ارتقاء
11-11-2010, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في التعبير القرآني العظيم فرق دقيق بين لفظة (زوج و اٍمراًة )
الزوج في اللغة يدلّ على مقارنة شيء لشيء
(( جاء في لسان العرب : يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج
ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج
كالخفّ والنعل
ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج ..
وزوجة لغة رديئة ، وجمعها زوجات ، وجمع الزوج أزواج ))
الكل يعلم أن لفظ الزوج يُطلق على كل من الرجل والمرأة .
من ذلك : الزوج زوج المرأة ، والمرأة زوج لبعلها .
اٍذأ معنى ( الزوج ) يقوم على الإقتران القائم على التماثل والتشابه والتكامل .
فحتى يتمّ الإقتران لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين
تحقّق التماثل والتشابه عند اجتماعهما وتكاملهما واقترانهما
وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى .
فالله سبحانه و تعالى خلقهما الواحد منهما ميال للاًخر
وفي كل منهما نقص في حاجته النفسية والاًجتماعية والاٍنسانية والجنسية يكتمل بالاًخر ..
والإسلام نظّم العلاقة بينهما ، جعلها عن طريق واحد مباح ، هو الزواج الشرعي .
إذن المرأة بدون زوج فيها نقص ، فيأتي الرجل زوجاً لها مكمّلاً لإنسانيتها .
والرجل بدون امرأة فيه نقص ، فتأتي المرأة زوجاً له ، مكمّلة لإنسانيته
.
ولهذا كل منهما (( زوج )) لصاحبه ، يقترن معه ويزاوجه
هذه المقدمة لنصل الى الموضوع
....
متى نقول هذه المراًة زوج هذا الرجل ، ومتى نقول هذه المراًة اٍمراًة هذا الرجل ؟
عند ما نقراً الاًيات القرآنية بتفكر وتدبر
، نلحظ أن لفظ ( زوج ) يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها
وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما (( بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ))
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً
ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما
فإن القرآن يطلق عليها ( المراًة ) وليست زوجاً
كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
((( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))،
وقوله تعالى : (((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))).
وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم
في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )))
. وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ــ اًزواجأ ـــ له
في قوله تعالى : ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))).
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين
لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى اٍمراًة وليس زوجأ . .
قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط
وهذا في قوله تعالى :ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ))).
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي
ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي .
ولهذا ليست ـــ زوجأ ـــ له ، وإنما هي ــ اًمراًة ـــ تحته .
ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ،
في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ )))
. لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية
فهي مؤمنة وهو كافر
ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما
فهي اًمراًته وليست زوجه .
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين زوج واٍمراًة
ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب
وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له
وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة اٍمراًة
قال تعالى على لسان زكريا : ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ))
. وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه
وأنه سيرزقه بغلام
أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ،
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ))).
وحكمة إطلاق كلمة ــ اٍمراًةــ على زوج زكريا عليه السلام
أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها
رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة
وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .
ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما
كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف ـــ النسلي ـــ من الزواج هو النسل والذرية
فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب
فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر
فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة ـــ اٍمراًة ــ .
وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ،
وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها ـــامرأة ــ
، وإنما أطلق عليها كلمة ـــزوج ـــ
، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة .
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ))) .
امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي ـــ امرأة ـــ زكريا في القرآن
لكنها بعد ولادتها يحيى هي ـــ زوج ـــ وليست مجرّد امرأته .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له الى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www5.0zz0.com/2010/11/05/11/774023892.jpg (http://www.0zz0.com)
اًرتقاء
في التعبير القرآني العظيم فرق دقيق بين لفظة (زوج و اٍمراًة )
الزوج في اللغة يدلّ على مقارنة شيء لشيء
(( جاء في لسان العرب : يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج
ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج
كالخفّ والنعل
ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج ..
وزوجة لغة رديئة ، وجمعها زوجات ، وجمع الزوج أزواج ))
الكل يعلم أن لفظ الزوج يُطلق على كل من الرجل والمرأة .
من ذلك : الزوج زوج المرأة ، والمرأة زوج لبعلها .
اٍذأ معنى ( الزوج ) يقوم على الإقتران القائم على التماثل والتشابه والتكامل .
فحتى يتمّ الإقتران لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين
تحقّق التماثل والتشابه عند اجتماعهما وتكاملهما واقترانهما
وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى .
فالله سبحانه و تعالى خلقهما الواحد منهما ميال للاًخر
وفي كل منهما نقص في حاجته النفسية والاًجتماعية والاٍنسانية والجنسية يكتمل بالاًخر ..
والإسلام نظّم العلاقة بينهما ، جعلها عن طريق واحد مباح ، هو الزواج الشرعي .
إذن المرأة بدون زوج فيها نقص ، فيأتي الرجل زوجاً لها مكمّلاً لإنسانيتها .
والرجل بدون امرأة فيه نقص ، فتأتي المرأة زوجاً له ، مكمّلة لإنسانيته
.
ولهذا كل منهما (( زوج )) لصاحبه ، يقترن معه ويزاوجه
هذه المقدمة لنصل الى الموضوع
....
متى نقول هذه المراًة زوج هذا الرجل ، ومتى نقول هذه المراًة اٍمراًة هذا الرجل ؟
عند ما نقراً الاًيات القرآنية بتفكر وتدبر
، نلحظ أن لفظ ( زوج ) يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها
وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما (( بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي ))
فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً
ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما
فإن القرآن يطلق عليها ( المراًة ) وليست زوجاً
كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما ..
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
((( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))،
وقوله تعالى : (((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))).
وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم
في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )))
. وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ــ اًزواجأ ـــ له
في قوله تعالى : ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))).
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين
لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى اٍمراًة وليس زوجأ . .
قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط
وهذا في قوله تعالى :ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ))).
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي
ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي .
ولهذا ليست ـــ زوجأ ـــ له ، وإنما هي ــ اًمراًة ـــ تحته .
ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ،
في قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ )))
. لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية
فهي مؤمنة وهو كافر
ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما
فهي اًمراًته وليست زوجه .
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين زوج واٍمراًة
ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام
أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب
وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له
وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة اٍمراًة
قال تعالى على لسان زكريا : ــ بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ))
. وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه
وأنه سيرزقه بغلام
أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ،
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ))).
وحكمة إطلاق كلمة ــ اٍمراًةــ على زوج زكريا عليه السلام
أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها
رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة
وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .
ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما
كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف ـــ النسلي ـــ من الزواج هو النسل والذرية
فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب
فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر
فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة ـــ اٍمراًة ــ .
وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ،
وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها ـــامرأة ــ
، وإنما أطلق عليها كلمة ـــزوج ـــ
، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة .
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
(((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ))) .
امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي ـــ امرأة ـــ زكريا في القرآن
لكنها بعد ولادتها يحيى هي ـــ زوج ـــ وليست مجرّد امرأته .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له الى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www5.0zz0.com/2010/11/05/11/774023892.jpg (http://www.0zz0.com)
اًرتقاء