اكتشفي نقاط ضعف طفلك

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل تخشين من الإساءة إلى طفلك أو من عدم إعطائه ما يحتاج إليه؟ إليك ما يجب معرفته لتكوني أمّاً صالحة
:

كل الحقوق الموسوعة من ملك موقع فصل الربيع

عمليّة الهضم

كميّة الحليب التي يستهلكها المولود الجديد يومياً هائلة نسبةً إلى حجمه. وهو بذلك يفرض على معدته 'الجديدة' القيام بأهمّ عمليّة على الإطلاق طوال حياته! من هنا نفهم بشكل أفضل السبب الذي يدفع الطفل إلى التجشؤ بعد وجبات الطعام. وقد يبكي أيضاً ويتخبّط لأنه مصاب بوجع في البطن!

كيف يمكن مساعدته لتجري الأمور كلها على ما يُرام؟ ينبغي أولاً تغذيته بالكميّة اللازمة، لا أكثر ولا أقلّ، والحرص على عدم تسرّب الحليب بسرعة عبر مصّاصة زجاجة الحليب. إذ لا يُبلع الحليب من الزجاجة خلال خمس دقائق بل يُشرب ببطء خلال عشرين دقيقة، مع التوقف لاستراحة قصيرة إذا دعت الحاجة. إذا تفاقمت حالات ارتداد الحليب من المعدة، يُفضّل طبعاً استشارة الطبيب.

لحسن الحظ، تختفي هذه المشاكل الهضميّة بعد السنة الأولى في غالبية الحالات، حين يصبح الجسم أنضج ويتمكّن الطفل من الوقوف على قدميه. كذلك، يساهم تنوّع الوجبات وزيادة كميّتها في الحدّ من ارتداد الأحماض من المعدة بشكل ملحوظ.

تنظيم شرب الماء

تُغطّى حاجات الطفل إلى الماء بكميّات الحليب المستهلكة، لا سيّما إذا كان يرضع من حليب أمه. هل ينطبق ذلك على الأيام الحارّة أيضاً؟ عموماً، نعم! خلال الأشهر الثلاثة الأولى، لا يحتاج الطفل إلى أيّ طعام بين الوجبات. لكن في حال ارتفاع الحرارة إلى مستويات عالية، يمكن أن نعرض على الطفل كميات قليلة جداً من المياه الخالية من السكر. لكن يجب تفادي الإكثار منها خوفاً من إصابته بالتسمّم (في حال الضرورة، يلجأ طبيب الأطفال إلى وصف محلول الإرواء الفموي). منذ الشهر السادس أو السابع، أي ما إن يبدأ الطفل بتناول وجبات متنوّعة، يمكن أن يشرب الماء بشكل طبيعي.

الجوع

في البداية، يتلقّى الطفل الغذاء باستمرار من دون الحاجة إلى طلب أيّ شيء من أحد. حتى أنه لا يدرك معنى الجوع! لكن مع مرور الوقت، يجد الطفل صعوبة في تحديد طبيعة هذه التشنجات المؤلمة التي تجتاحه فجأة وتُحدث اضطراباً في جسمه. ماذا يحصل؟ في الواقع، هو يعاني من فجوة صغيرة في معدته، إذ حتى تلك اللحظة، لا تستطيع معدته الصغيرة تخزين كثير من الغذاء. لذلك، مع تراجع كميّة الطعام في جسمه، يطلق صرخات مدوّية مطالباً بوجباته التي يتراوح عددها بين ثماني وعشر وجبات يومياً خلال الأسابيع الأولى. لا بد من التحلّي بالصبر! خلال شهر، تنتظم شهيّته وتزداد الفترة الزمنية بين وجبة وأخرى. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: هل يشعر حقاً بالجوع حين يستيقظ (ويوقظكِ) في منتصف الليل؟

الحاجة إلى المصّ

يميل الطفل، منذ ولادته، إلى المصّ. إنها ردّة فعل فيزيولوجية تبدأ منذ وجوده في الرحم الذي يوفّر له بلا شك بيئة مريحة إلى أقصى حد. لكن هل يجب إعطاؤه المصّاصة بين وجبات الطعام؟ لا يُنصح بذلك في البداية إذا كان يرضع من أمه. فقد يخلط بين طريقتي المصّ، ما قد يعيق جديّاً مسار الرضاعة.

بعد مرور أشهر عدّة، يطرح السؤال التالي نفسه: 'هل طفلي يتحوّل إلى مدمن على المصّاصة؟'. يعجز بعض الأطفال عن التخلّي عن المصّاصة حتى خلال الليل، فيستيقظون ويبحثون عنها وينادون أهلهم إذا لم يجدوها، وقد يواجهون صعوبة في العودة إلى النوم. لكن يمكنهم دائماً التعويض عنها عبر مصّ إبهامهم، الأمر الذي لا يشوّه شكل الفكّين كما يُقال وفقاً لخبراء تقويم الأسنان.

البشرة والبثور

تؤدي الهرمونات المرتبطة بالحمل إلى نشوء حبوب على وجه الطفل. لكن لا داعي للخوف! إنها ليست بداية الأكزيما! ولا يعني ذلك أنه سيُصاب بالضرورة بحبّ الشباب في مرحلة المراهقة. تهدأ هذه الطفرة بسرعة شرط عدم اللجوء إلى علاجات خاصّة أو مستحضرات مركّبة. الأمر مماثل بالنسبة إلى الحبوب البيضاء الصغيرة أو حُبيبات الدخينة (نتوء جلدي صغير) التي تظهر أحياناً على طرف الأنف، الجبين، والذقن. بسبب السيلان الزهمي، تتعرض فروة رأسه إلى ما يُسمّى 'قشور الحليب'. يمكن التخلّص من هذه القشور السميكة والقبيحة بسهولة، بواسطة كريم خاص وشامبو ناعم. بعد هذه المرحلة الدهنية، تصبح بشرة المولود الجديد الرقيقة والهشّة عرضة للحساسيّة والاحمرار. من أهم أسباب هذه الحساسيّة الجلدية، النقص في الشريط الدهني الذي يحمي البشرة. ما العمل في هذه الحالة؟ ينبغي اعتماد علاجات ناعمة مع مستحضرات محايدة لا تسبّب الحساسية.

الرقبة

خلال الأسابيع الأولى، لا يستطيع الطفل تثبيت رأسه بنفسه. عند حمله، لا بد من إسناد كتفيه ورقبته جيداً. من الوضعيّات الآمنة جداً التي يحبها: ضعيه على بطنه وضعي ذراعك تحته، على أن يكون رأسه مُسنداً على مِرفقك. كذلك، يحب الطفل أن يشدّ على كتف من يحمله، وهو واقف، إذا كان أعلى ظهره وردفاه ثابتين جيداً. ماذا عن اليافوخ؟ يختفي هذا الغشاء الناعم، الواقع في الجزء الأعلى من رأس الطفل، مع حلول الشهر الثامن عشر، حين تلتحم العظام نهائياً. حتى حصول ذلك، يمكنك غسل شعر الطفل من دون مشكلة.

نصائح إضافيّة لراحة أكبر

• الحرارة المثاليّة

حتى الشهر الثالث، وبعد ذلك أحياناً، يتعرّض جسم الطفل للجفاف بسرعة، فهو يخاف من الحرارة المرتفعة. لكن بما أنه لا يتحرك كثيراً، يخشى البرد أيضاً. خلال الطقس الحارّ، ننصح بفتح النوافذ، على أن يكون المهد بمنأىً عن تيارات الهواء وعن أشعة الشمس. عندها يمكنك نزع ملابسه وإعطاؤه كميّات صغيرة من الماء ليشرب. إذا كان الطقس بارداً، شغّلي جهاز التدفئة في الغرفة على حرارة 19 درجة مئوية، على أن يكون السرير بعيداً عنه. خلال النهار، غطّيه بغطاء قطني إضافي فوق الغطاء الأساسيّ.

• مكافحة الجراثيم

أبسط ما يمكن فعله لحماية الطفل هو غسل اليدين قبل الاعتناء به، لأن دفاعاته تكون ضعيفة تجاه الفيروسات والجراثيم. خلال الشتاء، يجب وضع حدّ لمداعبته على يد الأصدقاء، أو أفراد الأسرة، أو الأولاد لدى عودتهم من المدرسة (يجب أن يحترموا القاعدة نفسها ويغسلوا أيديهم أيضاً). انتبهي جيداً لزجاجات الحليب التي يبقى الحليب في قعرها، إذ يسهل على الجراثيم التكاثر في هذه البيئة.

في كلّ صباح، يجب تهوية الغرفة حتى لو كان الطقس بارداً. إذا كان الطفل هو الوحيد الذي يلمس ألعابه، لا داعي لتخصيص وقت لتنظيفها.

• لا للنور القويّ

ضعي نفسك مكان الطفل. لقد أمضى تسعة أشهر في ظلمة مُطبقة! من الطبيعي أن يبهره كل ما يراه. حتى لو لم يكن بصره كاملاً بعد، يميّز المولود الجديد قوة الضوء، أو أشعة الشمس، أو ومضة الكاميرا... فيقوم بردّة فعل لحماية نفسه من خلال طرف عينيه. لكن سرعان ما يعتاد على الأضواء في حياته وعلى الفرق بين الليل والنهار. لمساعدته على التكيّف، لا تغلقي الستائر خلال قيلولته.

• الحد من الضجّة

من يحبّ سماع صوت التلفاز وهو لا يشاهده؟ طبعاً ليس الطفل. فهو يفتقد إلى العوامل المطمئنة وسط هذا الجو الصاخب.

تزعجه الضجّة القويّة (في صالة المطعم، خلال حفلة...)، لا يحبّ الموسيقى الصاخبة، ويعطي ردة فعل عنيفة تجاهها. حين يكون في رحم أمه، يؤدي أي صوت مفاجئ إلى اضطرابه، لكن ذلك لا يعني ضرورة السير بهدوء ما إن يغفو
!