في فلسطين والمنافي،وقد تشكل أثناء انعقاد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس في 28/5 /1964م. ويضع المجلس سياسة منظمة التحرير الفلسطينية وبرامجها ،ويراقب تصرفاتها، وعلى عاتقه يقع اختيار رئيس اللجنة التنفيذية .
و- الديموقراطية: نمط من السلطة الشعبية، يشارك فيها المواطنون في حكم أنفسهم وإدارة شؤونهم، وهي نظام يمكن ممثلي الشعب من اتخاذ القرارات .
ز- الدستور: مجموعة القوانين التي تسير عليها الدولة، أو مصدر القوانين المعمول بها في الدولة .
ثانياً :
( أ ) 1- طاقة : حزمة أو ربطة
2- طاقته : جهده ، قدره
(ب) 1- سياق النص : خلال النص
2- سياق المرأة : صداقها أي مهرها
المناقشة والتحليل:
(1) استند المجلس الوطني إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين، وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعا عن حرية وطنهم واستقلاله وانطلاقا من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947م، وممارسة من الشعب العربي الفلسطيني، لحقه في تقرير المصير والاستقلال السياسي والسيادة فوق أرضه.
(2) أعلن المجلس والوطني قيام دولة فلسطين في الخامس عشر من تشرين الثاني سنة 1988م .
(3) اتخذ المجلس الوطني القدس عاصمة للدولة الفلسطينية .
(4) يتمتع الفلسطينيون بالمساواة الكاملة في الحقوق ، وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية ، وكرامتهم الإنسانية ، ولهم الحق في تطوير هويتهم الوطنية والثقافية.
(5) أسس النظام الديمقراطي في دولة فلسطين :
أ- حرية الرأي ب- حرية تكوين الأحزاب
ج- رعاية الأغلبية حقوق الأقلية . د- احترام الأقليات قرارات الأغلبية
هـ- العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة .
(6) دولة فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وعلى هذا يترتب عليها :
أ- الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية .
ب- إصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك .
ج- تناشد أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي .
(7) دولة فلسطين تلتزم دوليا بما يلي :
1- الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها .
2- الالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
3- الالتزام بمبادئ عدم الانحياز وسياسته
4- تلتزم بمبادئ التعايش السلمي .
(8) تحرص دولة فلسطين على سلام دائم قائم على العدل واحترام الحقوق ، تتفتح في ظله طاقات البشر على البناء ، ويجري فيه التنافس على إبداع الحياة وعدم الخوف من الغد ، فالغد لا يحمل غير الأمان لمن عدلوا وأثابوا إلى العدل .
(9) تهيب دولة فلسطين الأمم المتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه ،وتهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية ، أن تعينها على تحقيق أهدافها ، ووضع حد لمأساة شعبها بتوفير الأمن له ، وبالعمل على إنهاء الاحتلال .
(10) تؤمن دولة فلسطين بتسوية المشاكل الدولية الإقليمية بالطرق السلمية ، وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ، وأنها ترفض التهديد بالقوة أو العنف أو الإرهاب ، أو باستعمالها ضد سلامة أراضيها واستقلالها السياسي ، أو سلامة أي دولة أخرى .
(11) إن النضال الفلسطيني والتضحيات التي يقدمها دفاعا عن الحرية والاستقلال تنطلق من قرارات الأمم المتحدة ، وعن قرارات القمم العربية ، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة سنة 1947م . وهي حق طبيعي لتحقيق أهدافه وتقرير مصيره .
(12) دولة فلسطين حرصت على الانتماء الوطني لفلسطين ، وحرصت على الدفاع عنها وعلى بنائها وتنظيم علاقة أهلها ببعضهم البعض تركز على الأرض الفلسطينية والقدس الشريف والهوية الفلسطينية .
وكذلك أعلنت التزامها إلى حفيداتها الدول العربية فلقد التزمت بما تلتزم به وهي تشعر بما يشعرون وكان لزاما على الدول العربية أن تساهم في تحرير فلسطين.
وإلى جانب ذلك ملتزمة على أساس الوفاء الكامل لتراب فلسطين الروحي والحضاري ، في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون .
تدريب لغوي:
استند ، دافع ، انطلق ، مارس ، استقل ، ساوى ، كوّن ، احترم ، ميز ، تعايش ، حرّر ، اكتمل ، حقق ، تطور ، قام .
التعبير:
جاء إعلان قيام دولة فلسطين بعد نضالات استمرت عدة قرون ، فلقد هب الفلسطينيون بعد عام سنة 1948م ونظموا صفوفهم في عام 1967م بعد الهزيمة التي أحلت ، فلقد أغتصب ما تبقى ، فهب الرجال شيبا وشبابا عبر رحلة العودة التي طال انتظارها ، فضحوا بالغالي والنفيس ، وعبروا حدود فلسطين بالدماء الزكية الطاهرة ، وهذه التضحيات الجسام نالت الكثير ، فأخذت تتبلور لتجسيد هوية شعب أعزل فقد أرضه، وجميع الدول المحبة للعدل والعدالة سارعت للاعتراف به ومساعدتهم بعد أعلنت دولة فلسطين الاستقلال عام 1988م في الخامس عشر من تشرين الثاني .
أقرأ وأستمتع:
عيد الاستقلال
أطل عيد الاستقلال وكم كنا نرجو إطلالته !ازدانت المدرسة بالأعلام، ورفعت اللافتات على الجدران واهتم الأساتذة بالعيد فنظموا حفلات خطابية، وتمثيلية، ليظهروا للطلاب قيمة العيد وعظمة مغزاه وكان الطلاب قد أحبوا أن يشاركوا الأساتذة كل المشاركة ،فنظموا القصائد وألقوا الخطبة التي تشيد بالاستقلال وتشرح معانيه ،كما قاموا باستعراض كشفي رائع نال استحسان الجميع فقد سار حاملو الأعلام، ورافعو، اللافتات وسار وراءهم ممثلو الإدارة ثم بقية الطلاب وكان عرضا جميلا نأمل أن يتكرر ثانية وفي كل مدارس الوطن .
علينا أن ندعو دائما إلى مثل هذه الاحتفالات في مدارسنا، لأنها تعمق الحس الوطني عند الطلاب وتدفعهم إلى أن يحبوا وطنهم ويشاركوا في الدفاع عن أرضه ،ويسهموا في تقدمه وازدهاره.
الأسئلة :
1- ماذا يعني الاستقلال ؟
2- متى يكون عيد الاستقلال ؟
3- ماذا يفعل الفلسطينيون في استقلالهم ؟
4- ما فائدة هذه الاحتفالات بعيد الاستقلال ؟



الدرس الحادي عشر
11 فلسطين
للشاعر: علي محمود طه
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفـــدا
أنتركهم يغصبون العروبــــــــة مجد الأبوة والــــسؤددا
وليسوا بغير صليل السـيوف يجيبون صوتا لنا أو صــدى
فجرد حسامك من غـــمده فليس له بعد أن يغـــمدا
أخي،أيها العربي الأبـــي أرى اليوم موعدنا لا الـغدا
أخي، أقبل الشرق في أمــة ترد الضلال وتحيي الهـدى
أخي،إن القدس أختا لـــنا أعد لها الذابحون الــمدى
أخي، قم إلى قبلة المشـرقين لنحمي الكنيسة والمــسجدا
أخي،قم إليها نشق الغـــمار دما قانياً، ولظى مرعـــدا
أخي إن جرى في ثراها دمي وأطبقت فوق حصاها اليـدا
ونادى الحمام وجن الحــسام وشب الضرام بها مــوقدا
ففتش عن مهجة حــــرة أبت أن يمر عليها الــعدا
وخذ راية الحق من قبــضة جلاها الوغى ونماها الندى
وقبل شهيدا على أرضــها دعا باسمها الله واستـشهدا
فلسطين، يفدي حماك الشـباب وجل الفدائي والمفــتدى
فلسطين، تحميك منا الصـدور فغما الحياة وإمــا الردى
معاني الكلمات:
* المجد(جمعه أمجاد):النبل والشرف. * السؤدد:السيادة والمجد والشرف .
* الحسام :السيف القاطع ،وحسام السيف طرفه الذي يضرب به.
* الأبي :المترفع المعتز بنفسه،فلا يقبل الذل. * المدى(جمع مدية):السكاكين.
* المشرقان:المشرق والمغرب على التغليب. * دما قانيا:دما شديد الحمرة.
* اللظى:لهب النار الخالص لا دخان فيه. * نمى الشيء:رفعه وأعلى من شأنه.
جو النص:
ولد علي محمود طه في مدينة الناصرة بمصر عام 1902م ،وهو من الشعراء الشباب الذين نشؤوا في ظل النهضة الشعرية ،التي كان على رأسها أمير الشعراء أحمد شوقي.ومع أنه درس وتخرج في مدرسة علمية هي مدرسة الفنون التطبيقية ،وعمل في وظيفة هندسية حكومية ،إلا أنه أبدع في الشعر؛فصدرت له عدة دواوين منها:الملاح التائه،وأرواح وأشباح،وزهر وخمر،وهي وهو،وصفحات من حب،وشرق وغرب.
توفي عام (1948)بسبب شلل نصفي مفاجئ.وقبل عامين من وفاته أي في عام (1947م) اتخذت هيئة الأمم المتحدة قراراً بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.وبناء على ذلك انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وانسحبت حكومة الانتداب ،فقامت الحرب بين العرب واليهود في عام 1948م مما أدى إلى استيلاء اليهود على جزء من فلسطين ، ووقوع النكبة التي هجرت معظم الشعب الفلسطيني ،في هذه الأجواء هب الشعراء العرب للدفاع عن فلسطين واستنهاض الأمة العربية وهذه القصيد مثال على ذلك .
شرح الأبيات
(1) لقد بالغ الظالمون في عدوانهم على الفلسطينيين وغيرهم ، وقد آن الأوان كي نقاتل ونجاهد هؤلاء الظالمين .
المفردات : الظالمون : اليهود . حق الجهاد : وجب
(2) يخاطب العرب الذين لا يريدون قتالهم قائلا : هل يجوز أن نترك اليهود يغتصبون فلسطين أرض الكرامة والمجد والسؤدد .
المفردات : السؤدد : السيادة والمجد والشرف .
(3) إن الأعداء لا يعرفون إلا لغة القوة والعنف وهم لن يستجيبوا أو يستمعوا أو يتراجعوا عن فعلتهم إلا بالقوة .
المفردات : صليل السيوف : أصواتها . الصدى : الصوت المرتد .
(4) جرد سلاحك أيها العربي لتخوض معركة الشرف بقوة وبسالة .
المفردات : الحسام: السيف . الغمد : بيت السيف .
(5) يخاطب العرب قائلا : إن موعد المعركة قد حان وهو لا يقبل تأجيلا .
المفردات : الأبي : المترفع المعتز بنفسه ، فلا يقبل الذل . موعدنا : موعد المعركة .
(6) لقد جاء الشرق كله لقتال الأشرار ويقف في وجهه ، ويعيد أمجاد الهداية .
المفردات : الضلال : المقصود مقاتلة الأعداء .
(7) إن العدو قد عاث فسادا ودمر وخرب ، وها هو يحاول أن يقتل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس الشريف .
المفردات : المدى : جمع مدية وهي السكين .
(8) يخاطب الشاعر أبناء العروبة قائلا : أسرعوا لنجدة القدس لحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة .
المفردات : المشرقين المشرق الإسلامي والمغرب المسيحي . قبلة المشرقين : القدس .
(9) لنذهب إلى مدينة القدس دفاعا عنها حتى تسيل الدماء الحمراء على ترابها الطاهر وتكون النار متأججة لهيبها كأنه الرعد .
المفردات : الغمار : ازدحام الناس أثناء المعركة . الدم القاني : دم شديد الحمرة. اللظى : لهب النار الخالص لا دخان فيه .
(10) أخي سأقاتل دفاعا عن القدس حتى يسيل دمي على ترابها ، وسأظل مطبقا يدي على كل ذرة من ترابها .
المفردات : ثراها : ترابها . أطبقت : أمسكت بشدة .
(11+12) أخي إن اشتعلت نيران المعركة ، وكادت السيوف أن تجف ( لشدة المعركة ) عندئذ ابحث عن كل نفس حرة عقدت العزم والتصميم للدفاع عن الإسلام والعروبة ، ورفضت الاستسلام .
المفردات : الحمام : الموت ، الحسام السيف ، جن الحسام : كناية عن اشتداد المعركة . الضرام : اشتعال النار ، المهجة : الروح .
(13) أحمل راية الآباء والأجداد التي رفعوها بقوتهم ومعاركهم السابقة ، ورفعها أعلى من شأنها كرامتهم وعزهم .
المفردات : جلاها : صقلها . الوغى : المعركة . نما : رفعه وأعلى من شأنه
(14) وقبل الشهداء الذين سقطوا على أرض فلسطين وهم يلفظون الشهادة ويذكرون اسم الله ويودعون الحياة .
(15+16) فلسطين يحميك الشباب عظمت يا فلسطين ، وعظم الذين يقاتلون من أجلك ، وسنحميك بصدورنا ، فإما الحياة عزيزة ، وإما الموت الكريم العزيز .
المفردات : حماك : أرضك وحدودك . الفدائي : المقاتلون عنك . المفتدى : فلسطين . تحميك الصدور : كناية عن القتال مواجهه وعدم الهروب . الردى : الموت .
المعجم والدلالة:
أولاً: صليل : صوت السيوف . غمد : بيت السيف ما يوضع به .
غمار : ازدحام الناس في المعركة .مرعد : صوته كالرعد .
ثانياً: أ ) 1- صده : رجوع الصوت . 2- صدى : العطش الشديد
ب) 1- جن : فقد عقله ( جنون حقيقي )
2- جن الحسام : قاتل بقوة في المعركة ( مجازي ) . والجنون هو الإخفاء
ج) 1- الندى : المطر الخفيف آخر الليل ( بخار الماء المتكاثف ) .
2- الندى : الجود والكرم والعطاء .
د) 1- استشهد : سقط في المعركة .
2- استشهد : جاء به شاهدا ، أو تمثل ، أو قال .
هـ)1- افتدى : قدم روحه .
2-افتدى : دفع فدية .
الفهم والاستيعاب:
(1) اليهود الذين احتلوا فلسطين .
(2) لأن المحتلين تجاوزوا كل حد .
(3) القوة هي السبيل إلى ذلك .
(4) قصد في البيت السابع في كلمة أخت القدس ، إذ قال في البيت الذي يليه قبلة المشرقين،وذكر الكنيسة ( كنيسة القيامة) والمسجد ( المسجد الأقصى )
(5) قبلة المشرقين : القدس وقصد بها المشرق الإسلامي ، والمغرب المسيحي تغليبا.
(6) القوة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين .
(7) يطلب الفدائي قبل أن يستشهد :
أ- البحث عن كل نفس عربية أبية صممت على الجهاد .
ب- تقبيل الشهداء .
ج- حمل راية الحق .
(8) اختار الشاعر الصدور ، لأنها كناية عن المواجهة وعدم الهروب من المعركة ، فالقتال وجها لوجه .
(9) الحياة العزيزة الكريمة الحرة ، التي تشرف ، وإما أن نموت موتا مشرفا في ساحة الوغى .
التحليل:
(1) السبيل إلى تحرير فلسطين الدفاع عنها واستردادها بالقوة .
(2) الشباب هم عماد الأمة وحماة الوطن ، وهم شعلة الاستقلال والحرية ، والسباقون للفداء والنضال … لذا فهم رصيد الأمة .
(3) قصد وحدة الأمة العربية ، ورابطة الأخوة تجمع بينهم .
(4) يتوقع من العرب أن يهبوا لنجدة القدس وفلسطين .
(5) الكنيسة هي كنيسة القيامة وهي رمز للمسيحيين .
المسجد هو المسجد الأقصى وهو رمز للمسلمين .
(6) صورة الفدائي عندما يستشهد أنه سقط على أرض فلسطين ودماؤه تجري في تربتها ، ومع شدة حرصه على ثرى فلسطين ، فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويدها تمسك بشدة تراب فلسطين وحصوها بيديه ( كناية على عدم التفريط بأرض فلسطين ) .
(7) البيت الحادي عشر: شبه الموت بالإنسان الذي ينادي الآخرين فيلبون النداء ، وشبه السيف بأنه إنسان فقد عقله .
أما البيت الثالث عشر : صور قوة العرب والمسلمين بأن المعارك صقلتها لكثرتها ( حلاها الوغى ) وصور الندى كائنا حيا ينمي القوة العربية والإسلامية.
التعبير:
أخاطب شفويا أخي العربي بالأفكار الأساسية ،الواردة في القصيدة .
نشاط:
الفدائي موضوع لقصائد عربية وفلسطينية كثيرة .أقرأ بعضا منها في ديوان الشاعرين الفلسطينيين :إبراهيم طوقان ،وعبد الرحيم محمود.
أستمع واستمتع:
هذه القصيدة غناها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ،أستمع إليها على شريط التسجيل ،واستمتع بالإبداع الناتج عن التقاء موسيقى الشعر مع موسيقى الآلة ،وصوت محمد عبد الوهاب الرائع.