المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبتزاز العلماء ـ خالد الشافعي


محمود عفيفى
08-09-2010, 02:23 PM
إبتزاز العلماء ـ خالد الشافعي


خالد الشافعي | 07-09-2010 00:50

المكان غرفة مكتب ، الزمان نهار يوم عادى من أيام رمضان ، الشخصية الرئيسية عبد الرحمن ، فتى ذو لحية ، سلفى التوجه ، نشر يوماً مقالاً على الإنترنت عن شيخه فصارت الرسائل تأتيه على بريده معتبرة أنه مقرب للشيخ ،هذه الأيام تأتيه رسائل كثيرة بالبريد الإلكترونى تقول له أين شيخك من هذه الأحداث ؟ لماذا لم يتكلم وهذه المرأة مأسورة تكاد أن تفتن فى دينها ؟ لماذ لا يتكلم ؟ هل لو كانت ابنته هى المخطوفة كان سيسع هذا الشيخ أن يسكت ؟ يتمنى عبد الرحمن أن يكون بين يدى شيخه الآن ليطرح عليه هذه التساؤلات ويسمع منه ما يرد به على هذه التهم . (يصرخ الفتى فى الغرفة وظهره للكاميرا) : أين أنت يا شيخى الحبيب؟

يتحرك بطل الرواية من على مقعده خلف المكتب ، ويذهب ليستلقى على الأريكة ليتمتم بأذكار المساء فى انتظار آذان المغرب ، تغلبه عيناه فينام ، وإذا به يرى شيخه فى المنام فيقفز صارخاً غير مصدق أن أمنيته تحققت بهذه السرعة - الفتى لا يدرى أنه يحلم – الله أكبر الله أكبر أنا لا أكاد أصدق عينى - يقفز وأسارير وجهه متهللة ووجهه لشيخه - لعلك لن تصدقنى إن قلت لفضيلتك أننى منذ دقائق كنت أنادى عليك !! يا الله !! شىء لا يصدق !! ، السلام عليكم شيخى الحبيب .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،كيف حالك يا عبد الرحمن ؟

عبد الرحمن : الحمد لله فى خير حال ، كيف حالك أنت يا شيخي ؟ حمداً لله على سلامتك ، لعل صحتك قد تحسنت ؟

الشيخ : الحمد لله ، أنا أفضل ، بفضل الله ( الشيخ يسعل قليلاً سعلته المشهورة)

عبد الرحمن : شيخى الكريم هناك شىء أريد أن أبوح لك به ولكن أخشى أن أغضبك .

الشيخ : قل يا عبد الرحمن ، ما الخطب ؟ هل هناك ما يسوء؟

عبد الرحمن : فى الحقيقة نعم .

الشيخ: وماهو ؟

عبد الرحمن: هناك كثير من المحبين الغيورين لهم عتاب .

الشيخ: وماهو ؟

عبد الرحمن : يقولون أين الشيخ الكريم - وهو من هو - من قضية الأخت الأسيرة ؟ لماذا لا يخرج الشيخ ويقول كلمته ؟ لماذا لا يبين الحقيقة ويعذر إلى الله ؟ إلى متى الصمت ؟

الشيخ: وماذا يقولون أيضاً يا عبد الرحمن ؟

عبد الرحمن : شيخى الكريم أنا آسف ، يبدو أن كلامى قد أغضبك ؟

الشيخ: أبداً ، أنا فقط أتثبت . إسمع يا عبد الرحمن اللائمون هؤلاء واحد من اثنين ، إما من شباب الصحوة ومثل هذا لو لامنى فهو متهم عندى بقلة العلم أعنى بذلك العلم بقانون الشرع ، وأعنى قلة العلم بقانون السياسة والواقع ، هذا عندى خفيف متهور وأرجو ألا يُغضب هذا الكلام أحداً من إخوانى ، وسأبين لك الآن لماذا هو خفيف متهور .

عبد الرحمن : شيخى الكريم ولكن هناك كثيرا من المحبين والذين لا يعرفون شيئاً عن العلم ، ولا هم أصحاب لحى ولا من أبناء الصحوة ، لكنهم من المتدينين نساءاً ورجالاً ، وهم أيضاً يعتبون عليك وينتظرون منك غير هذا .

الشيخ : ينتظرون ماذا ؟

عبد الرحمن : ينتظرون منك الكثير؟

الشيخ : مثل ماذا ؟

عبد الرحمن : لا أعرف تماماً ، ولكن هذا ليس كلامى يا شيخى طبعاً إنه كلامهم ، أرجو ألا تغضب هم يقولون أين الشيخ ؟ ولماذا لم يتكلم ونحن ننتظر منه بالذات غير هذا الصمت ؟ لكنهم لم يقولوا بالتحديد ماذا ينتظرون!

الشيخ : ولماذا أنا بالذات ؟

عبد الرحمن : لا أدرى .

الشيخ: أنا اقول لك ماذا ينتظرون منى ؟ ولماذا منى بالذات ؟ اسمع يا عبد الرحمن : كما قلت لك ، اللائمون واحد من اثنين من ( طلبة العلم وأبناء الصحوة ) وهذا لا شك أنه يحتاج أن يراجع ما تعلمه ويراجع فهمه ويراجع تصوراته ويلزم واحداً من أهل العلم الربانيين ، هذا عن الصنف الأول، أما الصنف الثانى والذين تصفهم بالمحبين فأنا أقول لك ماهم بالمحبين .

عبد الرحمن : كيف وهم يتابعون حلقاتك واخبارك ودروسك ويثنون عليك ويدعون لك ولا يذكروك إلا بكل جميل ؟

الشيخ: يا عبد الرحمن ( مقتضى الحب العذر وليس التهمة ) .

يا عبد الرحمن يا ولدى : أنا عند اللائمين - من ناحية العلم - رجل من اثنين إما أنا عالم أو جاهل ، فإن كنت عالماً فكلنى إلى علمى ، وإن كنت جاهلاً فلماذا تنتظر كلامى ؟ مرة أخرى أقول : أنا ان كنت عند هؤلاء اللائمين من أهل العلم فلا شك أننى أخضع لقانون العلم وأتحرك بمقتضى هذا العلم وإلا لم يبق إلا أنى جاهل أو خائن ، أعنى أننى من ناحية الدين والأمانة واحداً من اثنين مؤتمن متين الديانة لا أكتم العلم ولا أقول إلا ما أعتقد ، ولا أبدل دينى ولا أبيعه .

أو أنا والعياذ بالله عالم ، ولكنى رقيق الدين أبدل دين الله بعلم ، وأكتم الحق دون عذر شرعى صحيح .

عبد الرحمن : بل أنت يا شيخى الكريم متين العلم والدين نحسبك كذلك والله حسيبك .

الشيخ: جزاك الله خيراً يا عبد الرحمن ، دعك من هذا الغلو ، أسأل الله أن يغفر لى مالاتعلم ، إذن يا عبد الرحمن مقتضى المحبة العذر لا التهمة ، كان الأولى بالمحب أن يعذر ويقول لعله كذا أو لعله كذا ، لماذا لم يأت فى باله إلا الجبن والخوف والعمالة والركون إلى الدنيا ؟ لماذا ؟ إذا كنت أنا عنده من أهل العلم ومن أهل الديانة فلابد أن لى اجتهاداً ولابد أن لى وجهاً ، أليس كذلك ؟ إن كان من يلومنى أعلم منى فلماذا لم يتكلم هو ؟ وإن كنت اعلم منه فليترك الأعلم وعلمه .

عبد الرحمن : نعم ، نعم يا شيخنا ولكن هذا الصمت !!!.

الشيخ : أى صمت ؟ نفس ماقيل فى غزة وفى الجدار !! يا عالم ، هل ينبغى أن نقول كل مانعرف ، هناك أشياء لا يمكن أن تقال ، وهناك توازنات لابد أن تراعى ، وهناك واقع قابل للإنفجار ، وهناك حسابات ليست عند الكل وهناك مفاسد لا يعلمها إلا القليل . صمت ! صمت! كلما تكلموا قالوا صمت !

إسمع يا عبد الرحمن قل لهم : هؤلاء الدعاة إما علماء أو جهال ، فإن كانوا جهالاً فالصمت أشرف وأنفع ، وإن كانوا علماءاً فهم واحد من اثنين ، علماء ربانيون لا يشترون بعهد الله ثمناً قليلاً فمثل هؤلاء لا يصمتون إلا بعلم ، أو أنهم علماء دينهم رقيق ، ومثل هؤلاء صمتهم شجاعة وجهاد لأنهم لو تكلموا لقالوا مثل ما قال صاحبنا إياه بجواز تسليم كاميليا إلى الكنيسة ، فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟

عبد الرحمن : شفيت وكفيت يا شيخى ، إن من البيان لسحراً.

الشيخ: ثم تعالى هنا ماذا ينتظر منى هؤلاء اللائمون ؟

عبد الرحمن : ينتظرون أن تقول كلمتك ؟

الشيخ : أى كلمة ؟

عبد الرحمن : الحقيقة ، حكم الله ورسوله .

الشيخ : وهل هناك رضيعاً لم يعرف الحقيقة بعد؟ وهل هذا أمر يحتاج إلى تجلية ؟ ثم إن لى إخوانا خرجوا وقالوا الحقيقة على الشاشات فكفوا وشفوا . فلماذا لابد أن أتكلم ؟ أعنى إذا كان الأمر محسوماً وإذا كان إخوانى تكلموا فلماذا ينبغى أن أتكلم أنا ؟ وماذا بقى لأقوله أنا ؟

عبد الرحمن : ولكن أنت شىء آخر .

الشيخ :هب ذلك مع أننى لست كذلك - هل لأننى كذلك يجب على أن أتكلم لمجرد أن أتكلم ؟ لمجرد أن أقول أنا هنا ؟ هل هذا هو قانون العلم ؟ هل تعرف من السلف من فعل أو قال هذا ؟

عبد الرحمن : ولكن أنت شىء آخر .

الشيخ: يعنى ماذا ؟ كيف ؟

عبد الرحمن : وزنك عند الدولة وعند الناس ؟

الشيخ: إذن وبسبب وزنى الزائد - مع أن وزنى أقل من المطلوب بسبب المرض - إذن وبسبب وزنى الزائد فأنا الشخص المناسب لإشعال الحريق وأنا الشخص المناسب لتسخين الناس ؟ هل هذا كلام يا ولدى ؟ ألم أقل لك من قبل : ولا يستخفنك الذين الذين لا يوقنون .

عبد الرحمن : فماذا أقول لهؤلاء ؟

الشيخ: قل لهم أن المشايخ لن يخضعوا لهذا الإبتزاز ، ولن يتحولوا إلى أداة لجماهير تحركها العواطف التى لا قانون لها . قل لهم المشايخ يتحركون بقانون العلم ويخضعون لنصوص الشرع ، قل لهم نحن فى مرحلة استضعاف لها قانونها وخصائصها وأحكامها . قل لهم المشايخ نظروا فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم فى مرحلة الاستضعاف فوجدوه يطوف حول الكعبة وحولها ثلاثمائة صنم ، ويقبل بصلح الحديبية ، ويمسك عن إقامة الكعبة على قواعد إبراهيم بعد الفتح مراعاة للواقع وحسابات المصالح والمفاسد . قل لهم أن أهل العلم أجمعوا على أنه يُشترط لتغيير المنكر ألا يأتى بمنكر أعظم .

عبد الرحمن : نعم سأفعل إن شاء الله ، سأقول لهم .

الشيخ: ثم هب أن لى فى المسألة اجتهاد مختلف ، هب أنى أرى أننا فى زمان يشبه زمان الحديبية ، هب أنى أرى أن الصمت هو الواجب - لا أقول مستحباً ولا مباحاً - بل أقول هب أنى أرى أن الصمت هو الواجب درءاً لكارثة وحفاظاً على توازنات ومكتسبات مكنتنا من نشر العلم والسنة ، وأن طبيعة المرحلة تقتضى ألا أجهر بكل ما أعتقد وأن أغض الطرف أحياناً ، هب أن هذا ما أدين لله به ، أفترانى أترك كل ذلك لأجل صراخ الجماهبر المكلومة ؟

عبد الرحمن : لا بأس لا تغضب شيخى الكريم .

الشيخ: هب أننى خرجت فقلت ما يريدون وزيادة ، هب أننى فعلت هذا فوقعت الواقعة وأغُلقت هذه الشاشات المباركة، ومنعت من الكلام ، وضاع المسجد ومنع الكل من الكلام فى المسجد والفضائيات واغلقت مواقع الانترنت، ماهى الفائدة ، أنا أسأل سؤالاً واحداً لو فعلت فوق ما يطلبون ، ماهو العائد هل ستعود هذه المرأة المسكينة هل سيتغير شىء؟ أم أن التهور الآن صار هو مقتضى الشجاعة ؟ فرق كبير بين الشجاعة والجرأة المحمودة وبين التهور المذموم الذى تكون عاقبته وبالاً . هو سؤال واحد إذا قلت فوق ما يطلبون هل هناك مصلحة متيقنة ؟

عبد الرحمن : لا أظن

الشيخ: فلماذ أتهور إذن؟ ثم هب أنى لا أحسن الكلام فى هذه المسألة ؟ وهل كل شيخ يحسن الكلام فى كل المسائل ؟ لماذا نُكلف فوق مانطيق ؟ أقول مرة أخرى هذا نوع من الإبتزاز الجماهيري، بل هناك شىء أعجب .

عبد الرحمن : وماهو ؟

الشيخ : الذى يتهمنى هذا لم يفعل شيئاً !! أو فعل ما يعتقد أنه الصحيح ولم يتغير شىء . أنا أيضاً أفعل ما أعتقد أنه الحق.

عبد الرحمن : ولكنه ليس بحجمك ولا بعلمك .

الشيخ : قلت لك دعك من هذا الغلو ، ومع ذلك فهو مسئول أيضاً ومقصر ولا شك بحساباته ،كلمة أقولها لله ثم للتاريخ .

عبد الرحمن : تفضل يا شيخنا .

الشيخ: الدعاة المفترى عليهم مكلومون ربما أكثر من الجماهير وقلوبهم مملوءة بالغضب ربما أكثر ، لكنهم محكومون بقانون العلم ، ويتحركون طبقاً لمعطيات الواقع ، وهم يعرفون طبيعة الواقع أكثر من غيرهم وليس مطلوباً منهم ولا ممكناً أن يقولوا كل شىء ، هناك أشياء لا تقال ،كان ينبغى أن يُحسن الناس الظن بهم ، وأن يلتمسوا العذر لهم وأن يحمدوا لهم مايبذلوه من جهد لإضاءة الطريق ونشر العلم والذب عن دين الله . فهمت ياعبد الرحمن ؟

عبد الرحمن : فهمت يا شيخى الكريم وسأبلغ عنك إن شاء الله .

الشيخ: بلغ ، وقل لهم حنانيكم ، وأحسنوا الظن بإخوانكم ، هذا مقتضى المحبة ، بل هذا مقتضى أخوة الإسلام ، قل لهم أن المتعجلين كما يقول ابن كثير رحمه الله : أن المتعجلين الذين لا صبر لهم على ما يرونه من المناكير هم أصل كل شر فى هذه الأمة وأنهم لو صبروا وتعقلوا وخضعوا لقانون الشرع لكان خيراً لهم وللأمة .

ألم ترى إلى ابن تيمية لما أراد بعض أصحابه أن ينكر على بعض شاربى الخمر من التتار فقال: دعوهم فإنهم إن أفاقوا قتلوا المسلمين . هذا الذى اسمه الفهم ، والفهم رزق يا ولدى .

عبد الرحمن : سأقول لهم يا شيخى الكريم إن شاء الله .

الشيخ: قل لهم أنه من المحن تأتى المنح فلا تحسبوه شراً لكم بل هو خير إن شاء الله . ألم ترى إلى صلح الحديبية وعمر يكاد أن يموت من الكمد كيف كان المآل ؟ إن هذا الدفع الإلهى يمايز الصفوف ، ويمحص المؤمنين ويجعلهم يتمسكون بدينهم ويعضون عليه ويردهم إليه .والله ستنقلب هذه المحنة منحة والله .

عبد الرحمن : قل إن شاء الله يا شيخى .

الشيخ : إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً ، والله ستُسفر عن منحة كما حدث مع سب النبى وكما حدث مع النقاب .

إنهم يشعرون بالضياع واليأس وأنوفهم تُمرغ فى التراب بعد أن وصل الإسلام إلى الصفوة ، بينما لا يذهب من عندنا إلا النفايات وبأعداد لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة .قل لهم يا عبد الرحمن ...

الله أكبر الله أكبر.....( صوت الأذان يوقظ عبد الرحمن ويقطع حلمه )

عبد الرحمن : ماذا شيخى !! تمرات!! أين أنا ؟ أين شيخى ؟ لم يكمل كلامه بعد ( عبد الرحمن يستيقظ على صوت المؤذن ، ويكتشف أنه كان يحلم (

عبد الرحمن : لا حول ولا قوة إلا بالله ، لقد كنت أحلم ، لكنه حلم عجيب فعلاً ومفيد جداً.

ملحوظة : كان هذا الحلم قبل أن يعلن الشيخ كلمته التاريخية على هذا الرابط :

http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10880

وهى الكلمة التى قالها فضيلته فشفى وكفى.

هيام دياب
08-09-2010, 03:18 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام هشام
08-09-2010, 04:06 PM
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

أبو يوسف
08-09-2010, 04:41 PM
حمدا لله على سلامتك أخي محمود نورت المكان

وأحمد الله أن طالب العلم كان يحلم

الوردة الجورية
10-09-2010, 07:40 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله كل خير
فى أمان الله